من المظاهر الحسنة ما درجت عليه العتبة الحسينية من أحياء مراسيم ولادة ووفيات ألآئمة ألآطهار عليهم السلام , ومن المبادرات الجيدة أن يقوم أهالي مدينة الحلة بأحتضان مراسم ألآحتفال بولادة ألآمام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب عبيهما السلام , هذا ألآمام الذي حظي برعاية النبي “ص” له رعاية خاصة لآنه من الذرية المصطفاة ولآنه من المشمولين بأية التطهير ” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” ولكن ألآمام الحسن عليه السلام ظلم من قبل ألآمويين أيام معاوية بن أبي سفيان , كما ظلم من قبل بعض القواعد الشعبية التي كانت مواليه لآبيه ألآمام علي عليه السلام ظاهريا .
وفي أحتفالية ولادة ألآمام الحسن عليه السلام هذه السنة رأينا ظلامة جديدة في طريقة التعامل مع البحوث التي قدمت بالمناسبة , علما بأن بعض من شارك في كتابة البحوث كان يعنيه أهمية المناسبة وخدمة صاحب الذكرى بعيدا عن مسائل الفوز والجوائز التي أعلن عنها , وهنا لنا ملاحظتان : ألآولى على طريقة أستبعاد بعض البحوث ومنها بحث : ” ألآمام الحسن ونظرية ألآمامة والمشكل المعرفي ” وصاحب هذا البحث شخصية فكرية معروفة , وله مؤلفات كثيرة مطبوعة في خارج العراق وداخله , وله مقالات ودراسات منشورة في مختلف الصحف والمجلات منها مجلة ألآحرار الغراء التي تصدرها ألآمانة العامة للعتبة الحسينية , وله محاضرات في شبكة ألآعلام العراقي وفي المجالس الثقافية في بغداد والمحافظات , وهو عضو مؤتمر نخبة المفكرين العراقيين , وحاصل على جوائز تقديرية كثيرة خارج العراق وداخله , فأن يستبعد بحث عن ألآمام الحسن “ع” تكتبه هذه الشخصية صاحبة القلم المعروف فالمسألة تحتاج الى تأمل وأعادة نظر حتى لاتصبح مناسباتنا الثقافية متنكرة للكفاءات العلمية والمعرفية وبالتالي ينطبق علينا حديث النبي “ص” : أذا أجتمع خمس وعشرون نفر منكم ولم يقدموا من هو أعلمهم فعملهم باطل ” وحتى لانقع في محذور ” ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” على أن ألآمر لم يتوقف عند حدود أستبعاد بحث فكري , وأنما تتكشف لنا حقيقة أخرى مؤلمة ربما تكون هي من وراء ما حدث , فقد علمنا من خلال أعلان أسماء لجنة تقييم البحوث أن واحدا من تلك ألآسماء لم يكن معروفا بأنتاج ثقافي وليس له مؤهلات معرفية , وأنما حصل قبل سنوات قليلة على ماجستير ودكتوراه من كليات أهلية وموضوعها عن الشعر الشعبي , فهو لم يكن أكاديميا متمرسا , ولا كاتبا أو مؤلفا يشار له بالبنان وشخص من هذا المستوى لايمكن أن يكن مشرفا وحكما على بحوث فكرية , هذا مانعرفه عن شخص واحد , أما بقية أعضاء اللجنة فلا نعرفهم لآنهم كذلك ليسوا معروفين في الحقل الثقافي أما كون البعض منهم يحمل صفة تدريسية في الجامعة , فليس كل من يحمل تلك الصفة ممكن أن يكون مبدعا في الحقل الفكري الذي يحتاج الى مؤهلات خاصة تكشف عنها وسائل ألآتصال الجماهيري وهي كثيرة ومعروفة , لذلك حرصنا على أن تسلم مناسبات ألآئمة ألآطهار من مطبات ألآمزجة الشخصية ومن عقد لاتنتمي لفاضاءات المعرفة التي أسسها رسول الله “ص” وأهل بيته ألآطهار الذين هم ” عيش العلم وموت الجهل ” وألآمانة العامة للعتبة الحسينية تتحمل مسؤولية مثل هذه الحوادث المخلة بهويتنا الثقافية , وكذلك اللجنة التي تشرف على أحياء مناسبة ولادة ألآمام الحسن المجتبى عليه السلام فمدينة الحلة غنية بالكفاءات العلمية والمعرفية وبراءة الذمة تقتضي عدم التوقف عند دائرة المعارف وألآصدقاء والحواشي والمحاسيب , والنبي “ص” أعتبر المؤمنين الصادقين ألآتقياء كادوا يكونوا أنبياء من فقههم , ولاتنسوا أن المرجعية الدينية في النجف ألآشرف تعتبر الوسائل الفكرية في محاربة داعش وعصابات ألآرهاب التكفيري هي في مقدمة وسائل المواجهة .