7 أبريل، 2024 11:44 م
Search
Close this search box.

المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في كانون الثاني (يناير) الماضي ، تنفست اوروبا الصعداء لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 . .
وكان من المتوقع أن تتطرق الإدارة الأمريكية الجديدة إلى ملف الأذرع الإيرانية المسلحة في العراق والدول العربية الاخرى عند العودة للمفاوضات .

وبالمقابل عملت ايران على التصعيد في زيادة تخصيب اليورانيوم للضغط على الولايات المتحدة للاسراع في العودة الى الاتفاق النووي ورفع العقوبات التي اضرتها كثيرا ، كما قامت بالدعم السياسي والعسكري للميليشيات المسلحة التابعة لها ، ودفعها لضرب السفارة الامريكية في بغداد ، اضافة الى قصف القواعد العسكرية العراقية التي يتواجد فيها جنود ومدربين امريكان .

ورب سائل يسأل ، بعد كل هذه الاحداث هل ستواجه امريكا الميليشيات الولائية التابعة لايران في العراق .

وكيف سيكون بمقدور العراق تحقيق الاستقلال الناجز ، بعد خطف ارادته المستقلة .
اضافة الى الفساد المستشري ، وتزوير الانتخابات في كل مرة تحت لافتة الديمقراطية الزائفة .

يبدو ان الولايات المتحدة غير راغبة في المواجهة العسكرية المباشرة مع ايران . الا انها قادرة على ضرب اذرعها في سوريا والعراق .
وبالمقابل فان موضوع العودة الى الاتفاق النووي ورفع العقوبات سوف لن يكون سهلا ، حسبما يروج له . وحتى اذا ما حصل ذلك فمن يضمن استقرار الاوضاع في المنطقة العربية الملتهبة ؟

وعلى عكس ماكان متوقعا فأن سياسة بايدن سوف لن تكون نفس سياسة باراك أوباما في المنطقة العربية ، حيث هناك متغيرات كثيرة حصلت ، مما يصبح من المستحيل اعادة نفس التجربة والتسليم بالنفوذ الايراني المتزايد في العراق وبعض الدول العربية .

الكل يعلم بان بايدن سوف لن يكون متطرفا في مواقفه ، وليس في نيته الانخراط في عمليات عسكرية مباشرة مع ايران . ولكنه في كل الأحوال سوف لن ينسحب نهائيا من العراق .

ان ايران رغم تصعيدها الظاهري في المنطقة على يد الميليشيات التابعة لها ، الا انها تعلم دقة الموقف ، ولذلك تحاول من جهة اخرى ابداء مرونة في التعامل مع دول المنطقة . فبادرت باجراء محادثات مع العربية السعودية ، والتلميح بايقاف القتال في اليمن ، دون ان تكون هذه الخطوات فاعلة حقا او تؤدي الى نتائج ملموسة .
انها اشبه بلعبة العض على الاصابع بين الطرفين .

يصف الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، ما يحدث في المنطقة بأنه ” توجه استراتيجي لتبريد الخلافات بعدما فشلت عدة قوى في الإقليم منها إيران وتركيا والسعودية والإمارات في حسم أي من صراعاتها بالضربة الحاسمة”.

فهل يعني ذلك أن صراعات المنطقة تحت مسمى الحرب بالوكالة باتت في طريقها إلى الحل؟
ربما سيكون الجواب نعم . حيث هناك رغبة لدى الجميع في حل الصراعات وإطفاء الحرائق المشتعلة منذ امد ليس ببعيد ، ولكن كل طرف يحاول الخروج منها باقل الخسائر .

ان هناك مشروع امريكي طويل الامد لإجبار إيران على التفاوض لتحجيم أنشطتها النووية، وبرنامجها الخاص بالصواريخ البالاستية ، وسلوكها الشائن في المنطقة . اضافة الى تدخلها السافر في العراق .

ان بايدن يبحث عن طرق لإنهاء ما أصبح يطلق عليه “الحروب التي لا نهاية لها”، مع مراعاة عدم
إغلاق ملف الاتفاق النووي .

وبذلك فان من أولويات بايدن بعد مواجهة النفوذ الصيني ، هو التصدي لمغامرات إيران الإقليمية، مع الحد من إمكانياتها النووية بقدر الامكان .

إن سحب عديد الجنود الامريكان من العراق سيمنح الولايات المتحدة إمكانيات واسعة لاستهداف الميليشيات الولائية في العراق بطرق شتى دون خسائر بالارواح ، ودون مواجهة مباشرة مع ايران .

وتمهيدا لذلك فقد أعلنت وزارة العدل الأميركية، سيطرتها على 36 موقعاً إلكترونياً على صلة بإيران، “كثير منها إما مرتبط بأنشطة تضليل إعلامي أو بمنظمات تنتهج العنف” . وقالت إنها أوقفت عمل تلك المواقع لانتهاكها العقوبات الأميركية.
واضافت في بيان، إنه “بموجب أوامر قضائية، صادرت الولايات المتحدة 33 موقعاً يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الإيراني وثلاثة مواقع تديرها كتائب حزب الله، في انتهاك للعقوبات الأميركية”.

ومن جانب آخر اعلنت إيران قبل فترة ، تعرضها لهجوم سيبراني كبير استهدف عددا من مؤسساتها الحكومية ومفاعلاتها النووية ، دون توجيه اتهامات لجهة أو دولة بعينها.

وقد رافق ذلك انقطاعات متكررة للطاقة الكهربائية مع بدء تنفيذ خطة إدارة استهلاك الكهرباء في إيران ، مما ولد استياء واسع من المواطنين وحتى البرلمانيين .
وقال حسين حق وردي، النائب في البرلمان الإيراني ، أن أسباب انقطاع الكهرباء غامضة، مردفا: “لا يوجد من يشرح للناس حتى سبب انقطاع الكهرباء وعدم وجود إدارة صحيحة بخصوص التيار الكهربائي” .

كما اكد كل من زير الدفاع الاميركي و رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة إستمرار العمل على مواجهة التهديدات الايرانية و الجماعات الارهابية في المنطقة ، وأكد أوستن أن ميزانية الدفاع ستركز على خطر الصواريخ الباليستية الايرانية والكورية الشمالية مشددا على ضرورة وقف ايران دعمها للمليشيات في المنطقة بما فيها العراقية.
وشدد على ضرورة مطالبة إيران بوقف السلوكيات الخبيثة في المنطقة من خلال دعمها للمليشيات التابعة لها . والتوقف عن تزويدها بالمعدات الحديثة التي تمكنها من تنفيذ هجماتها المتكررة على القطعات الامريكية والبعثات الدبلوماسية والمواطنين .

لذا فان هناك خيارا محتملا بضرب المليشيات التابعة للحرس الثوري في العراق . بعد ورود معلومات استخباراتية بأن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى الى هذه الميليشيات ، مما يمثل تصعيدا خطيرا .

يكاد يجمع المحللين السياسيين والعسكريين على ان امريكا اذا ما قامت بضرب الميليشيات الولائية في العراق . فان ايران سوف لن تتدخل عسكريا لحمايتها ، لانها تعلم انها ستكون الخاسر الاكبر ، وهي اساسا استخدمت هذه الميليشيات لتجنب المواجهة الفعلية . وسيكون موقف ايران حينئذ محرجا عندما تتخلى عن ميليشياتها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب