9 أبريل، 2024 8:53 م
Search
Close this search box.

المنطقة بين قسوة الام ودلع البنت

Facebook
Twitter
LinkedIn

لو عدنا للتاريخ  القريب  وتفحصناه بمجهر متطور  وربطنا الاحداث   بعضها البعض بخيوط عنكبويتة لظهرت لنا صورةمذهلة  وساحره  لايجيد اخراجها الا عباقرة في  الخيال العلمي , صورة عشعشت على الشعوب  الغافلة  واقصد العربيه فاصابتها بالعمي  وجعلتها مستسلمة لقدرها او خانعة لاتجيد القراءه بين السطور
 فكلنا يعلم    ان بريطانيا وبعد الحرب العالمية الثانية واثر المد الثوري في الشرق الاوسط خرجت   ك(مستعمر جبار)  مهزومة ورحلت لموطنها دون حقائب سفر ثم انزوت في دارها تراقب  البحر الابيض من بعيد  عبر نافذه الثلج بحسرة  لكنها لم تستسلم  اذ لازال لعابها يسيل على ابار النفط وخيرات البلدان هناك,وحتى تعود كلاعب في هذه السواحل المتمردة فقد قامت  بتسليم ارشيف الحوض المتوسطي  وبياناتةاو  لنقل الراية او الامانة الى ابنتها البكر ( امريكا)  لتكمل المشوار ,
 هذه  البنت الدلوعة المفتونة بشبابها وجغرافيتها المحصوره في اقاصي الدنيا    دخلت  حواف صحراءنا ببنطلون جينز ممتطيه  ابل من بلاستك ومتسلحه بصبر من فولاذ وفلسفة مبرمجة على  فكرة ازرع اليوم واحصد بعد  سنة   
دعونا نبدأ بمشاهدة الخريطة عام  1978  و المعلقة امامنا   سنجد  ثمة دولة منحازه الى الغرب بدرجة مئة وثمانون وفيها اعتي نظام استخباراتي  ولديها مخزون هائل من النفط ولها موقع استراتيجي على منافذ بحرية حمراء   اضافة الى قربها من مناطق  ما يسمى با(العدو) الشيوعي هذه البلد  يسمى ايران
  الخطوة الاولى تقول ان اول حجارة تم اسقاطها في لعبة الدومينو  او الضحية رقم واحد   هو تنحية الشاه من الساحة  بلعبة بهلوانية   واهداء نظامة قربانا للقادم  حيث  تم طبخ البديل بدقة فقد نفذت المسرحية على يد مخرج متمرس اذ اوعز الكابتن الى الطائره في مطار باريس بالاقلاع وعلى متنها رجل سياسي لكن بعمامة( الخميني)  فوصل طهران حاكما وناقما والذي ماان ترأس السلطة  حتى ادار  وجهه ايران  الغربي  مائة وثمانون درجة  فقام باستبدال  لقب  امريكا  داخل الاسواق  وفي ازقة الاعلام من (الحليف الصديق)الى  (الشيطان الاكبر )في دولة كانت  تقريبا ولاية رسمية  غير معلنة فى مؤسسة الغرب وثقافتة  
 الخطوة الثانية  كانت في لبنان وبمباركة من ايران  اذتم  انشاء حزب سياسي  شيعي   قرب البوابة الاسرائلية وعلى مرأى من النافذه الاستخبارتية (لاحظو كان يمكن للغزو الاسرائيلي في الثمانينات ان يغير المعادلة لو اراد  لكن ثمة علامة استفهام ظلت لحد الان دون جواب ) ظل  هذه الحزب ينمو ويتضخم  حتى استطابت له البطولة في لعبة الخروج  الاسرائيلي من الجنوب فصارت زهوة انتصاراتة الوهمية عنوان لاالغاء لون الارز  في العلم اللبناني والتمرد  على الدستور بغية انشاء دولة شيعية متناغمة روحيا مع  الام ايران ,
وبنفس االوقت  امتدت ادبياتة المذهبية  صوب الجاره سوريا  حيث الطائفة العلوية   فشكلا نصف هلال طائفي( لاحظو عند سوريا توقف الربيع العربي,,سبحان الله) لكنه  هلال ناقص حسب  السيناريو الامريكي  ولكي يكتمل  لابد من احضار  الحلقة المفقوده او الجسر الرابط  فجاء العراق  و كانت الحرب التي قلبت الموازين اثر تغير السلطة فيه   وهنا اكتمل الهلال  وصارت  رسائل  حزب الله  الغراميةالمشفرة  تصل  احياء ( قم ) ويستلمها الحبيب دون رقيب  وبكل اللغات
لكن الاخطر في هذا المسلسل الدرامي انهذا القوس الجغرافي ولاول مرة في التاريخ  و منذ الف وخمسمائة عام  لم تتمخض  ولادتةفي المكتبات اوفي الصالات الفنيه وانما جاءت عبر كيانات رسمية (دول)و سلطات لها فضائيات اي انها كانت  عملية  نقل الشيعي السياسي من خانة المعارضة الى ادارة حكم وهذا  ادى الى نضج ايدولوجيتة العقلية واتساع افكاره وتمدد رؤاه  وبالتالي اصبح لاعبا ومنافسافي الصفوف المتقدمة من الصراع ,  من جهة اخرى فان المولود هو نتاج طبيعي  افرز للسطح علىغرار ولادة اخيه السني المولود في عشرينات هذا القرن الاكبر  منه عمرا و الاغنى منه تجربة  
ولكي تختمر الطبخة ويستمر المخطط  و تنضج اللعبة  لابد من  تحريك جبهة  (بنفس المواصفات)تنافس هذا المولود في الموقع و الرؤيا وتشاكسة في التوجه والحلم وخير من يجيد الدورهو السياسي السني  لذالك فلا غرابة ان يصعد التيار الاسلامي في تركيا( لاحظو مذ نشؤء العلمانية كمنهج لم يستلم الحكم  اي تيار ديني ) ثم امتد  الامر الى  (غزة)في فلسطين  مالبث ان اصاب الفايروس مصر وامتدت العدوى الى ليبيا فتونس   و هكذا تم تشكل ما يسمى بالمستطيل  السياسى السني والذي قابلت زواياه الملتهبة اضلاع المثلث  الشيعي  الحاد  او منحنيات  هلاله الملغومة
فقانون (ازرع اليوم واحصد بعد  عام )بدأت تجنى ثمارها  حسب القراءه الامريكية  على الواقع وقد هيئت بعض  مسارحها المرشحه لهذاالانفجار (لاسامح الله) فبراميل البارود  المعجونه بالحقد الطائفي  وفوهات المدافع المتزمتة  التي تضخ عبر الدولار الخليجي في مناطق حاضنة لهذا التشظي يقابله  هذا الشد الاعلامي بين  الاطراف  والمعمولة على  وترين اما نغمةطائفية(لبنان و العراق ثم سوريا ) او  عزف ديني  متطرف (مصر)متمنين ان  لانقع في هذه المطب وتعي الشعوب هذا السيناريو  قبل فوات الاوان

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب