في 24|11|2013 تم في جنيف توقيع ألاتفاق الذي أنتظره العالم ومعه الشعب ألايراني وجمهور المقاومة الذي يمتد في شريط جغرافي من شرق أسيا الى غربها وله أنصار في بأتساع محور البريكس في قاراته الثلاث .
هذا ألاتفاق لاقى ترحيبا واسعا من قبل أمين عام ألامم المتحدة بان كي مون , ومن قبل الدول ألاوربية , كما رحبت به كل من باكستان وتركيا , ومن الدول العربية , رحب به العراق , وسورية , ولبنان , ومصر , والجزائر , وقطر , وألامارات , وعمان , والبحرين , والكويت , والسودان , وموريتانيا .
ومن المنزعجين من هذا ألاتفاق هي أسرائيل , التي سبق وأن أعرب رئيس حكومتها نتنياهو عن رأي متطرف من على منصة ألامم المتحدة ضد أيران مهددا بأستعداد أسرائيل توجيه ضربة منفردة لآيران , وهو تهديد لايمتلك مصاديق الفعل , وأن كانت النوايا الصهيونية معروفة في عدائها للشعوب وألامم التي لاتؤيد ألاحتلال والعدوان ألاسرائيلي لفلسطين , وأيران بعد ثورتها ألاسلامية أصبحت في مقدمة الدول التي ترفض الوجود غير القانوني لدويلة أسرائيل .
وتاريخ الصهيونية ودويلتها أسرائيل يجعل المراقب المنصف لايستغرب أنزعاج أسرائيل من التقارب ألامريكي ألايراني ولو بالحوار حول قضايا شائكة مثل : الملف النووي ألايراني الذي أصبح كاشفا لنوايا من هم مع الحق والعدل وألامن وألامان لهذه المنطقة وللعالم , ومن هم ليسوا مع ذلك وأسرائيل بطبيعتها العدوانية لايمكن أن تكون من الساعين الى السلم وهي منذ 1948 تغتصب الحق الفلسطيني وتشرد ملايين الفلسطينيين .
لكن المستغرب وغير المعقول أن تقف دولة مثل السعودية يسمي ملكها نفسه خادم الحرمين الشريفين , ويطمح لزعامة أهل السنة في العالم ألاسلامي ويقف من ألاتفاق النووي ألايراني مع “5 +1 ” موقفا رافضا ومنزعجا عبر عنه رئيس العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي بقوله : سيذهب النوم عن أعين أهل المنطقة بسبب هذا ألاتفاق مضيفا لآن أيران سيصبح لها هذه المكانة في المنطقة والعالم يضاف الى ذلك موقف السعودية المستغرب كذلك من أنعقاد مؤتمر جنيف حول القضية السورية , حيث تصر على رفض أنعقاد مؤتمر جنيف , وهو أصرار لايمنح صاحبه هوية السلام , بل لايجعل من صاحب مثل هذا الموقف ينتمي لموقف الشريعة ألاسلامية التي تقول :” وأن جنحوا للسلم فأجنح له ” وتقول :” أن الله لايحب المعتدين ” والشعب السوري أعتدي عليه في وضح النهار , والحرب الكونية التي شنت عليه من قبل مسلحين من ” 83″ دولة بتمويل سعودي قطري وتسهيل تركي – أردني – وجماعات من لبنان – وتصريحات وزير خارجية السعودية سعود الفيصل الداعية الى ضرب سورية عسكريا ورفض الحل السلمي للقضية السورية , هي تصريحات موثقة لايمكن لآحد نكراها أو تبريرها .
وعندما يتطابق الموقف السعودي مع الموقف ألاسرائيلي ليس في موضوع النووي ألايراني فقط وأنما في موضوع الحرب على سورية وتدميرها ودعم العصابات المسلحة بكل شيئ , فالسعودية بالمال والسلاح , وأسرائيل بالعلاج في مستشفياتها وبالسلاح كذلك , وفي الموقف السلبي من مؤتمر جنيف , كل هذه المواقف شجعت رئيس حكومة أسرائيل نتنياهو الى القول : أن أسرائيل وبعض الدول الخليجية متطابقة في موقفها من النووي ألايراني , وهذا يعني ضمنا التطابق في المسائل ألاخرى .
عندما يصبح المنزعجون من ألاتفاق النووي ألايراني متطابقين في مواقف أخرى بعضها مصيرية عقائدية , وبعضها سياسية أخلاقية , فهذا يعني أن الذين يتطابقون مع أسرائيل أختيارا هم يضمرون أفكارا بغير مايعلنون ظاهرا وقد فضحتهم مواقفهم العدوانية ضد الشعب العراقي الذي أصبحت المفخخات ألارهابية عملا فاقدا للعقل والمنطق وألاخلاق وفاقدا لكل المشاريع السياسية , والعراق ربما هو البلد الوحيد الذي أمتص الهجمات ألارهابية , وجعلها تبدو بلا معنى , أما عدوانيتهم ضد الشعب السوري فقد فضحتهم شراذم العصابات المسلحة بالمال السعودي والقطري والخليجي وبالتسهيلات التركية التي ضاق بها الشعب التركي ذرعا , هذه العصابات التي تذبح على الهوية ” نبل والزهراء وقرى ريف الاذقية وقرى حمص ودير الزور مثالا ” وتغتصب النساء , وتشرع لنفسها نكاح الجهاد وهو بدعة , وتهجر المواطنين السوريين من بيوتهم بحجة الثورة ليصبحوا لاجئين تتصدق عليهم منظمات ألامم المتحدة , وتساوم بهم معارضة فاشلة مرتهنة للآجنبي , وتمن عليهم دول الخليج بهبات ومنح للآعلان وألاستهلاك ألاعلامي , حيث لم يصل اليهم ألا النزر القليل القليل ؟
أن ألانزعاج السعودي من ألاتفاق النووي ألايراني المصحوب بأنزعاجها من عقد مؤتمر جنيف للحل السياسي للقضية السورية , والذي سبقه أنزعاج السعودية وأمرائها من ألاتفاق حول الكيميائي السوري , كل هذه المواقف مجتمعة تجعل من السعودية وأمرائها يغردون خارج السرب العربي وألاسلامي , وهذه نتيجة خطيرة لاتتناسب مع الشعب المسلم في بلاد نجد والحجاز , مثلما هي خطيرة على السلم في المنطقة وعلى أقتصاد المنطقة , والسياسة في المنطقة , أن ملكا بالكاد يقرأ مايكتب له لضعفه في ألابجدية العربية وهي لغة القرأن , لانتوقع منه أن يكون ماهرا في قراءة المعادلات السياسية المعقدة , وها قد ظهرت عورته بأصطفافه مع الموقف ألاسرائيلي , فلا يلومن ألا نفسه ومن معه من السادرين في خمرة البترول , والبترول مادة ناضبة وما عند الله لاينضب .