8 أبريل، 2024 8:48 م
Search
Close this search box.

المنطقة وَحديثٌ شبه عسكري !

Facebook
Twitter
LinkedIn

في استعارةٍ ” تأتي في مكانها هنا ” , من الست \ السيدة فيروز رضوان الله عليها : < كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا > , ويبدو أنّ الخسائر سوف تزداد على مستوى الكلمات والمقالات وسواها فضلاً عن الإرتفاع في حدّة توتّر المشاعر , كلما كتبنا اكثر فأكثر .

لُبّ الموضوع وروحه وجوهره تتعلّق بالأزمة الراهنة في الخليج واحتمالات اندلاع الحرب التي يجري تصغيرها وتكبيرها في عدسات الإعلام ! حسبما نتابع ونشاهد . وفي الحقيقة فهنالك اتجاهين رئيسيين متضادين في الإعلام , احدهما يتبنى أنّ عدم وقوع الحرب يعود الى خشية الولايات المتحدة على فرقاطاتها وسفنها البحرية في الخليج العربي , وخصوصاً بعد انسحاب حاملى الطائرات الأمريكية ” ابراهام لنكولن ” الى مسافة 700 ميل بأتجاه الخلف , وهي لم تكن في مياه الخليج اصلاً وانما في بحر عمان ” وتطرّقنا لهذا الأمر سابقاً ” , أمّا وحسبَ هذا الأتجاه الذي يصوره الإعلام والمحللين العسكريين وغير العسكريين , فأنّ هذا التحسّب الأمريكي مؤداه أنّ القِطع البحرية الأمريكية تقع تحت مرمى الصواريخ الأيرانية ” وهذا صحيح من الناحية الفنية ” , لكنه ليس السبب الرئيسي لهذا الموقف الأمريكي المحسوب , أمّا الإتجاه الآخر الذي يرجّح اندلاع الحرب فهو التحشّد العسكري الأمريكي ووصول طائرات B 52 العملاقة الى المنطقة , بالأضافة الى احتمالٍ آخر يجري تداوله لأرسال 1500 جندي امريكي الى منطقة الخليج ! وهو رقم مثير للسخرية والقهقهة , وهو رقم يعكس الضعف المدقع في الإعلام الرسمي الأمريكي .

وبغضّ النظر عن أنّ كلا الطرفين الأمريكي والأيراني يؤكدان ويشددان على عدم وقوع الحرب بينهما , وبعيداً عن الأتجاهين اعلاه , فمن زاويةٍ افتراضية لوقوع الحرب , فأنها سوف تختلف عن كلّ المعارك والحروب التي سبقتها , إذ انها ستغدو بدون مشاركة ايّ جندي امريكي .! وسيجري الإستعاضة عنهم بأطلاق موجات مكثّفة من الصواريخ من المحيطات ومن البحرين الأبيض والأحمر عبر الغواصات وسواها فضلاً عن قواعد اخرى , وأمّا ال B 52 فسوف تغادر وتهاجر من منطقة الخليج لتنطلق من قواعدٍ ابعد مسافة كجزيرة ” غوام او دييغو غارسيا ” وغيرها , ويتذكّر المرء او الرأي العام أنّ هذه القاذفات الأمريكية العملاقة انطلقت من اسبانيا ولندن لتقصف العراق في حرب 1991 , وكما اشرنا سابقاً فأنّ ايّ افتراضٍ لأندلاع او وقوع الحرب فسوف يسبقه إخلاء القواعد العسكرية في منطقة الخليج وربما حتى في قاعدة ” انجرليك ” في تركيا , بالأضافة الى اخلاء السفارات والقنصليات الأمريكية في دول المنطقة , وستتولى الصواريخ الأمريكية والقاذفات وطائرات الشبح قصف القواعد الجوية ومنصات الصواريخ والمنشآت العسكرية الأيرانية , وربما تدمير كامل المنشآت النفطية ونظم الأتصالات واهداف اخرى ايضاً .

لكنه لا يمكن ايضاً التقليل من كفاءة ردود الأفعال الأيرانية في الدقائق القليلة الأولى من وقوع الحرب في إطلاقها لموجاتٍ من الصواريخ على اهدافٍ امريكيةٍ خالية من البشر , وستصبُّ جام غضبها ” في تلك الدقائق ” على الحقول والمنشآت النفطية لدول الخليج بأستثناء إمارة قطر وربما سلطنة عمان ايضاً , كما أنّ إطلاق صواريخٍ ايرانية على اسرائيل غير مستبعدٍ كذلك .

لا شكّ ودونما ريبٍ فأنّ ما نطرحه هنا من سيناريوهاتٍ افتراضيةٍ لحربٍ سوف لن تقع ” حيث يتضح أنّ الستراتيجية الأمريكية تتمحور على استنزاف الأقتصاد الأيراني النفطي وببطءٍ متدرّج ” , فأنّ طرحنا يتمحور ومُسدّد الى محللين ورجال إعلامٍ ندعوهم للتريث في التحليل والتصوير , رغم قناعاتنا الذاتية بأنّ مثل ذلك محال أن يحدث , حيث في ” الإعلام ” اهدافٌ غير مرئيةٍ لعموم الرأي العام .!  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب