17 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

المنطقة تجري على ما يشتهي التوازن ! 

المنطقة تجري على ما يشتهي التوازن ! 

من بديهيات القول ان منطقتنا مسيرة ، وان كان سيرها عكس رياحها ، فسكانها اعتادوا الحلول المعلبة ، رغم ان ارضهم خصبة تصلح لزراعة الحلول ، ولكن العجز والطائفية والكبرياء يجعل حكامها يعشقون الفشل والتخبط ، ليقفوا اذلاء على أبواب من لا يعطي لله ولم يكن جمعية خيرية في يوماً ما ، فانه يعطيك حلا ً لكنه يأخذ منك سلامك وامنك وما تبقى من كبريائك ان كان هنالك باق ٍ ! 
منذ اربع سنين او اكثر والمنطقة تعج بالارهاب والتكفير ، ويوماً بعد يوم كنا نفقد الامل بوجود الحل ، نظراً لما نراه من صمت دولي تجاه المجازر التي ترتكب ، وانتهاك حقوق الانسان الذي يجري على مرئى ومسمع الجميع ، ولكن بين ليلة وضحاها ينتهي كل الارهاب ، وتختفي كل الجماعات المسلحة وكأن شيئاً لم يكن ، وهذا يؤكد ما طُرح سابقاً ، ان الحروب التي هزت منطقتنا ليست ثورات ، وانما هي وسائل لإعادة التوازن للمنطقة بين الفرقاء والقوى العظمى التي تحكمنا منذ عقود طويلة ، حيث هي اما تحاول اعادة توزيع مناطق النفوذ مرة اخرى ، او هي تحاول اعادة برمجة منطقتنا لتنسجم مع روح مرحلتنا التي تدعي الديمقراطية ! 
لقاء سريع بين الروس والاتراك بحضور ولاية الفقيه ، أَطْفِئ نار سوريا ، ليتم الاتفاق على إيقاف إطلاق النار ، والذهاب بأتجاه حل سياسي للازمة السورية التي طالت وأحرقت معها سوريا ، ليتم تطبيق تسوية بين النظام والمعارضين بكل بساطة ، لينتهي الامر وتفرض شروط خارجية ليس لابناء سوريا رأي في ذلك ، سوى ان يوافقوا للخلاص من الدمار الذي لحق بهم ، وكذا الامر في اليمن ، اذ يجري إنهاء الأزمة وكذلك بأمر من خارج حدودها ، بتسوية سياسية تتضمن إقامة حكومة شراكة لا تقصي أحداً ، وان كانت لم تطبق لحد الان بصورة واضحة لان السيد الحوثي يرفض ان تنسحب السعودية مما جرى من دون اصلاح ما أفسدته ودمرته في اليمن 
لم يتبقى سوا العراق على قائمة التسويات ، بعد ان دخل داعش وأفنى المناطق التي احتلها ، ولم يبقي ولم يذر بعد ان كان عبارة عن روبوت يحرك من أطراف معروفة ومعلنة ، نكون امام خيرين لا ثالث لهما ، فأما ان نكتب تسوية عراقية بأقلام وطنية تحفظ لنا وطننا من التشتت والضياع مع المكتسبات التي حققناها ، او ننتظر تسوية تأتينا من الخارج تفقدنا كل مكاسبنا ، لتفرض علينا ان نضع يدنا بيد منتهك حرماتنا وأعراضنا ، لتعلوا ابتسامة ساخرة شفاه الموقعين على موت ضمير الوطن !

أحدث المقالات