23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

المواجهة مصيرية.. فلا صوت يعلو على المعركة

المواجهة مصيرية.. فلا صوت يعلو على المعركة

جرح “فاجعة الكرادة” عميق.. موغل في سويداء القلب، يواصل الحفر ثاقبا حتى الرمق الأخير من وجداننا المتشظي، لكن هل ندع الامور تنفلت، فنتداعى وتنهار قوانا، ويستسهلنا عدونا؟ أم نعيد ترميم ما تبقى من جدران متهالكة، ونشيد حضارة الروح؛ كي لا نلجّ كافرين، خارج نطاق الصبر.
ينبغي ان نكرس الاصوات والحناجر كافة، في سبيل رص الصفوف وتوحيد الجهود؛ لتصب معا، في الانتصاف لدماء الشهداء، ممن إستلبوهم الحياة، بإنفجار مريع؛ لأن المعركة مصيرية، لن تحسم لصالحنا بإطالة البكاء وترديد الشعارات، إنما العمل الجدي، الذي يبدأ من نتقية الذات والمحيط، من الفساد ومن أثر المفسدين في إدارة الدولة، من ثم بدء العمل الجدي.
يجب ألا نؤشر إية إنشغلات وإندفاعات عاطفية، سادرة في التهدج المأساوي الذي لا ينفك يقيد مساعينا الرامية الى الإيقاع بالقتلة والمفسدين على حد سواء، فهما وجهان لعملة واحدة، وكلاهما “داعش” من الداخل، و”داعش” من الخارج، و”حرامي البيت” أشد إيلاما!
إذن فلنؤجل خلافاتنا الفرعية، ريثما نحسم معركتنا الرئيسية ضد العدوين “داعش” والفساد، ونعيد تنظيم بناء دولة، لا تخضع سياقات العمل السياسي والخدمي والاقتصادي والامني فيها، لمصالح المفسدين، الذين يتاجرون بحياة العراقيين، وقد بددوا أموال الشعب ونهبوا ثرواته، مواصلين القتل بدم بارد.
زخم تدفق المأساة، من لهيب الكرادة الى عمق وجداننا، يشل تفكيرنا ويقيد حركتنا.. علينا ان نبلع الغصة وندوس على الجراح، سعيا للقبض على المجرمين بشكليهما.. الارهابيين  والمفسدين، اما إشغال الحكومة بتحركات غير مسماة وإجراءات غير معرفة المطالب؛ فهو تبديد للجهود وبعثرة لسياقات التحقيق وتشظية لأي أمل بإمكانية الإصلاح الذي يأسنا منه.. شابت رؤوسونا والمفسدون مستحكمون من شؤوننا.. الشباب تموت والثروات تهدر ولا أحد يسعى جادا للخلاص.. الكل تتضارب في التوجهات، فالبعض يتظاهر من دون أن ينتظر شيئا او يحدد هدفا، وهو عليم بأن لا شيء سيحدث، والبعض الآخر يتصدى له، من دون ان يقتنع بالإصلاح، والثالث يسهم بالفساد، اما فعليا او بتخبطاته التي تخدم المفسدين.