23 ديسمبر، 2024 8:24 ص

المنطقة الامنة المفترضة على الحدود السورية التركية

المنطقة الامنة المفترضة على الحدود السورية التركية

(المنقطة الامنة المفترضة على الحدود السورية التركية، متى تكون واقعا، والى متى تستمر..)
من المعروف والمؤكد ان العلاقات بين الدول تحكمها المصالح سواء كانت انية او بعيدة المديات، وهنا المقصود الدول ذات السيادة الكاملة ولم تصب باي ثلمة من اي نوع كانت؛ لذا نلاحظ ان تلك الدول تتصرف حتى مع حلفائها بما تمليه عليه مصالحها بصرف النظر عن موافقة هذا الحليف او رفضه لهذا التصرف او الاجراء الذي تستوجبه مصالحها القومية امنية كانت او سياسية او عسكرية او اقتصادية. العلاقة بين امريكا وتركيا هي بالتاكيد علاقة تحالف تاريخية ستراتيجية على مختلف الصعد، ولايمكن ان ينفرط عقد هذا التحالف على الرغم من الاختلاف في الرؤية والاجراء بين الحليفين خلال السنوات الاخيرة، ولامجال او مكان للخوض في اسس هذا التحالف، بالاضافة الى انه معروف بدرجة كافية من الوضوح. تركيا هددت منذ ايام باجتياح الارض السورية التى اعلنت امريكا من انها سوف تنسحب منها، والتى تتواجد فيها القوات الكردية المدعومة امريكا والتى شاركت الامريكيين في مقاتلة داعش وبقية التنظيمات الارهابية. امريكا ترامب التى ازعجها او اثار غضبها هذا التهديد والذي رافقه حشود تركية على الحدود السورية، مما حدى برئيس الادراة الامريكية، ان يهدد تركيا بتدمير اقتصادها ان هي نفذت هذا الوعيد وقامت بطرد قوات الحماية الكردية من مناطق تواجدها. المسؤولون الاتراك من جهتهم استخفوا بهذا التهديد ولم يعر اي منهم اي اهتمام به واصروا على اقتحام الارض السورية وطرد المقاتلين الاكراد منها. الامريكيون على ما يبدوا وهذا هو واقع الحال الذي يفرضه فرضا ظرف التنافس بين الامريكين والروس على كسب حلفاء جدد لهم تاثير وفعل ذا، قوة في اتجاه مجرى الاوضاع في المنطقة؛ يدركون معنى التقاطع الحاد مع الاتراك وما يقد او ينتج هذا التقاطع ان حصل وهو لن يحصل من نتائج لاتنتهي في مجرى مصالحهم الوقتية والاستراتيجية مع الاتراك، لذا اجرى ترامب مكالمة هاتفية مع اردوغان، اتفقا بها على تسوية الخلاف بينهما؛ وجوهر هذه التسوية هو ايجاد منطقة أمنة وبعمق 30 كم2،اردوغان صحح هذا الرقم ليقول ان هذه المنقطة الامنة سوف نحعلها تمتد الى عمق 20كم2اضافة الى ال30 اي 50كم2. السؤال هنا هل يتم طرح هذا الاتفاق ان تم الاتفاق النهائي عليه؟، في اللقاء القادم بعد ايام بين بوتين واردوغان وهل يؤخذ رأي النظام السوري فيه والذي يرفض حتى اللحظة تواجد القوات التركية على اراضيه ويعتبرها قوات غازية ومحتلة؟ وما موقف روسيا من هذا الاتفاق وهي الحليف للنظام السوري؟. لايمكن معرفة الاجابات على تلك الاسئلة من لدن الاطراف المتصارعة على الارض السورية، لأن امر هذه المنطقة الأمنة المفترضة والمقترحة من جانب الامريكيين والاتراك، لم يزل في البداية.ان الكثير من التفاهمات او الاتفاقات جرت بمعزل عن النظام السوري ولم يؤخذ رايه فيها إلا اخباره في مجريات الاتفاقات وأليتها على الارض. اذا افترضنا ان هذه المنطقة الامنة والمفترضة، قد تم الاتفاق عليها بين جميع الاطراف المتصارعة على الارض السورية، هل يقبل بها النظام السوري حين يتم ابلاغه بها وبالياتها على الارض؟..ان الاتراك يقولون باستمرار ان وجودهم في سوريا وقتي، لكن الحقائق على الارض لاتؤيد هذا القول. الاتراك يدعمون الجيش السوري الحر وهو فصيل معارض للنظام، معارضة مسلحة وتعتمد عليه القوات التركية في مسك او معاونتها في مسك الارض السورية التى تغزوها وتحتلها. الامريكيون والاتراك يتوافقون بالمحافظة على قوات الضغط والفعل على الارض، اللتان تشكلان عناصر راي وموقف، يدفعان بهما ومن خلالهما الى رؤيتهما لشكل الحل القادم في سوريا( كتابة الدستور..)، وان اختلفا في طريقة الحل، لكنها تمشيان الى ذات النهاية. الروس في هذا الموضوع يكتنف موقفهم الواقعي والعملي، الكثير من الغموض والضبابية على الرغم من تصريحهم ولأكثر من مرة بل لمرات عديدة من ان على جميع القوات ان ترحل من الارض السورية وتسلمها للنظام، لكن هذا القول لم يصاحبه موقف فعلي وواقعي على الارض بل على العكس وبالذات في الفترة التى تلت الهزائم التى منيت بها التنظيمات المسلحة الارهابية؛ يتم تنظيم اجرائي لتواجد تلك القوات وهنا المقصود، القوات التركية التى تمنع قوات الجيش السوري من التواجد على ارضه وحماية مواطنيه. من المستبعد ان تنسحب القوات التركية من المنطقة الامنة حين تكون واقعا على الارض. سيقولون الاتراك في ذاك الحين: ان هذه المنطقة مهمة للامن القومي التركي لمنع تسلل الارهاب الكردي الى اراضيها او يقولون كما قالوا قبل سنتين من ان هذه الارض، ارض تركية وقد سلبها الحلفاء منها في معاهدات ما بعد الحرب العالمية الاولى. ان العرب اداروا ولم يزلوا يديرون الصراع مع القوى الدولية والاقليمية بغباء منقطع النظير؛ والاساس في هذا الغباء هو تسليم زمام امورهم وامور دولهم ومصير شعوبهم بيد القوى العظمى والكبرى، الدولية والاقليمية. يحسنون بصورة جيدة؛ اضطهاد شعوبهم وسلب حريتهم..التى قادت في السابق وتقود الى الآن ما هو حاصل في هذا الحين..