الساعة الثانية عشر ظهراً وبدون تخطيط مسبق ذهبت انا واولادي لمشاهدة فندق بابل بعد ان اكتمل التصليح والترميم والتأثيث لاقول لابنائي كان لدينا فنادق فخمة كالتي شاهدوها بالخارج , وياليتني لم اخذهم لانني وقعت بمأزق كبير , عند البوابة الرئيسية للفندق وقف عناصر من حماية الفندق مهمتهم تفتيش السيارات والاشخاص , فتشوا سيارتنا ومن ثم فتحوا الغطاء الامامي والباب الخلفي للسيارة وقالوا لنا سوف نجلب الكلب لكي يفتش , الكلب ( k9) موجود بغرفة مكيفة , غرفة مساحتها 1م في 2م وفيها سبلت واحد طن , ذهب عنصر الحماية ليجلب الكلب , الكلب رفض الخروج لان الجو كان حار جدا ولكن بعد شد وجذب خرج الكلب وراح يفتش على عجل جدا , قلت للحماية ماذا به قال ان الجو حار وقبل يومين عض احد عناصر الحماية لانه اجبرهُ على الخروج , ضحكوا ابنائي مستهزئين , وحتى ارد بعض كبرياء العراقيين قلت للحماية لماذا لاتوجد لديكم غرفة مكيفة على الاقل مثل غرفة الكلب الموقر قالوا بالنص ( عمي ياهو بحالنا ) وقال لي عمي هذا راتبه 3 ملايين دينار وميطلع للشغل الا بعد حمام راقي وفطور محترم , هذا المشهد جعلنا نغير وجهتنا لمكان اخر فأن الحالة مهينة جدا وطبعا اولادي استغلوا المناسبة وراحوا يضحكون على العراق العظيم .
قلت في نفسي كم رجل مثقف بالعراق يخاف على وطنه ويفديه بروحه وهويعيش حياة مُذله وعوز وفقر وكم رجل تافه وغبي وجاهل يعيش في المنطقة الخضراء ويتنعم بالمال العام ويستلم راتب خرافي وتقاعد مذهل . الشعب يعاني من عدم توفر الكهرباء منذ زمن طويل والمنطقة الخضراء تنعم بالتبريد الراقي والمياه التي لاتنقطع والحمام الجاكوزي والخدم والحشم والمخصصات والامتيازات والسفر , وفقراء بلدي وشبابه يبحثون عن لقمة عيش شريفة ولايجدوها الا اذا انظم لاحدى المليشيات لكي يقتل او يعوق او يكون اكثر طائفية من قائده .
اذا استمر هذا الحال على ماهو عليه ستضحك علينا الاجيال الحالية والقادمة سيلعنوننا وسليعننا التأريخ لاننا لم نفعل شيء لاننا كنا خانعين مستسلمين , سنفقد ابنائنا ووطننا وتأريخنا وعراقيتنا ولن يبقى لنا شيء نفتخر به .