للخوض في موضوع المنظومات الكهربائية ووثوقيتها لابد من تحديد عوامل المنظومة الكهربائية الناجحة بصفتها العامة، التي يمكن حصرها على وفق الآتي:
– تخطيط سليم ذو مرونة يتقبل التغيير في تحديد الأولويات والتوقيتات من دون التأثير على الهدف الأساس.
– وجود سعات توليدية تغطي الحاجة مع وجود احتياطي منها لمواجهة المتغيرات والمفاجآت.
– منظومة نقل وتحويل وتوزيع تعمل بوثوقية عالية تنعدم فيها الاختناقات محدودة الخسائر الكهربائية (الفقدان).
– ملاكات فنية متخصصة ذات كفاءة عالية بقدراتها في معالجة المشكلات والمعوقات بتدابير ذاتية وفورية.
– إدارة رشيدة حاكمة للمنظومة في جوانبها الفنية والاقتصادية كافة تمتلك قدرات استثنائية في التعامل مع الأزمات.
من جانب آخر فإن للمنظومة الفاشلة لها ما يتناقض مع العوامل الخمسة التي ذكرناها، والتي تتجسد في:
– انعدام التخطيط أو ضعفه.
– نقص في السعات التوليدية المطلوبة.
– منظومات نقل وتحويل وتوزيع تعاني من التقادم والاختناقات.
– ملاكات ضعيفة الأداء ينقصها التدريب والممارسة.
– إدارة واهنة غير مهنية تتبع سياسات إطفاء الحرائق والحلول الترقيعية.
إن المعايير الإيجابية وما يناقضها من معايير والتي أدرجناها لو اعتمدت لتقييم المنظومة الكهربائية في العراق سوف تؤشر أنها من المنظومات الضعيفة، بل الفاشلة في ملامحها كلها.
للأسف، فإن فقدان الرؤية السليمة للمستقبل بحكم الإرادات غير الوطنية وتسلط إدارات بائسة تحرص على تنفيذ مجموعة من المصالح غير المشروعة أدت إلى هدر عشرات المليارات المخصصة لبناء منظومة الكهرباء في العراق، والتي لو استثمرت، كما يجب على وفق حكمة وسلوك نزيه، لكانت المنظومة الوطنية العراقية للكهرباء يشار إليها بالبنان على مستوى العالم كله.