10 أبريل، 2024 2:55 م
Search
Close this search box.

المنهج الموضوعي… يكشف خداع أئمة الكهنوت والمستأكلين بالدين

Facebook
Twitter
LinkedIn
من اخطر التحديات التي واجهتها الديانات السماوية عموما والاسلام خصوصا، ومذهب أهل البيت بدرجة أخص، هو ظاهرة التسطيح في طرح المفاهيم والمواقف والتي تركز على القشور بعيدا عن الجوهر ، والأخطر من ذلك هو التفسير الخاطئ لها.
وعملية تسطيح المفاهيم، أو الالتفاف عليها، أو التفسير الخاطئ لها، أو تحريفها ليست وليدة الصدفة وإنما هي عملية مقصودة ومُدَبَّرة أسس لها الانتهازيون المستأكلون من رجال الدين والحكام الذين توافقت وتلاقت مصالحهم فصاروا قطبا واحدا قائما على أساس توظيف الدين وفقا لما درَّت معايشهم ،
وهذا ما انعكس سلبا على عقائد الناس وتفكيرهم وسلوكهم ومواقفهم، فصار ارتباطهم بالدين، أو المذهب، ارتباطا شكليا صوريا، وهذا ما ولد حالة من الانفصال بين الناس وبين الجانب العلمي والتطبيقي الذي تؤكد عليها جميع الديانات والذي يُعد روحها وجوهرها، بل وصل الأمر الى مخالفة بديهيات الدين والمذهب.
حيث صدق الناس- الا من رحم ربي- بصكوك الغفران والجنان التي تنثرها عليهم أئمة الكهنوت التي نصَّبت نفسها آلهة الجنة والنار، فتدخل من تشاء الجنة، وترمي من تشاء في النار!!!
فبعد أن أيقن أئمة الكهنوت والضلال أن ارتباط الناس بجوهر الاديان يضر بعروشها ومصالحها الشخصية راحت تغذيهم بهرمونات الخداع والتخدير والتغرير، والناس بدورها استمرأت تلك الهرمونات لأنها انقادت لأئمة الكهنوت انقيادا أعمى فكانت ولا تزال هي الضحية.
الأستاذ المعلم يسلط الضوء – من جديد- على هذه القضية الخطيرة، فقد جاء في تغريدته ما نصه: (ب ـ إنّه لَمِن الظّلْم وَالقُبْح أن يُمَيّزَ اللهُ البعضَ وَيتَسَاهَل فِي حِسَابِه وَعِقَابِه لِمُجَرّدِ أنّه (شِيعِي) أو (سُنّي) أو (مُسلِم) أو (مَسِيحِي) أو (يَهودِي)!!…فَالّذي تَمّت عَلَيه حُجّةُ التّسَنّن يُحَاسَب عَلَى أسَاسِها، وَمَن تَمَّت عَلَيْه حُجّة التّشَيّع يُحَاسَب عَلَى أسَاسِها، وَهَكَذا فِي الآخَرِين…{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النّحل90])، اننتهى كلام الاستاذ المحقق.
لقد كان لهذه القضية الخطيرة الحضور الكبير في العقلية الجمعية الشيعية- الا الأندر- حيث دأب أئمة الكهنوت على تغذية الناس بها، حتى صارت ،تجارة و شماعة لتمرير المكر والخداع، والظلم والفساد، وتسلط الفاسدون والظالمون، واتُخِذَت الطائفية منهجا وسلوكا ، وغيرها من ممارسات يرفضها أهل البيت بأي حال من الأحوال ، ونحن إذا راجعنا تراث الأئمة “عليهم السلام” نجد بكل وضوح أنهم صرحوا في موارد عديدة أن مجرد “محبتهم” أو “مودتهم” أو “ولايتهم” ، لا تكفي ولا تنجي من النار ما لم تكن مقرونة بالطاعة والعمل، وقد أكد الأستاذ المعلم-مرار وتكرار- على هذه الحقيقة الالهية القرآنية المحمدية مستدلا بما ورد عن أئمة الاعتدال والوسطية عليهم السلام حيث قال في تغريدته: (فَوَاللَّهِ ما نَحنُ إلّاعَبيدُ الَّذي خَلَقَنا وَاصطَفانا، ما نَقدِرُ عَلى‌ ضُرٍّ ولا نَفعٍ، وإن رَحِمَنا فَبِرَحمَتِهِ، وإن عَذَّبَنا فَبِذُنوبِنا…وَاللَّهِ، ما لَنا عَلَى اللَّهِ مِن حُجَّةٍ، ولا مَعَنا مِنَ اللَّهِ بَراءَةٌ، وإنّا لَمَيِّتونَ وَمَقبورونَ وَمُنشَرونَ وَمَبعوثونَ وَمَوقوفونَ وَمَسؤولونَ… أشهِدُكم إنّي امرؤ وَلَدَنِي رسولُ اللّه وَمَا مَعِي بَراءَة مِن اللّه، إنْ أطَعْتُه رَحِمَنِي وَإنْ عَصَيْتُه عَذّبَنِي عذاباً شَدِيدًا أو أشدّ عَذَابه )، انتهى المقتبس من تغريدة الاستاذ المعلم الصرخي.
الاعتدال والوسطية والموضوعية في قراءة وتحليل وفهم وطرح الموروث الديني هو المنهج السليم في ابراز المعاني السامية للديانات السماوية ، وربط الناس بها نظريا وعمليا، من أجل تحقيق الاهداف النبيلة التي نزلت من أجلها الديانات والمتمثلة بالعدل والحرية والسلام، وليس مناهج أئمة الكهنوت والمستأكلين بالدين

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب