23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

المواجهة تتصاعد ضد نظام يتآکل

المواجهة تتصاعد ضد نظام يتآکل

لايتوقف مسلسل فضائح الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث إنه وبعد فضيحة الملف الصوتي الخطير الذي تم نشره و الذي يثبت تورط مسٶولين إيرانيين في مجزرة صيف عام 1988 و تصفية 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، قفزت الى الواجهة فضيحة إستخدام روسيا لقاعدة همدان على خلفية التورط الکبير للنظام في سوريا و آثاره السلبية عليه و من ثم أخيرا و ليس آخرا فضيحة إبرام النظام لعقود سرية مع شرکات نفطية عالمية قدم خلاله الکثير من التنازلات على حساب الشعب الايراني وذلك من أجل مواجهة الاوضاع الاقتصادية الوخيمة.
تزامنا مع هذه الفضائح التي باتت تثقل کاهل طهران و تجعلها في موقف و وضع صعب و معقد لاتحسد عليه أبدا، تشهد عواصم و مدن العالم المختلفة نشاطات مکثفة للجالية الايرانية ضد النظام کما إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي يعتبر أکبر و أنشط معارضة إيرانية ضد النظام، يصعد من تحرکاته و نشاطاته بقيادة زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي و التي باتت تشکل صداعا و أرقا يقض من مضجع النظام، خصوصا وإن ترکيز السيدة رجوي هو ملف حقوق الانسان أي نقطة ضعف النظام، حيث إنها تطالب و بقوة على ضرورة إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي کما تطالب بتشکيل محکمة دولية ذات صلاحيات من أجل محاکمة المسٶولين عن إعدام 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 و کذلك بقيام دول العالم بإشتراط علاقاتها مع طهران بوقف الاعدامات، والملفت للنظر إن هذه المطالب الثالثة صارت مطالب رئيسية لأبناء الجالية الايرانية في مختلف أنحاء العالم عشية نشاطاتهم و فعالياتهم المستمرة منذ أيام.
الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أکثر من صعيد و وصوله في العديد منها الى طريق مسدود، تجعله في وضع تآکلي، حيث لايجد مناصا کأي نظام دکتاتوري من تقديم تنازلات على أکثر من صعيد من أجل البقاء و الاستمرار، ولکن المشکلة التي ليس بوسع هذا النظام المحاصر بالازمات إدراکها هي إن هذه التنازلات التي يحرص على إبقائها سرية لکنها مع ذلك و بفضل النشاطات و التحرکات المختلفة للمقاومة الايرانية، تنکشف و تنفضح ليس أمام الشعب الايراني فقط وانما أمام العالم کله.

لم تعد سياسة الترقيع و الحلول الوقتية تجدي شيئا من أجل حلحلة مشاکل النظام و جعله يقف على قدميه من أجل مواجهة التحديات و المخاطر المحدقة به تجدي نفعا، بل وحتى إنها تزيد الطين بلة و تضيق الخناق عليه أکثر فأکثر مما يوحي بأن هذا النظام قد صار في الهزيع الاخير من عمره وهو يخوض المواجهة الاخيرة التي ليس هناك أبدا من يعتقد بأنها ستکون من صالحه.