23 ديسمبر، 2024 5:13 م

المهجرون والزائرون ينعمون ببركات الامام الحسين (ع)

المهجرون والزائرون ينعمون ببركات الامام الحسين (ع)

قبل سنوات كنا نتابع المواكب الحسينية المتتدة من الكوت مرورا بالحلة وحتى كربلاء وكنا نعتبره نوع من المزايدة والظاهرة الدينية للتفنن في بناءها ولكثرتها حتى اصبحت موكب بجانب موكب خاصة في المنطقة المحصورة بين مدينة النعمانية والمصب العام … في احدى المرات تداولت الحديث بشانها مع الوجيه السيد احمد الخطيب في مسالة كيف ستكون حمايتها وادامة بناءها بعد مراسيم الزيارة الاربعينية ؟ وكان يساورنا الشك باعتبارها خالية في الايام الباقية فقد يحتمل ان تكون حاضنة للارهابين ,,, لقد غاب عن اذهاننا عامل الخير والبركة وان الله يخطط لشيء فيه خيرا تحت عنوان بركات الحسين (ع) … لم يخطر ببال احد منا ان داعش ستتمكن من احتلال مدينة الموصل والرمادي وجزء من مدينة تكريت وسيهجر من مدينة الموصل وحدها الى مدينة الكوت 4649 عائلة تسكن منها في المواكب الحسينية المحصورة بين النعمانية والمصب العام 1090 عائلة وبواقع 5643 شخصا , لم يكن لهؤلاء ملاذا امنا ومنقذا الا في هذه المواكب التي تحمل اسم الامام الحسين او ابناءه او اصحابة والتي هي افضل من بيوت المدن القريبة منها بناءا وتاثيثا والحال ينطبق على المواكب الحسينية الاخرى في مدن الناصرية والعمارة والسماوية وكربلاء والنجف … هؤلاء المهجرون الذين يقيمون فيها يمثلون كل الطيف العراقي من الشيعة والسنة والمسيحين واليزيدين , واليوم ينعمون ببركات الامام الحسين (ع) فالقائمين على هذه المواكب لم يبخلوا بشيء على ضيوم الامام الحسين (ع)لا من حيث المسكن ولا التمويل فقد بنوا خيم متنقلة بجانب هذه المواكب خلال الزيارة الاربعينية لاستقبال الزائرين القادمين مشيا تقدم فيها الموائد الغذائية وكانها مطعم خمس نجوم …بركات الامام الحسين(ع) لم تقتصر على المهجرين من جحيم الدواعش او زواره من العراقيين القادمين مشيا الى كربلاء بل اليوم تشمل الايرانين الذين يتوافدون على كربلاء عبر منفذ زرباطية بالملاين فهؤلاء بمجرد ان تطا اقدامهم ارض العراق تكون سفرة الحسين (ع) المتتدة في خدمتهم بما لذ وطاب … هذه الخدمة المقدمة للزائرين سواء للعراقيين ام للايرانين ليس مقتصرة على الذاهبين للزيارة بل تشملهم الخدمة في رجوعهم ولهذا فالزائر الايراني سوف لا ينفق في هذه الرحلة الا رسم الدخول الرمزي المقرر عند الحدود وباقي النفقة والتكاليف مرفوعة عنه فهل يحذوا الايرانيون بمثل هذا الكرم والسخاء العراقي كرامة للامام الحسين (ع) ويفعلوا مثلة للعراقيين عندما يزوروا الامام الرضا (ع) فاننا لم نرى احدا منهم يقدم قدحا من الماء مجانا .