23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

المواجهة بين الحشد الشعبي والشيطنة الإعلامية

المواجهة بين الحشد الشعبي والشيطنة الإعلامية

عائلة عمر الجبوري التحقت بالحشد, بعد معاناة كبيرة في الانبار, حيث تسلط عليهم أراذل القوم, وجلبوا معهم قتلة أجانب, تحت عنوان أمراء, حاول عمر وإخوته فعل شيء, لكن سطوت التكفيريين كانت كبيرة, فكانت أيام ممتزجة بين الخوف والقلق, إلى إن جاء الحشد الشعبي, عندها تخلخل وضع الدواعش, فهرب الكثير من القتلة, وتحصن الباقون في مناطق متفرقة, باتت معروفة للجميع, عندها قرر عمر وإخوته الالتحاق بالحشد الشعبي, للدفاع عن الأرض والعرض, بوجه أناس قتلة ومجرمين, دخلوا تحت عنوان ديني, للضحك على السذج.
الحشد هو المكسب الكبير لكل العراقيين, والذي يعتبر عقبة كبرى, إمام المخططات المريبة في المنطقة, لذا كان أمر الحرب الإعلامية متوقعا.
تعرض الحشد لحملات تضليل كبيرة, من قبل القنوات الإعلامية, التي يحركها المال, فمع كل انتصار يتحقق, تبدأ معه حملة مضللة للرأي العام, بهدف تسقيط دوره, ومنعه من التقدم, في عمق جغرافيا تنظيم داعش, فالرؤية الأمريكية تفضل بقاء داعش على الأرض العراقية, بهدف حصول انشطار, هنا وهناك, في الأرض الساخنة بالتحديد, كي تمهد الأرض لتكون ولايات متناحرة, يقودها الإسلام المتطرف, ولأمريكا خيوط في السياسة والأعلام, المحلي والعربي, لذا نشط الإعلام الخبيث, لتهميش ادوار الحشد الشعبي, مع إصدار تهم متنوعة, الهدف منها إشاعة جو, من عدم الثقة بين العراقيين.
 
الإشاعة الأكبر التي التزمت بها قنوات العهر العربي, وحتى بعض القنوات المحلية, هي إلصاق تسمية المليشيات الشيعية بالحشد الشعبي, محاولة السيطرة على مخيلة المتلقي, وزرع صورة وهمية, من إن الحشد يمثل الشيعة فقط, مع إن الحشد يضم أطياف العراق المتنوعة, وخير دليل على التنوع هي كتائب بابليون, والتي يقودها ريان الكلداني, وهي مشاركة بالمعارك وبقوة, بالإضافة للدور المهم لعشائر تكريت والانبار, في عملية تحرير الأرض من داعش, ثم مسك الأرض, وهذا يوضح أن جسد الحشد متنوع, ومن كل أطياف العراق, لكن عواهر السياسة والإعلام, يتغاضون عن هذه الحقيقة, ويتمسكون بأكاذيب هم صنعوها.
 
أحداث تحرير تكريت, كانت الانكشاف الأول, لأعلام العهر,  فمع دخول الحشد المبارك, ارض تكريت, وتخليصها من العصابات التكفيرية, التي كانت تعيث فسادا بالمنطقة, وإذا بموجه سرقة, للممتلكات العامة والخاصة, مع إحراق لبعض البيوت, فتم تصوير الأمر بأنها من أفعال الحشد الشعبي, وأطلق أيتام صدام في العملية السياسية, أكذوبة أن الحشد سرق الثلاجات, فكان عمل التشويه يسير بالتناسق, شخوص تسرق وتحرق, وإعلام يكذب, وساسة يطعنون بالحشد, لكن العراقيون يعرفون جيدا, أساليب وداعش, وهناك فهم كبير لأساليب البعث, وتم جمع بعض الوثائق, والتي تدعوا إتباعهم بعد الهزيمة, اللجوء للحرق والسرقة, مع كتابة جملة لبيك يا حسين, بغية تشويه صورة المنتصرين, وتضليل الرأي العام, لكن مع الأيام تكشفت كذبة المنافقين, وفهم الناس حقيقة ما جرى.
    
الدور الأمريكي كان كبيرا, للحد من انتصارات الحشد الشعبي, وهو يسير بمحاور متنوعة  ومنها:
المحور الأول, قلل من انجاز تحرير تكريت, مع إن أمريكا وحلفها العالمي, لحد ألان لم تحقق أي منجز واضح, ضد تنظيم داعش, لذا لجأت لاختلاق أفلام إعلامية كاذبة, ومع تواجد طابور كبير من منغلقي الأفق, يصدقون كل ما هو أمريكي, فركبوا الموجة, ورضوا بذل الدواعش, على أن يكون للحشد فضلا عليهم, فانظر لحجم التخلف, الذي يسيطر على بعض العقول, ولاحظ مدى الخبث الأمريكي.
 
المحور الثاني: الرفض الأمريكي المعلن, لمشاركة الحشد الشعبي في تحرير الانبار, ودفعت الدمى المحلية للتهريج إعلاميا, وتلقفت الفكرة الكاذبة قنوات عالمية وعربية, وارتفعت أصوات بعض شيوخ السوء, في المنطقة الغربية, الرافضة لأي تدخل للحشد الشعبي, بحجج طائفية, إلى أن سقطت الرمادي, عندها توجه الكل يتوسل تدخل الحشد الشعبي, الساسة  السنة, وشيوخ الغربية, وحتى أمريكا سارعت للطلب, كي لا تظهر بمظهر الداعم لداعش, وأخير طلب رئيس الوزراء من الحشد التدخل, وكان التدخل ايجابيا, لأنه عمل على محاصرة الدواعش, وإيقاف تمددها.
 
وأخرها قضية التظاهرات, والتي عمد الإعلام, على تضخيمها, كي تأخذ كل الذاكرة اليومية, بحيث يمكن للمتلقي, إن ينسى الحشد وحرب داعش, وهو ما حصل, فلم يعد وجود للحشد الشعبي, في مساحة الإخبار والتقارير اليومية, أنها كلمة حق يراد بها باطل, فليس التظاهرات هي هدفهم, بل للتعتيم عن انجازات الحشد الشعبي في الأسابيع الأخيرة, انه مخطط مدروس بعناية فائقة, تمهيدا لتمرير قرارات أكثر خطورة, كخطوة سعي أمريكا للانتشار البري في الانبار, والتسلق على أكتاف الحشد, الذي امن الأرض وقدم التضحيات, ثم يتحول الأمر بيد أمريكا, وهدف الأخر, هو تمديد عمر ولاية الدواعش, للموصل والرمادي.   
 
الأعلام, ماكينة خطيرة, لتأثيرها الكبير على الشعوب, وكما قالها الكاتب مصطفى محمود, (الشعوب على دين قنواتهم), فهي الأداة الأكثر تأثير في عصرنا الحالي, وما كان انتصار داعش في الموصل, إلا باستغلال الجانب الإعلامي, فتوسع بواسطة الرعب, الذي نشره عبر وسائل الإعلام, اعتقد نحتاج لمنظومة تكون خير عون لنا, في حرب محور الشر, فوقت الكسل يجب أن يزول.