23 ديسمبر، 2024 6:54 ص

المنزلة التكوينية للزهراء عليها السلام!

المنزلة التكوينية للزهراء عليها السلام!

قال النبّي صلواته تعالى عليه وعلى آله:(فاطمة حوراء إنسيّة).
يقول الشيخ المحقق، باقر شريف القرشي، في كتابه”موسوعة سيرة أهل البيت”ج9: الشيء المهم في حياة الزهراء، أنّها تكونت من ثمر الجنّة، أطعم الل… تعالى به نبيّه العظيم ليلة المعراج، حسبما نص عليه المؤرخون.

أيضاً ذكر الحديث أعلاه، العلامة المحقق آية الل… الشيخ محمد السند، في كتابه”الوراثة الأصطفائية”، وقال عنه مستفيض في كتب الفريقين، وأورد بعض المصادر، كمصدر: بحار الأنوار 18:315، أخبار الدول 87، تاريخ بغداد 5:87، مستدرك الحاكم 3:156، ميزان الاعتدال 1:38 و2:26، وغيرها.

روى في معاني الأخبار، للشيخ الصدوق397، عن رسول الل…”صلواته تعالى عليه وآله”قال:(خلق نور فاطمة “عليها السلام”قبل أن تخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس: يا نبي الل… فليست هي إنسية؟فقال:فاطمة حوراء إنسية.
قال:يا نبي الل… وكيف هي حوراء إنسيّة؟قال:خلقها الل… عز وجل قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الل… عز وجل آدم عرضت على آدم.
قيل:يا نبي الل… وأين كانت فاطمة؟قال:كانت في حقة تحت ساق العرش، قالوا: يا نبي الل… فما كان طعامها؟قال:التسبيح، والتهليل، والتحميد.
فلّما خلق الل… عز وجل آدم، وأخرجني من صلبه، أحب الل… عز وجل أن يخرجها من صلبي، جعلها تفاحة في الجنة، وأتاني بها جبرئيل عليه السلام، فقال لي:السلام عليك ورحمة الل… وبركاته يا محمد، قلت: وعليك السلام ورحمة الل… حبيبي جبرئيل.
فقال:يا محمد إن ربك يقرئك السلام، قلت منه السلام وإليه يعود السلام، قال:يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الل… عز وجل إليك من الجنة،فاخذتها وضممتها إلى صدري.
قال:يا محمد يقول الل… جل جلالة:كلها، ففلقتها فرأيت نورا ساطعا، ففزعت منه، فقال:يا محمد مالك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور، المنصورة في السماء، وهي في الأرض فاطمة، قلت:حبيبي جبرئيل، ولم سميّت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة؟قال:سميّت في الارض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار، وفطم أعداءها عن حبها.
وهي في السماء المنصورة، وذلك قول الل… عز وجل:”ويومئذٍ يفرح المؤمنون، بنصر الل… ينصر من يشاء” يعني نصر فاطمة لمحبيها).

يروي الشيخ الكليني في أصوله ج1ص350ح6، عن أبي جعفر عليه السلام قال:(… ثم قال أبو جعفر:والل… لقد فطمها الل… بالعلم وعن الطمث في الميثاق).
وصف الل… عز وجل، في كتابه الكريم، نساء أهل الجنة”الحور العين”بالمطهرات، في قوله تعالى:”ولهم فيها أزواج مطهرة”، أي خالية من النجس والدنس، كالبول والغائط والطمث، وغيرها، ومن معاني” فاطمة”عليها السلام، خلوها من الطمث، وهذا ما أشار إليها النبي”صلواته عليه وآله” في الحديث الذي أوردناه في صدر المقال، كذلك أشار القرآن إليها في آية التطهير.

يقول الشيخ السند:لعل معنى توصيفها بالحوراء الإنسية هو إنها لم تتقلب في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، بل حسب الروايات العديدة المستفيضه، نزولها من عالم الجنة إلى صلب النبي”صلواته تعالى عليه وآله” مباشرة من دون توسط الآباء والأجداد، وهذا بخلاف بقية المعصومين عليهم السلام.

أقول: من كانت هكذا خلقتها وتكوينها، فحقيق بها أن تكون واسطة فيض إلهي، بين الخالق والخلق!