27 مايو، 2024 3:51 ص
Search
Close this search box.

المنجمون السياسيون              

Facebook
Twitter
LinkedIn

إنتشرت مع إنتشار الفضائيات ظاهرة المحلليين السياسيين الذين كثيرأ ما تثير أراؤهم وتوقعاتهم وتحليلاتهم غضب الجمهور أوربما حتى سخريته لأسباب في الغالب غير موضوعية. قبل المحللين السياسيين والأمنيين والخبراء الإستراتيجيين مثلما يصنف  البعض نفسه كان يوجد ومنذ أقدم الأزمنة المنجمون. لكن هؤلاء المنجمين حسم امر توقعاتهم الحديث النبوي “كذب المنجمون ولوصدقوا” من منطلق إنهم لايعلمون الغيب لكي يقطعوا بحدوث واقعة معينة. وفي حال وقعت لاتعود الى تنجيمهم بقدر ما هي ظواهر طبيعية أو أحداث لايعلمها في النهاية الإ الله سبحانه وتعالى. وما صدر عنهم ليس اكثر من رجم بالغيب لا اكثر. مع ذلك, فإن سوق هؤلاء حتى بالفضائيات افضل بكثير من سوق المحلليين السياسيين حيث بعضها تخصص برامج للدجل بينما تحجم فضائيات عن تخصيص برامج للجدل.
 المهم ان العقل الشعبي اوالخرافي في الغالب منح المنجمين مساحة واسعة من الإهتمام وحتى التهافت عليهم لقراءة الطالع ومعرفة المستقبل. ولعل البعض منهم تفوق على المحلليين والأكاديميين بسبب إيمان العقل الشعبي بطروحاتهم الخرافية في مقابل عدم تصديق هذا العقل للتحليلات والتوقعات السياسية, ليس اليوم بل من ايام ماكانت الصحافة الورقية هي التي تتسيد المشهد الإعلامي حيث كان الناس يسمون ما يصدر عن الصحف “حجي جرايد”.
 العلاقة بين التنجيم والتحليل تجسدت الان بقوة عند ظهور النتائج غير المتوقعة للانتخابات الرئاسية الاميركية. فوز ترامب كان مفاجاة غير متوقعة مقابل خسارة غير متوقعة لهيلاري كلينتون, وبذلك سقطت تحليلات وتوقعات المحلليين السياسيين ومعهم إستطلاعات الرأي داخل الولايات المتحدة الأميركية ونجحت تنبؤات المنجمين. لذلك صار علينا الآن التعامل معهم بوصفهم “منجمين سياسيين”.
 لكن الى أي حد تعكس هذه الظاهرة, أي الفارق الهائل بين سقوط التوقعات ونجاح التنبؤات الواقع الفعلي على الأرض ؟ ولعلنا بحاجة الى إعادة طرح السؤال بالمعكوس وهو .. هل الواقع الفعلي على الأرض لم يكن مهيئا لمثل هذه المفارقة الهائلة بين التوقع بناء على معطيات رقمي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب