انها عاصفة الكوارث والحروب وحزن الليل القاسي وألم الفراق واختفاء بريق الامل وسحر عيون المرأة وفرح الشجن واختفاء موسم هطول المطر والناس يتراكضون ,رياح الموت تندفع ثمة هدوء يسبق العاصفة ربما السماء تمطر اخاف على رأسي من خشونة المطر ،عندما كنت طفلآ كنت أعشق الحرية والركض تحت زخات المطر وليس زخات الرصاص كنت أعشق مطر بلادي وسحره وكنت أهيم مع المطر في ساعة السحر ولسعات البرد وأجساد الفقراء وكانت رائحة الارض شجية بعد هطول المطر وكنت أختزل شذرات الوطن بأغنية كنت أغنيها بقيثارتي على مسارح بغداد
الوطن ليس حقيبة وانا لست مهاجر! ولكني أخترت المنفى القسري بعد أمطار الرصاص وبدأت أكره لغة المأساة والمغامرة وأذكر جيدآ كنت طفلآ مشاكسآ أركض وأتسابق مع سيارة الدخانية والتي كانت ترمي بحمم دخانها لتقتل البعوض ولكني ماكنت أعرف سيأتي يوم ويتحول سماء وطني الى غطاء أسود وغيوم داكنة تمطر وباء كيمياوي يفتك بالاجيال وكل نوافد بيوتنا سوداء تغطيها العتمة وأصبحت الدنيا سوداء. وكنت أعشق الحياة بلغة التفاؤل وكنت أحب بنعومة ماكنا نعرف لغة التطرف في الحب ,الحب هو الوطن ولانعرف لغة الحزن وفي مسرحي كنت أقدم مايرضي ضميري وكانت مسرحيتي ثمن الحرية أو كما يسميها إخوتي الاكراد في السليمانية نرخي أزادي ماذا جنينا من الحرية أصبحنا مثل الجندي الطيب شفايك ضحية نلعب دور السداجة ونسخر من جلادنا الاحمق وأصبحت حياتنا كوميديا سوداء حينها إكتشفت إن الاوطان حقيقة مجرد حقائب سوداء تحوي أرواحنا الكئيبة نجوب بها مطارات العالم . بغداد مدينة مكبلة بأغلال أوجاعها ومسكونة بالحقد والكراهية وانت تنتظرين قبلة القمر سوف أحطم قيثارة عشقي لقد انتهى موسم الغناء وارواح الناس تواجه الرعب وكان ربيع البهجة قصير، كنت أبحث عن نوارسك فوجدتها أسيرة في قفص كوريولان فأطلقت سراحها وارتحلت دون وداع ولكني سمعت ذوي صراخها في السماء سأرحل الى الابد دون أن أعود وسأقص لك حكاية أحزاني كان لون نهري أزرق ولون وردي أحمر والان يجلس بجانبي أحد الغرباء بلا لون لذلك قررت الرحيل لكي لاأقع فريسة بيد القتلة والمأجورين ونعيش ونموت في العزلة وتوأم حياتنا الالم والحرية والفراق والموت ونحلق على شفير الهاوية وعلى حافة عالم الجنون ,كنت لاأطيق معسكر القتلة ولا أطيق الاذلال والتعذيب .