” سلامٌ على نُوحٍ في العالمين”(صافات-79-)
أما بعد:
إذا قيلَ لك :لماذا أمريكا والغرب سبقانا بهذا الفارق الكبير من التطور، ونحنُ الأولى به ، فما تعلمناه من إجابة :( الغرب سرقوا علومنا من القرآن) ،أما أنا إذا كنتُ من جماعة:( كُلُّ الأبواب تُفتح أمام الكلام اللطيف)، فبإمكاني ان اقول متنبئا : كيف سرقوا علومنا القرآنية ، والبديهية تقول المعنى إذاتُرجم من اللغة الكبرى إلى اللغة الصغرى يصبح غير قادر على صياغة عبارات متجددة ، فهذه حجةٌ تقطع على السارق الطريق! ، والأولى منها ،انهم اعتمدوا على فرضية أنهمطبقوا بعضا من أحكام العدالة والإصلاح(رأيتُ الإسلام ولم أر المسلمين، ورأيتُ المسلمين ولم أر الإسلام)، وإنهم تخلصوا من عقدة مانُسب للدين وليس من الدين في شيء ، وإنماشُبّه لهم 00 فنشطوا وتكاسلنا0
والمنطق علمني ان أمريكا والغرب: لم يتفوقوا علينا بالعقل الفردي، فالعقل الفردي لكلينا سويٌ ، وقد يتفوقُ عقلنا الفردي على عقلهم مراتٍ ومرات !، ولكنهم تفوقوا بصحة استخدام عقلهم الجمعي كبنيان للحضارة ، وسُلّم للصعود، وجعلوه ممرا للقوانين ، والرياضات الاجتماعية ، والبيئةالتي تسرع في الظل اللاشعوري تطورا اجتماعيا كاسحا يصلح وعاء لنمو العقل الجبار ، اشتغلوا على العقل السوي والتفاوت غير السوي بين الافراد مرة واحدة ، ( فاليس يم) الجمعي لا يتعارض عندهم ( مع اليس يم) الفردي في النمو والتطور ، فاختزلوا مسيرة كيلومتر بالمتر ، والمتر بسنتمتر00وعلمني المنطق : ان العدالة والحظ نقيضان لايجتمعان ، فكلما كانت هنالك عدالة ، كلما تقلصتْ حاجتنا إلى فرصة الحظ الغيبية ، وحاجتنا الى سبها ، او ندبها ، فالعدالة – في رؤيتي- تستدرج عفريت الحظ من مخبئه الغيبي ، وتجعله يدفع الضريبة ، ولا وجود في منطق العدالة ( لشخص يملك حظين وشخصٍ لاحظ له) ، وما أراهان ثقافة الحظ جاءت من بيروقراطية الروتين ، وما اسميه ( ثقافة التنمر الجمعي)، ولا يوجدُ في منطق العدالة حظٌ يمنح ( التنبل) جائزة أفضل تنبل ، او جائزة عبقري، ويمنح العبقري إحباطا ونكبة! 00 وعلمني المنطق: ان العدالة والحسد طبيب ومريض ، وكلما تدخل الطبيبُ وكان ماهرا ، كلما تسارع شفاء المريض00 وعلمني المنطق: ان الموهبة ليست عصا موسى ع السحرية ، بل هي جد، واجتهاد، ومثابرة ( وحربُ بسوسٍ طويلة) بين الفشل والنجاح ، وانك تحفر على الصخرة ، أجمل حروفِ الجمال!، وان الموهبة سرٌ ، لايجيبك عنه سوى قوله تعالى: ” 00 اللهُ اعلمُ حيثُ يجعلُرسالته00 “(أنعام-124)، وعلمني المنطقُ : أن الموهبة علمٌ سماوي أُفرغ في عقول العباقرة ، وليس لها علمٌ مُدرجٌ على لائحة معهدٍ ، او جامعة ، على وجه الأرض، فما هي الشهادة، وماهي الدرجة التي تمنح لطالب الموهبة ، وأستاذها؟!، وعلمني المنطقُ: أن تناول الفكرة عادة يأتي من وجوه هي: 1- الحاجةُ إلى التفكير، 2- طريقة التفكير،3- التفكير بالعقل السليم ، أو العقل المشوه، ولكننا ندمج كل ذلك بمصطلح واحد ، فتتداخل في بصرياتنا الأبعاد! ، فلا يُعادُ تركيب أجزاء الفكرة ، بمطلب تفكيك أجزائها ، وإنمابمطلبٍ آخر (هو الحلقة المفقودة) 00
“قد فصّلْنا الآياتِ لقومٍ يفقهون” (الأنعام – 98-)