يتهمون بعظهم البعض بانهم الاب الروحي لداعش..
ايقظت الاتهامات التي وجهها وزير خارجية امريكا جون كيري لرئيس وزراء العراق السابق ورئيس حزب الدعوة الحالي نوري المالكي ، ايقظت رحى حرب معلومات وبيانات متبادلة صار الطعن فيها تحت الحزام ..
فأي.. اي ايامٍ معتمة تنتظرك يامن ايقظت الفتنة من سُباتها وسلمت ارض الرافدين لعدوها التاريخي ليدفع شعب العراق دما وارواحا وينزف تاريخا فواحا بارث اكبر الحظارات العالمية تاثيرا وامتدادا منذ فجر الخليقة…!!
لو يسالني احد ُ من تلوم ومن تطالب بمحاكمته لقلت بدون حتى اي تروٍ انه صاحبنا الذي صعد على لحم اكتافنا لثمان سنوات من حكمه الذي شهد اتفاقه مع الرئيس المنتهية ولايته اوباما اتفاقية الجلاء ،لكي يعتقد الاخير ان هرولة قواته وهي تغادر العراق مكرهةَ تحت ضغط المقاومة الوطنية بانها انسحابا مسؤولا اراد به ان يجنب شعبه ما وُرط ليدشن حكمه ويغير من نمط سلفه بوش الذي دفع عنه صاحبنا الاذى حتى في واقعة رمي الحذا ..!!
وكم مرة قَبْلً الايدي نيابة عن جارته التي اسيقظت على من احلامها وهي تدولب هذا الانسحاب لصالحها بعدما اتمت تدمير المقاومة الوطنية لكي تسرع منه يحدوها امل الاستيلاء عليه كاملا لكي يخلوا لها وجه صاحبها ومختارها فكان هذا الانسحاب غير المسؤول الذي انساق اليه الرئيس باراك اوباما معتقدا انه نصرُ تكلل باتفاقية التعاون الامني والاطاري التي يمكن لامريكا ان تكون اللاعب الرئيس في العراق وانه من حصتها لانها ضحت باربعة الاف وخمسمائة جندي من جنودها في معارك غزو العراق عام 2003 ..فمن كان الرابح ..؟
الجميع هنا وهناك في شوارع بغداد ومقاهيها وحتى دكاكينها السياسة التي انخرطت في دعاية انتخابية مبكرة اقول جميعها بدون استثناء حينما يتاح لهم هامشا من الحرية سيقدم لك اكثر من دليل على ان احتلال العراق شكل كارثة للسلم والامن الدولي وكانت اتهامات المرشحة الرئاسية |” كلنتون ” واضحة اكثر من الرئيس ترامب بان هناك في امريكا من تورط بانشاء تنظيم الدولة او ما بات يعرف بداعش وعلى غرار ما انشئ سابقا لمواجهة السوفيت في افغانستان واعني بها تنظيم القاعدة ..فاين العجب .يا رجب! وياطيب!! يا اردوغان!!! حتى تنساق وراء الجمع وتمالئهم حتى انكشاف امرهم!!!!
اليوم حينما يشير الرئيس المنتخب ” دونالد ترامب ” الى هذه الولادة العجيبة والغريبة في نشر الفوضى الخلاقة في العراق والمنطقة والعالم يجب ان يدرك العرب والعراقيين خصوصا ان ظاهرة ” عزيزي ” التونسية لم تكن إلا الضوء الاخضر لانطلاقة الجيل المحسن من القاعدة واعني به تنظيم الدولة برئاسة البغدادي ” ابراهيم البدري”.!خريج معتقل بوكا..
ولكي تستكمل الفتنة الجديدة حلقاتها لتُضيق الخناق على العراق سحب الرئيس اوباما قواته من العراق عام 2011 بعدما اوهم حتى شعبه انه يريد الحفاظ على حياة جنوده تاركا العراق لطغمة حاكمة رضعت الغدر مع اعداء العراق ايام النشأة والتكوين والولادة ..وهكذا سلم العراق لايران تحت مفهوم الجلاء منه ..فأي جلاء..!
وأي جلاء لا بل اي استسلام تمت ترتيبات بنوده المخجلة بين المالكي واوباما في عالم مادي نسي القيم والمبادئ وضرب عرض الحائط بكل المبادئ التي جاءت بها منظمة الامم المتحدة والمواثيق الدولية بل وتقاليد الشعوب نفسها التي استخدم اسمها ومجلس امنها لاحتلال الدول..باعذار واهية وكاذبة..
لا اريد العودة الى الحديث عن اسباب سقوط العراق او كبوته بالاصح فقد اشبعها الكتاب والباحثين فرزا وتمحيصا ، ولكنني اريد ان اُذكِر هولاء الذين يتهمون بعظهم البعض اليوم واعني المالكي وكيري اذكرهم بمن َولْدً داعش او من كان ابوها الفسيولوجي ولاي الاهداف كانت هذه النشأة والتكوين …
ولو رجعنا قليلا للوراء اي إلى عامي2012و 2013 لاكتشفنا انها كانت المقدمات لهذه البذرة الشيطانيةلان قادة التنظيم اُخرجوا من سجون العراق الواحد تلوا الآخر بل ان بعظهم خرج بالمئات من سجون توصف ان من تبلعه لايخرج منها حيا مثل الحوت وابي غريب والناصرية ..
ومع ذلك خرجوا وتبخروا في الجزيرة والبادية الانبارية ملتحمين بالقابلة غير القانونية الامريكية التي اسقطت لنا قيصريا هذا المولود المشوه الذي لم يعترف لا بأصل وفصل ووطن ولم يتحل بخلق واخلاق ورحمة حينما قتل الكثير من الاعلام والعلماء والوطنيين العراقيين فاشبعهم إهانات وحزا للرقاب …
فمن اطلق سراحهم من تلك السجون أليس هو نوري المالكي بلا جدال وبتنسيق عالٍ مع ادارة المشاكل في زمن الرئيس اوباما الذي ودع او كاد يودع سني حكمه الثمان ودعها بخلق المشاكل وخلط الاوراق لغريمه الجمهوري دونالد ترامب مثلما هو الحال مع المالكي حينما وضع كل العصي في طريق العبادي ومتبعا كل الوسائل تمهيدا لاسقاطه ..
ومن ينظر الى الرئيس باراك اوباما في خطبة الوداع يخيل له انه يرى ذلك الحمل الوديع الذي حاول اصلاح ما ورطت به امريكا في حرب غزو العراق في عهد بوش الابن ..
وبدلا من الانسحاب المسؤول والجلاء تحول الامر هرولة لاتليق حتى بسمعة امريكا وجُنديها الكوني الذي لايهزم وهكذا خسرت العراق لصالح ايران وخسرت سوريا لصالح روسيا وايران وتركيا معا.. وبلاشك هناك حقائق مرة ربما سيجري الكشف عنها من قبل الرئيس ترامب نفسه او ادارته الجديدة..
فعن اي خطبة وداعية تريد ان تقنعنا بها بان سنوات حكمك كانت عدلا وصحة وليس تطرفا واغتيالا للحقيقة وسماحا وتبنيا غير محدودا للفكر المتشدد الذي وصلت نيرانه الى اذيال ممالككم وابنائكم..اي خطاب وداعي واي تاريخ مرير دموي سجلت حروفه ..
ومن يستشهد اليوم بترامب انه كان منبها ومحذرا بان النشاة الاولى لتنظيم الدولة كان من وحي ارادة امريكية بحتة عليه ان يعرف انه لولا مشاركة المالكي اداة وتنفيذا لما سقطت الموصل ..
ولو كان استجاب للصحوة الامريكية ؟؟ حينما اعلمته واعلمت مسعود البارزاني وحتى اثيل النجيفي بان فايروسات الحقد التي تسربت من مخابر امريكا واسرائيل وطهران قد التقت بالرقة وإنها في طريقها الى العراق الى الموصل عبر منفذ ربيعة .. لجنب شعب العراق كل ما حدث وربما كان ليحضى بولاية ثالثة ويلحق ركب نوري باشا الكبير .. !
هكذا بدا المشهد لنكسة العاشر من حزيران 2014 اُفقا دمويا مغبرا مع رايات سوداء تنهض من بطون التاريخ وجبال خراسان تحت مسمى دولة العراق والشام. وتصافحت الايدي جميعها وهي تتفق على تدمير العراق وتقزيمه وتدمير جيشه الذي ُحلَ لكنه استطاع ان يسترجع انفاسه فاسقطت الموصل بليالي الغدر ليس بفعل الف او اقل من رعاع داعش….
وانما سقطت لان هناك من اصدر امر الانسحاب لقادة عسكريين ومن المالكي نفسه فضاعت الموصل واصطبغت شوارعها ومساجدها وكنائسها بالدم المسفوح والتراث المهدور والمباح بيعا وبالتقطيع للرموز والتماثيل الكبيرة ..
فهل يجرؤ العبادي اليوم ان يكتب للتاريخ عن حقيقة ما حدث .. وعن من يحاول اليوم تعطيل هذا النصر في معارك استعادة الموصل واحراجه بفرض رموز بائسة لم يكن لها من دور او وزن بعدما ثأر جيش العراق لهزيمته من داخله مليشيات المختار الذي ينازل اليوم جون كيري في ميدان ليس كالميادين .. انه ميدان الغدر .. اتمنى ان يكشف فيه الوجه الحقيقي لخائن الزاد والملح والدار.. ..
لا اعرف لماذا يهاب السيد العبادي قول الحقيقة المرة كاملةَ وفي جُلِ خطبه نراه يرسم بيداه اشكالا في الهواء محاولا بايحاءات وتلميحات ان يحذر صاحبه ان يكف اذاه وتخريبه للامن الوطن ويا ترى لماذا لا يميط اللثام عن الوجوه الغادرة التي تسببت بهذه النكبة وكل نكبات العراق .. فهل هو مجبر على حدود الصمت والكلام المباح .. أنبئينا يا شهرزاد..؟
الصباح رباح يا دولة الرئيس العبادي .. بعدما انكشف امر كل لصوص الوطن وتجار السياسة وسراق امنه وسيادته ، انكشفوا للعراقيين والعالم وها انت ترى كلا من باعة المفرد والجملة فيهم “جون كيري وسلفك المالكي” يتبادلون الاتهامات حول من انشأ داعش ومهد لها وارضعها حليب الحقد وسلطها على العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر ..
قلها بعظمة لسانك ولسانك حصانك إن صنته بقول الحق صانك وإن خنته خانك ..قلها قبل فوات الآوان ..من سلم الموصل لاعداء العراق ..كاتب من العراق