23 ديسمبر، 2024 9:02 ص

المنظور السياسي للقضية الاشورية في العراق من خلال الفكر القومي الاشوري

المنظور السياسي للقضية الاشورية في العراق من خلال الفكر القومي الاشوري

المفهوم الوطني في الفكر القومي الاشوري لا يستند على عوامل العنصرية – الشوفينية – الانفصالية كالتي مارسها ولا يزال يمارسها الاحتلال الكردي . فظروف وبيئة القضية الآشورية ضمن الاجواء السياسية التي ما زالت مستمرة منذ الفين وستمائة عام لم تتمكن من اختراق المعاني السامية التي يوزن الانسان الاشوري مفهومه الوطني للوطن بعيداً عن تأثيرات العنصرية والشوفينية والانفصالية هذا الثلاثي السلبي ذي الارتباط العضوي الذي يشكل كياناً لا يمكن الفصل بين اجزاءه الثلاثة يراد تمريره على المطالبة بإقامة إقليم اشور في العراق على انه مرادف للعنصرية بينما لا يرى أصحاب هذا الادعاء الكاذب شوفينية وعنصرية وانفصالية الاكراد على ارض ليست لهم بل هي اشورية ولا حق لهم فيها وكل ما يربطهم بها هو الاحتلال .

حينما يكون المفهوم الوطني عند الاشوريين ملتصقاً بهوية ارضه الاشورية لا بجنسية الدولة او النظام الحاكم يجب الانتباه هنا الى ان المفهوم الوطني الاشوري لا يذوب او يضمحل أو يتم الغاء هويته القومية ضمن جنسية الدولة فالشعب الاشوري في العراق يبقى ملتزماً بوحدة اراضيه ومتطلبات هذا الالتزام هو الانتماء والولاء الوطني حصراً بعد اعتراف الدولة بالحق الاشوري في اقامة اقليم آشور في العراق .

ولا بد من التأكيد هنا أن أية مطالبة بالحق الاشوري لا يمكن أن تكون تحت مظلة الاقليم الكردي ويعتبر أي تحرك بهذا الاتجاه مرفوضاً رفضاً قاطعاً فالحق الاشوري لا يمكن فصله عن جنسية وطنه وارضه وارتباطه بمركزية الدولة ما دامت الدولة مع اقامة اقليم آشور في العراق , ولا يمكن في كل الاحوال تحريف تعريف وطنية الانسان الاشوري بوجود اقليم آشور بمعنى الانفصال عن الوطن الذي أساسه مبني على الارض الاشورية ولكي يبقى الحق الاشوري مقنعاً عليه الحذر من مزالق الانفصالية التي تروج لها بعض العقليات التي تشوّش على شعبنا بكلام فوضوي مبهم ذي نهايات سائبة فالمطالبة باقامة اقليم آشور في العراق لا تحمل في كل الاحتمالات أية بوادر انفصالية عن الوطن لانها خسارة جسيمة للشعب الاشوري لا يمكن تعويضها ابداً .

ومن الملاحظ ان هناك مفاهيم مشوّشة لمتفيقهون لا يمكنهم تسمية مطاليبهم وكيف يتم تطبيقها على ارض الواقع مما يترك ابناء شعبنا في موقف الحائر مشوّش الفكر حول طبيعة الحقوق التي ينادي بها هؤلاء من جهة ومن جهة أخرى يتسارعون في فتح مقراتهم في الإقليم الكردي.. فهل هم يتحدثون عن اقامة اقليم ام عن اقامة دولة ؟؟ لكن ما يتم التصريح به من قِبَلهم لا يشير الى اقامة اقليم وذلك واضح بالمناداة جهلاً بألغاء الارتباط الوطني بجنسية الدولة وهذا الامر لا ينتج المطالبة باقليم بل هو مطلب مرتبك ومشوّش بلا قراءات صحيحة ان كانت مرحلية أو مستقبلية ويعتبر انفصالاً عن الدولة لا لاجل عيون القضية الاشورية بل أن كل من يتحدث عن اقامة دولة آشورية انما يزايد متعمداً او لغبائه واضعاً العراقيل في طريق المطالبة بأقليم آشور في العراق فيضع شعبنا في دوامة التعجيز ويفقده الثقة بنفسه وكما هو واضح لا وجود مادي لاي مطلب من هذا القبيل قد تم عرضه على البرلمان العراقي حتى ولا سطر قد تمت كتابته في هذا الشأن وهذا التعجيز يمهد ويسهل الطريق للاحتلال الكردي باحتواء واستكراد الشعب الاشوري ضمن مشاريع الحكم الذاتي او محافظة مسيحية في سهل نينوى وهذه المشاريع مخطط لها منذ عشرة سنوات لضمها الى حكومة الاقليم الكردي .

أن من ضمن ما اعلناه في كتاباتنا هو حشد الطاقات والقدرات الذاتية اما لاقامة إقليم آشور او لاعلان الدولة الاشورية وقد جاء ذلك استباقاً للتوقعات السياسية التي كانت تمهد لها القوى الدولية المسيطرة على العراق في إقامة الأقاليم الثلاثة السني والشيعي والكردي وبعدها يتم تقسيم العراق الى دويلات صغيرة حسب قسمة هذه الأقاليم وليس للاشوريين اية حصة في هذا المخطط .. ومن هذا المنطلق حصراً رأينا انه من البديهي ان المرور لمرحلة الدولة لا يكن الا من خلال إقليم يعني أولا إقليم وبعدها ممكن تحويل الإقليم الى دويلة في نظر المخطط وهذا الامر ما زالت سحُبُه تلقي بظلالها على الوضع السياسي في العراق .. ولهذا السبب اعلنا في وقته وما زلنا بالتصريح باقامة الدولة بعد إقامة إقليم آشور ان صارت بوصلة الوضع السياسي متجهة لتقسيم العراق .

أن تحقيق وادامة وجودنا القومي الاشوري على ارضنا في آشور المحتلة مرتبط حصراً بأقامة أقليم آشور في العراق الذي يعوّل عليه بناء الانسان والمجتمع الاشوري بعيداً عن تداخلات الدولة والاقليم الكردي للخصوصية القومية التي يتمتع بها الشعب الاشوري والتي لا يمكنه ممارستها مثلما يمارس تلك الخصوصية العرب والاكراد في حكم نفسهم بأنفسهم بلا تداخلات جوهرية في كيفية تطوير مجتمعيهما فلا مسألة الحكم الذاتي ولا المحافظة المسيحية او محافظة سهل نينوى يمكنها تحقيق هكذا توازن لكونها واقعة تحت التأثير المباشر لسلطة الدولة او لسلطة الإقليم الكردي فبلا تحقق إقامة إقليم آشور يبقى الغبن مستمراً منذ الفين وستمائة عام معبراً عن واقع اضطهادي مظلم يخيم على شعبنا الاشوري في العراق وأمراً لا يسر شعبنا مهما تحدثت الدولة عن انجازات في قراراتها في أي أنجاز دستوري وطني عراقي لا يرتفع الى مستوى إقامة أقليم آشور .. !! فقرارات البرلمان العراقي بالتعريب من خلال الاسلمة كما في قانون البطاقة الوطنية بفرض الاسلمة على أطفالنا غير البالغين وقرارات الإقليم الكردي في تجاوزاته المستمرة على شعبنا بفرض الاستكراد على مجتمعنا تكشف أهمية المحافظة على المجتمع الاشوري من خلال إقامة إقليم آشور في العراق … نحن آشوريون قوميون وطنيون لسنا

عنصريون ولا انفصاليون ولسنا بسرّاق ارضٍ فالارض ارضنا ونحن اهل الدار ولا يمكن مقارنة تاريخ وجودنا وافعالنا كما هو تواجد الاكراد وافعالهم باحتلالهم لاراضينا .. فالارض ارضنا ولن نخون عهدنا لارضنا في آشور المحتلة وسنعمل من اجل أقامة أقليم آشور في العراق .