12 أبريل، 2024 5:38 م
Search
Close this search box.

المهدي وتقدم العالم من حولنا

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة : 21]
بين استهزاء بعض أدعياء التحضر بفكرة المهدي وتخبط العوام بين طروحات من يستغل فكرة المهدي لأيدلوجيات خاصة يصبح من الصعب أن تطرح القضية بشكلها الذي يمكن أن يكون عبارة عن منهج عملي وعقيدة في نفس الوقت تضع كل فرد في محله من عصر الظهور . لأنك بذلك ستكون بين استهجان الفئة الأولى وتجهم الثانية
ولكن كي نتخطى تلك العقبات يمكن أن يعمل الفرد ترويضاً للعقول بطريقة أفلاطونية عبر طرح السؤال للوصول للغاية.
وعلى هذا هل سيأتي يوم يسود السلام فيه كل العالم بحيث تتفق البشرية على قانون يحفظ للإنسان دمه وكرامته ؟ والجواب من حيث الإمكان نعم بل من حيث الفطرة السليمة نجد أن البشرية تؤمن بإمكان ذلك ولذا من حيث المحاولات تجد تلك المنظمات التي أنشئت بدافع وضع قوانين عالمية ولوائح لاحترام حقوق الإنسان.
وهنا.. فأننا نحتاج في مثل هذه الحالة إلى أمرين الأول تحرير عقلية العوام وذلك لأن أغلب الناس لا تنظر إلى نوع التحليل والفكرة أو البحث بل تنظر إلى من يضع الفكرة والبحث فإذا كان الإعلام قد صنع شخصية خاصة وروج لها ووضع لها عنوان بارز انتهى الأمر حتى لو كان البحوث عبارة عن تخبطات يراد منها تقريب المعاني لتناسب أيدلوجية هؤلاء.
الأمر الثاني هو طرح القضية بما يناسب النظريات والرسائل التي تكتب على المستوى الأكاديمي وبما يناسب المرحلة وتحدياتها.
فنحن وضمن المفهوم الرسالي للإسلام وإن كنا قد تخلفنا عن الأمم من حيث التقدم الصناعي التكنولوجي لكننا بالأساس أصحاب رسالة للبشرية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران : 110] لا يعفينا أبدا هذا التدهور والفتن أن نقف على حد في ما نعتقد أن الله تعالى قد كلفنا به وخصوصا أنا لم نخطئ في نظرتنا للحياة وحقوق الإنسان فيها..
بل نعتقد أن البشرية لازالت تأن تحت سياط القوانين الجائرة في كبرى الدول التي تدعي التقدم فهذه أميركا نفسها يعيش فيها الملايين كفقراء.. فقد بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في الولايات المتحدة في عام 2013 نحو 45.3 مليونًا، بحسب ما جاء في تقرير هيئة الإحصاء الأميركية سبتمبر 2014. أما مقرر الأمم المتحدة فيليب ألستون قال إن ما يصل إلى 41 مليون شخص، أو نحو 12.7 بالمائة يعيشون في فقر، فيما يعيش 18.5 مليون في فقر مدقع، ويشكل الأطفال واحدا من كل ثلاثة فقراء في أميركا.
هذا .. فكيف إذا ما رجعنا إلى أمم إفريقيا التي لازالت بعض دولها يُسترق البشر فيها فيما تشهد تلك القارة زيادة كبيرة في النمو السكاني حيث يتوقع أن يبلغ عدد سكانها 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050 – بحسب مؤشرات الأمم المتحدة ناهيك عن الهند ودول أميركا الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين ودول أخرى كبرى تطول قائمة ذكرها يعيش أكثر أبنائها تحت خط الفقر ..
وهنا الأمر العجيب, أن الصين في طفرتها الاقتصادية والتي قلصت فيها نسبة الفقر من 700 مليون إلى 45 مليون أي ما يقارب أكثر من 3% اعتمدت في ذلك على مبدأ أخلاقي موجود في الفلسفة الصينية وهو حق الإنسان في الطعام الكافي واللباس الدافئ والمسكن الآمن..
فكان المحرك لهذه الطفرة النوعية في الاقتصاد الصيني هو عقيدة متأصلة في ثقافة المجتمع هناك.
فيا ترى هل أن عقيدة المهدي أقل شأناً مما يعتقد الصينيون !؟ تكمن الفكرة عندنا في أننا نتعامل مع قضية المهدي كعقيدة نحيل تطبيقها إلى جانب غيبي موكل إلى الزمن علماً أن البعد الآخر في قضية المهدي عليه السلام إلا وهو الجانب التطبيقي هو عبارة عن تشريعات وتقنينات تعطي للإنسان حقوقه وتبين له حدوده وهي موجودة فقهيا نحتاج فقط أن نضع آلية عمل لها كخطوة أولى لتحقيق الهدف الأسمى من وجود الإنسان في هذا الحياة الدنيا .. قال المحقق الأستاذ إن الركن الأساسي في عقيدتنا الإسلامية هو تأسيس دولة العدل بقيادة قائم آل محمد – صلوات الله عليه وعلى آباءه – والحقيقة أن أولى مقومات التأسيس تكمن في تفاعل الأمة مع الفكرة والخروج من حلقة العقل الجمعي التي تُقاد به المجتمعات والتي عبر عنها القرآن الكريم في الآية المباركة من قوله تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب