23 ديسمبر، 2024 8:35 ص

المنهجُ الرسالي في نصرة النبي

المنهجُ الرسالي في نصرة النبي

إحياءُ ذكرى العظماء سيرةٌ عملت بها الأمم والشعوب، ولكل منها عادات وشعائر وطقوس تمارسها لتعبر عن تعظيمها لعظمائها ورموزها، بَيْدَ أنَّ النموذج الأمثل والأنجع لطريقة إحياء ذكرى العظماء وتخليد سيرتهم إنَّما يكون في الاقتداء والتأسي بهم من خلال إحياء وتجسيد القيم والمثل العليا التي نادوا بها وجسَّدوها في مسيرتهم، وهذا هو منطق الشرع والعقل والأخلاق والإنسانية والتحضر، وهو مراد العظماء والمصلحين وهدفهم الأسمى، فالعظماء أكبر من أنْ يشار اليهم أو يُختَزَل إحياءُ ذكراهم بكرنفال او مهرجان أو غيرها من الممارسات والطقوس التي تكون فارغة ولا قيمة لها إذا لم تقترن بالسعي الحقيقي للسير على نهج صاحب الذكرى..

نبينا محمد سيد العظماء، بل لا عظيم أمام عظمة محمد من البشر أجمعين، فالعظماء بعظمتهم انحنوا لعظمة صاحب الخلق العظيم نبي الرحمة ورسول الإنسانية الذي نُحيي ذكراه العطرة والذي ينبغي أن لا يغيب عن عقول وقلوب التواقين للسعادة والكمال في الدارين أخاله ينزف دمًا وهو ينظر الى الواقع المأساوي الذي تعيشه أمته الاسلامية، بل البشرية لأنه المرسل رحمة لها، بسبب ابتعادها وانحرافها عن الخط الالهي المحمدي الإنساني الاصيل الذي بُعث فيه النبي الاقدس وضحى من أجله، وهذا بحد ذاته يمثل اكبر إساءة وتضييع لجهود وتضحيات الصادق الأمين…

الأمة اليوم اذا ارادت أن تُعبر عن انتمائها الحقيقي لمحمد ودين محمد، وتعبر عن حُبِّها وعشقها لمحمد عليها أنْ تنتصر لمحمد ودين محمد والذي هو انتصارٌ لنفسها وعزتها وكرامتها المسلوبة بالعودة الى دين محمد والسير على نهجه الالهي العلمي الاخلاقي الانساني…

ونحن في العراق مهد الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء ينبغي علينا نُصرة النبي المظلوم الذي ظُلِم من قبل أمة تنتسب اليه قبل غيرها، وأولى خطوات الانتصار تتمثل بتحطيم جدران الصمت وشق حجب الظلام التي أخرجنا منها النور الأنور النبي محمد، يقول الاستاذ الصرخي: « الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتأريخي يلزمنا نصرة النبي المظلوم المهضوم – صلوات الله وسلامه عليه وآله – بكسر جدار وجدران الصمت وشق حجاب وحجب الظلام وإثبات أنّ العراقيين الأخيار الصادقين الأحرار هم الأنصار الحقيقيون للإسلام والقرآن والنبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، وهم المحبّون العاشقون لنبي الإسلام وقرآنه الناطق ولدستوره الإلهي الخالد»، انتهى المقتيس

نعم لننصر نبينا المظلوم بكسر جدران الصمت والسكوت… ونعود الى آفاق النطق الصادق المنتج العملي ونعيمه الذي أدخلنا فيه الناطق الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وحي يوحي…

نعم لنشق حُجب الظلام الدامس الذي حَجب عنا سبيل النور وقيدنا بسلاسله…لنشق تلك الحُجب الظلامية ونعود الى عالم الضياء والنور الذي أدخلنا فيه النور الأنور المصطفى محمد…

لنثبت أنَّ العراقيين الاخيار هم أنصار الاسلام وحملته الحقيقيون…وهم العشاق لنبي الرحمة والسلام وقرآنه الكريم الذي يأمر بالعدل والإحسان والسلم والسلام والتعايش السلمي بين الانام وينبذ الظلم والظلام والتطرف والتكفير والعنف… وكل ذلك يعود علينا بالنصر والنِعَمِ والفلاح.