6 أبريل، 2024 9:00 م
Search
Close this search box.

المنزلق الخطير لمثقفينا .. ابراهيم الزبيدي وطالب البغدادي نموذجا

Facebook
Twitter
LinkedIn

يسأل العديد من الناس ومن حقهم لماذا انحدر مثقفينا الى منزلق لايحسدون عليه , في الوقت الذي كان يأمل منهم المجتمع عطاء وفيرا واضافة جديدة لصنوف المعرفة لمجتمع كان يزخر بالكفاءات المشهودة له من الغريب قبل القريب , حتى اولئك الذين كانت لهم اسماء في عالم العلم والمعرفة تجدهم اليوم لا ينالون من المجتمع الا السخط لانزلاقهم في هاوية السطحية واللامبالاة احيانا بل بالهوس وبساطة التفكير تارة اخرى , والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ماهي دواعي هذا الانزلاق والسطحية التي وصل اليه هؤلاء المثقفين بعد ان كان يقول المرء فيهم شعرا ومدحا لما كانوا يتمتعون به من افق واسع ومقالات موضوعية رصينة !!!
ففي ندوة نقاشية في مدينة اوسلو النرويجية كان الحديث يدور حول هذا المحور الخطير وقد تم استعراض بعض المثقفين الذين كان لهم دورا رائدا في المجتمع العراقي ولهم قراءهم ومعجبيهم واذا بالمجتمع يصطدم بما يكتبوه اليوم ويناقشون به فمثلا الاعلامي الكبير ابراهيم الزبيدي الذي كان الفرد العراقي ينتظر يوما بعد يوم لقراءة مقالاته الجميلة واسلوبه الممتع في التحليل البناء والموضوعي للامور العامة ومايستجد على الساحة العراقية والعربية , اما اليوم فتجد كتاباته وكأنها مدفوعة الثمن ليس في تحليلاته سوى ايران ودورها الماساوي في العراق وتدخلها في شؤونه الداخلية والاصرار والتكرار على موضوع هو بديهي ويعرفه العراقيون كلهم دون استثناء وهذا الترديد الممل بات يعرف بانه مدفوع الثمن من دولة او جهة تناصب العداء لايران ! ان جميع محبي قلم ابراهيم الزبيدي كانوا يأملون منه مقالات تحليلية توضح الاسباب والمعالجات لهذا التدخل الايراني السافر في العراق وليس تكرار امر واقع يعرفه الجميع , كان الاجدر به ان يلوم بالتحليل الموضوعي وهو الاقدر على ذلك كيف ان تخلي الدول العربية عن العراق بل ومحاربة بعضها للعراق على اساس طائفي اهوج جعل من العراق لقمة سائغة لايران في ان تحل محلهم , ان ضيق الافق لدى الدول العربية التي لاتستطيع النظر لاكثر من ارنبة انفها هو الذي جعل الدهاء الايراني ان يحل محلها , اليس هذا ما كان متوقعا من اعلامي عراقي من الطراز الاول ان يتناوله بدلا من الترديد الممل في ان ايران تتدخل في شؤون العراق ؟ نحن نعلم بان السعودية تعجبها مثل هذه المقالات التي يكتبها الزبيدي وهو النيل من ايران وكفى , ولكن مثل الزبيدي فان العراقيين كانوا يتوقعون منه ان يعاتب السعودية في ان تخليكم عن العراق ومحاربة حكومته بافق طائفي مقيت جعل من ايران تتفوق عليكم بدهائها في ان تستقطب كل الرموز ومن مختلف الاطياف ليحجوا الى ايران ويطلبون دعمها , واليك محمود المشهداني السلفي وسليم الجبوري الاخونجي وجلال الطالباني
الكردي وغيرهم اضافة الى المجلسيين والدعوجية الذين هم تحصيل حاصل يتفقون جميعهم في الرؤى مع ايران , كيف استطاعت ايران ان تحتويهم جميعا بسنتهم وشيعتهم واكراد وغيرهم وان تقوم بكل ذلك في حين السعودية بجهلها خسرت الجميع دون استثناء الا بعض المبوقين الذين يقبضون المبالغ الشهرية والدعم المفتوح والمطلوب منهم فقط الصراخ والعويل ضد ايران وتاركين ملتهم في العراء دون ضامن , وليس لهم تاثير في المجتمع .
اين انت يا ابراهيم الزبيدي ؟ اين تحليلاتك الجميلة ؟ ما سبب هذا الانزلاق الخطير نحو الهاوية ؟ هل اصبحت مقالاتك مدفوعة الثمن ؟
وشخصية اخرى وهو الدكتور طالب البغدادي هذه الشخصية العلمية التي عرفت بانها مهنية ونضالية عانت الامرين في عهد البعث الفاشي وفصل من الجامعة وكان مطاردا الا انه بقي على منهجه ومبادئه تراه اليوم والناس تواقين لكتاباته وتحليلاته العلمية يظهر على المجتمع وهويمتدح عراب الطائفية في العراق عبد السلام عارف بعد ان كان ماركسيا ثم تروتسكيا ويخرج علينا ومن على صفحته في الفيسبوك بصورة للزعيم جمال عبد الناصر وهو يحي الجماهير ويكتب تحتها انه يحي ابنته بمناسبة عيد ميلادها !!!! ما هذا الانزلاق والتدني ؟ وعندما هبت الجماهير تطالب بالاصلاح والتغيير الوزاري انتظر الناس من هذه الشخصية النضالية ان يستعرض بالتحليل كيف يجري الاصلاح في العراق واذا بها تفاجئ ومن على صفحته يقترح ان تشكل الوزارة من زوجته واولاده !!
نتساءل هل يصل الخرف والشرود الذهني الى هذا الحد بين مثقفينا ؟ والسؤال لماذا ؟
اذا كان مثقفونا بهذا المستوى فكيف يكون عامة الناس ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب