23 ديسمبر، 2024 12:36 م

المهللون باتو مهلهلون ..تركوا “الحمار” وتمسّكوا ب”الجلال”

المهللون باتو مهلهلون ..تركوا “الحمار” وتمسّكوا ب”الجلال”

هااا ..نعم.. الآن لربّما حزرنا السبب ..فمن تابع منذ عدّة أيّام على الفيس بوك موجات زاخرة من التهليل بكمّها الكبير وتابع قراءة البونطات العريضة من أخبار مواضيع معبّرة بصور ما قيل عنها أنّها جثّة عزّت الدوري مكتظّة بألوان الاحتفالات وتبادل التهاني ومئات الآلاف من “لايكات” الاعجاب المعبّرة عن الابتهاج وعن الفرح الّذي حلّ بالبيت الشيعي حدّ المبالغة الّتي جلبت الشكوك أكثر منها جعل الخبر حقيقة ,ما جعل عرض مادّتها تلاقي صعوبات في الإقناع فلا هي على طريقة غوبلز ولا هي على طريقة الصحّاف مع سوء في التنفيذ وغرور فارغ وعدم نضج في “أوت لاين” بورتريت الخبر رغم جودت الصور المعروضة مع بؤس في التعبير في عرض المفاجأة ..وسبب ذلك بحسب رأيي لربّما التكلّف الزائد عن حدّه في النشر وعامل آخر بدأ يلعب دورًا معاكسًا هو تسلّل الخوف لدى كادر الإعلام المنوط به المهمّة  من الفشل المحتمل بأيّة لحظة وسببه التكرار مع اختلاف في الإيقاع أو قد يكون الخبر وردهم من جهات مغرضة! ولربّما أيضًا قلّة في الخبرة الاعلاميّة للحشد “الشعبي” الّذي تولّى عمليّة النشر والمتابعة وخاصّةً عبر الفيس بوك وبإشراف إيراني واضح بإدخال تكنولوجيا غرافيك الصور المتطوّرة وكأنّ إيران تقول ليست داعش بأفضل إمكانيّات منّا ,وكما بدا ذلك واضحاً من طريقة الضخّ الخبري رغم أنّها تذكّرنا سلبيّاً باللا جدوى وباللاّ معنى لعمليّة التأثير النفسي الفاشلة للبطّاط أو من اتى بعده “أبو عزرائيل”..  العمليّات هذه بمجملها وانشغال الدولة والفضائيّات وجميع المنافذ الاعلاميّة بها جعل المتابع يشعر كأنّ القتيل هو من كان يقف خلف خراب العراق ودماره وإفلاس خزينته وهو من كان يشرف على عمليات التهجير والنزوح بالملايين داخليّة وخارجيّة إلى دول الغرب..
وأنّه هو من كان يدير جميع عمليّات التفجير بالملايين الّتي أسالت عشرات الألوف من براميل الدماء ..قد يكون للدوري تأثير من مصائب العراق لكنّ هذا الضخّ في افتعال الفرح جعل وكأنّه هو جميعها من كان يخطّط لها حتّى السرقات والفساد والشهادات المزوّرة هو من وقف خلفها وهو من وقف خلف صخرة عبعوب ووقف وراء فشل مشاريعه العملاقة وهو من يقف خلف ارتفاع نسبة الأمّيّة لستّة ملايين أمّي في القراءة وفي الكتابة دعك عن الأمّيّة الثقافيّة الغيبيّة الّتي سادت المجتمع وليس سببها التثقيف الديني الخرِف ,ناهيك عن هستيريا الأسعار الملتهبة الّتي استفردت بالسوق العراقي من دون رادع أو ردع لضمير ..ولمّا بدا الفشل يدبّ في أوصال هذه الميديا الاعلاميّة المحدودة التأثير إن صحّ التعبير والغير متمكّنة تماماً وبدأ شعور عام عكسي يعمّ, أنّ الدوري لربّما لا زال حيًّا يُرزق ..لذا ومع افتضاح الحقيقة شيئًا فشيئًا ولردم هذه الانتكاسة الّتي بدأت تلوح في الأفق بدأت الجهات المعنيّة إجراء عمليّة ضخّ معاكسة هدفها تبديد هذه المشاعر المستجدّة لدى الناس فاحتلقوا عدّة تبريرات تحمل معها بذور فشلها ,منها الصندوق الزجاجي الّذي على أساس ستضع الجثّة فيه وزارة الصحّة, عقّب أحد “الأتباع” متهكّمًا “هل الدوري سندريلّا كي يضعوه داخل الزجاج!” وبدأت عدّة جهات تتناوب تأكيدها مقتل نائب الرئيس المنصرم ومنها من بدا وكأنّه يمتلك مختبرات دي ان آ ويجري الفحوصات على الجثّة! ,ما شكّل خطورة كبيرة قصمت ظهر الخبر واجتثّته من أساسه لإهمالهم أصل الخبر الّذي ادّعاه محافظ صلاح الدين ذكر فيه انّ الجثّة لدى الأميركيّين! .. ما بدأ التركيز بعد العجز عن الاقناع , بقضيّة “الهاتف النقّال” الّذي على أساس كان يحمله الدوري معه وعثر عليه بعد مقتله ..لكنّ الأسماء الّتي كان “القتيل” يهاتفها وهي من رموز الهرم الحاكم ,أشاعت الشكوك مرّةً أخرى وعبّرت بالدرجة الأساس عن ضيق أفق مخطّطها إن استحقّ لقب مخطّط وليس لقب معتوه ..فهي قبل كلّ شيء تذكّرنا بالتهم الملفّقة من المالكي للهاشمي ومن قبله الدايني رغم أنّ الهاشمي لا يقلّ شرًّا لكنّ منصب المالكي وبحوزته الامكانيّات الاعلاميّة الكافية والماليّة المبدّدة والحشد المموّل بالآلاف من الّذين يدّعون أنّهم من أتباع آل البيت ,ومن قوت الشعب المنهك والّذي كان المالكي يعبث بهذا القوت كدمية بيد طفل ,جعلت وكأنّ الهاشمي كان يقف خلف جميع ما كان يجري للعراق من دمار والمالكي كان بريئًا منها ومن عمليّات الاغتيال السياسي بالجملة كبراءة الذئب من دم يعقوب ,بل هو “مختار العصر” كما كان يشيع ذلك أتباعه المتخلّفون.. ومن جهة أخرى أنّ هذه “الأسماء” جميعهم من “السُنّة” وجميعهم أعداء لدودين للمالكي, ولم يكن بينهم ولا “شيعي” واحد! ..وكأنّ كوادر المنطقّة الخضراء الّتي تعجّ ببعثيّون سابقون بالآلاف في منتهى النزاهة وخاصّةً كبار الضبّاط ومنهم قسم كبير شارك في معارك “قادسيّة صدّام المجيدة” ويحمل أسرارًا الدوري نفسه لا يعلم بها ..فعلى الأقلّ لو دفع هذا “المخطّط” اسمًا واحدًا لاسمين “للتجميل” لا أكثر ولإعطاء الخبر نوع من المصداقيّة , ذلك انّ الفساد حطّم العراق وبدا يشرع بتقسيمه لا يقتصر على هذه الأسماء ,وفوق ذلك بدا يغذّي ظاهرة خطيرة تعمل على تمدّد الاحتقان الطائفي ووصوله لعقر دار الاعلام الحكومي وبشكل لم يعد فيه خجل خاصّة عند الطبقة الحاكمة بدا ذلك واضحًا من أسماء “سنّيّة” فقط ضمن قائمة الدوري!.. ثمّ أوّلاً وأخيرًا سيزكّي هذه الأسماء إن ضُمّنت تلك القائمة جميع من سيقرأها من “الأتباع” وسيقولون: “بارك الله فيهم يعملون بالتقيّة” ..نلاحظ الآن انتقال الخبر من تسويف خبر إعلان نتائج الاختبار للتحقّق من “الجثّة” إلى التركيز على قضيّة الهاتف النقّال والأسماء الّتي عثروا عليها قربها مثلما يدّعون بدأت تتناولها الأقلام وبشكل مكثّف وملفت للنظر وتتداولها أخبار روّاد الفيس بوك في حين لا يتطلّب حقيقة الخبر إن فشل في تحقيق اغراضه سوى الاعتذار للشعب ..أمّ أنّ استشراء الفساد وصل حدّ الوباء الّذي لا شفاء منه فبدأ نخره يأتي على ما تبقّى من ترسّبات لبقايا أخلاق لا زالت باقية في قعر ضمائر أعضاء هذه الحكومة “الملائكيّة” فيخجلون من الاعتذار لأنّ لسان حالهم يقول: “هيّة وحده ..ثنين ..تلاثة كي نعتذر”..