23 ديسمبر، 2024 2:40 ص

المنطق وسياسة التسقيط

المنطق وسياسة التسقيط

المنطق السياسي هو أن تكسب وعياً وفكراً من الماضي والحاضر، ليمتد لأزمان قادمة، لأفادة الأجيال القادمة، لكن من غير المنطق أن نخالف الثوابت، ونخلق حقائق لاتنسجم مع طبيعة المجتمع الذي نمارس عملنا السياسي فيه، فالأقرب لعقول المجتمع، هي الحقائق التي يطبقها العقل المؤدلج لهذا الشعب.
الفلسفة السياسة العراقية بعد 2003، كانت تسير على منهج محدد يتناسب طردياً مع مقولة التسقيط الأعلامي، (أكذب سقط وأستمر بالكذب فيصدقوك) لكن هل يمكن أن نشمل كافة العاملين بالشأن السياسي بهذا التوصيف!
رغم أن الأعم كان ينتهج هذا الخط، لأنه الأقرب لعقول الشعب، فالأدمغة أسفنجية تمتص كل ما يطرأ على الشارع السياسي، وكان أكثر من يتعرض للتسقيط، هم كتلة المواطن سابقا تيار الحكمة حاليا، ولكن سياستهم كانت تختلف عن الآن، حيث أنهم كانوا لايردون على من يسقطهم على القنوات ومواقع التواصل الإجتماعي، لكن السؤال الأهم، لماذا لم يردوا كل هذه الشبهات عنهم سابقا؟
كان محمد باقر الحكيم من أهم مؤسسي سياسة المعارضة ضد الطاغية صدام، ولمعرفة قدره نستشهد بكلمات السيد السيستاني، التي رثاه بها حين وصفه بالشهيد الكبير، ولهاتين الكلمتين الأثر الأكبر في نفوس العراقيين، الذين أستقبلوه بحفاوة حين عاد للعراق، ليقود مسيرة الأصلاح، ولكن شاءت الأقدار أن يتم أغتياله قرب جده أمير المؤمنين.
الغريب في منطق الحقائق السياسية، هو أن يتم مهاجمة شخص تشهد له عامة الناس وعلمائها، ناهيك عن تاريخها الجهادي، فلماذا تمت مهاجمته في هذا الوقت بالذات؟
“منهج القوة لا يعتمد إلا بعد أستنفاد كافة الأساليب السلمية، والكلمة الطيبة والحوار والمنطق” محمد باقر الحكيم، هذه الكلمات هي نهج سار عليه تيار عمار الحكيم، فقد أستنفذوا كافة الأساليب السلمية، وقد أحاطوا علما بأيدلوجية فهم الشعب العراقي، فالأشاعات على مدار خمسة عشر عام، أصبحت حقائق لدى البعض، لذا تحتم على أن يواجه التسقيط، بقوة الرد المنطقي.
أحد الأحزاب الحاكمة أول من أسس لسياسة التسقيط الأعلامي، وبعيد كل البعد عن المنطق السياسي، وما يفعله اليوم قادة هذا الحزب من تسقيط بحق قيادات شامخة، ماهي إلا جس نبض لقوة الردع التي يتمتع بها المشروع الشبابي لتيار الحكمة، فقد أيقن التيار صاحب الستين عام في المجال السياسي، أن الردع القوي من أهم أسس النجاح في مجتمع من السهل أن تصدق به الأشاعات.
يبقى السؤال الأهم، لماذا لا ينال التسقيط سوى هذا التيار الشبابي، وهل يملك القوة الكافية لتستمر أمام الجيوش المسيرة بالمال الفاسد أم لا؟ إن غدا لناظره لقريب!