18 ديسمبر، 2024 9:59 م

المهندس ايمن جاسم الگصمي هزته المشاعر فتولدت من عراقيته بناء مجسر لتلاميذ الهارثه البصراوية

المهندس ايمن جاسم الگصمي هزته المشاعر فتولدت من عراقيته بناء مجسر لتلاميذ الهارثه البصراوية

كثيرة هي المواقف الإنسانية لدى الرجال وكثيرا هم اصحاب المواقف في الازمات الصعبة وكلاً يذكر التاريخ شجاعته حسب موقفه وحسب الحالة التي تولدت بها تلك الصفة التي يحملها ويراها الناس بحجمها الكبير بينما يراها هو بتواضعه وقلبه الطيب…
ان الحدث الاخير الذي هز مشاعر العراقيين والشرفاء في العالم اجمع عندما تناقلت وسائل الاعلام كافه حادث دهس سيارة لتلاميذ ابرياء خرجوا من رحلات مدارسهم ليعودوا الى منازلهم دون دراية ومعرفة مسبقة بان الموت لا يبعد عنهم سوى امتار معدودة…
لقد وقع مالا يحمد عقباه عندما قامت سيارة كبيرة بدهس العشرات من ابناءنا التلاميذ في محافظة البصرة يقودها  سائق ارعن ربما لا يعرف من قوانين فن السياقة وذوقها اي شيء وكذلك بسبب اخطاء كثيرة تتحملها الاجهزة المختصة ابتداء من وضع مطبات صناعية اضافةً الى بناء جسور مشاة لعبور المارة على الطرق السريعة  او تواجد مفارز من مديريات المرور في المحافظات كافة بالقرب من المدارس التي تقع على الشوارع العامة الرئيسية..
لقد ذهب تلاميذنا الاعزاء الى عالم الشهادة ومازالوا في مرحلة الطفولة يشكون الى خالقهم اخطاء الانسان وظلمه لأخيه الانسان..
زهقت ارواحهم وبكى الجميع عليهم وهذه الحالة نشاهدها دوما لدى ابناء الشعب العراقي لانهم يتآزرون ويتوحدون امام كل المحن التي واجهتهم بسبب سوء التخطيط في الدولة…
ومع هذا البكاء والنحيب من هنا وهناك ولدت الشهامة والشجاعة لدى البعض وكان في اول صفوف الرجال المتحمسين الشاب المهندس ايمن جاسم الگصمي الذي يسكن محافظة نينوى منطقة جنوب الموصل ليعلن انه سوف يقوم ببناء جسر لعبور المشاة مقابل تلك المدرسة التي وقع بقربها هذا الحادث الاليم ورغم ان البعض يظن ان الوقت قد تأخر قليلا الى ان الحادث الذي جرى اليوم يعطينا درسا للمستقبل وخوفا من شيء اكبر مما حدث…
لقد بادر هذا الشاب الموصلي مبادرة رجولية مميزة تُحسب له في سجلات الشجعان لان الشجاعة تدخل ضمن معادلة الإنسانية والجود بالمال والنفس..
وهكذا كان المهندس ايمن جاسم الگصمي وهو نجل اللواء الركن المهندس الشيخ جاسم الگصمي الذي يعرفه القاصي والداني في محافظة نينوى وفي اغلب المحافظات العراقية كونه من القادة والشيوخ والوجهاء الذين يسعون للخير دوما ويزرعون بذرة الحب والامل اينما وجدوا ارضا خصبة لها…
نعم ايها المهندس الشاب ان هذه الخطوة المباركة جاءت لتوقظ الضمائر الميتة التي لم تهتز في لحظة من الزمن امام هكذا حالات والا ما هو ذنب هؤلاء الاطفال وما هو ذنب عوائلهم ونحن مقبلون على ايام عيد الفطر المبارك.. وهل لا تستطيع الحكومة بناء مثل هكذا مجسرات امام المدارس التي تقع على الشوارع العامة..
ان الموضوع يدخل في عالم الانسانية بعيدا عن عالم السياسة والعالم الوظيفي فجميعنا معرضون لمثل هكذا مواقف حتى وان كنا نتخذ لانفسنا كل المحاذير لان الاهمال احيانا يتسبب في عواقب وخيمه…
شكرا للمهندس ايمن جاسم الگصمي..
شكرا لهذه المبادرة وشكرا لعائلتك الكريمة التي انجبت هكذا رجال…
شكرا لمحافظة نينوى  الحدباء وهي تؤازر شقيقتها البصرة الفيحاء بهذه المحنة…..
نعم.. نعم.. نعم
ان النخيل الشامخ يحمل رطبا جنيا وهكذا انت يا مهندسنا الفاضل.. فانت ابن الجبل الاشم الذي لا يعرف في حياته شيء اسمه المستحيل..
وفقكم الله في هكذا اعمال خيريه وبارك الله بمسعاكم الوطني الانساني والذي يعبر عن انسانيتكم مع عراقيتكم الاصيلة…. وفقكم الله لعمل الخير دوما فانتم نعم الابناء لخير الرجال النجباء….