22 ديسمبر، 2024 2:01 م

المنجز وخداع الجمهور !!

المنجز وخداع الجمهور !!

قاربت الستة اشهر على الانقضاء منذ انطلاق حكومة السوداني ، وحان موعد تقديم المنجز لتقييم اداء الوزراء الذين يتهيؤن لتقديم قائمة منجزاتهم لرئيس الوزراء في حكومة اطلقت على نفسها حكومة خدمات او برنامج خدمات ، ولن نتحدث خارج هذا السياق الخدمي ، ولاشك عندي ان السادة الوزراء سيخلطون بين الواجب والمنجز ، فافتتاح مستشفى سيكون منجزاً وتعبيد متر في زقاق ضيق سيكوم منجزاً وحضور احتفالية سيكون منجزاً واجتماعاً تقليديا سيكون منجزاً ، والقوائم التي ستقدم ، وانا موقن من ذلك ، ستكون شبيهة بالسيرة الذاتية للمؤهلات التي يقدمها طالب عمل لأي مؤسسة حكومية أو أهلية فتكون احدى فقراتها ” شارك في ورشة تطويرية” الى آخره من المواصفات التي لاعلاقة لها بالمؤهلات المطلوبة للعمل .
وموقن ايضاً ان كل ما هو واجب وظيفي سيتحول الى منجز في سياق الخلط بين المفهومين ، وهو يقين يشمل حتى رئيس الوزراء السيد السوداني الذي غابت في شهوره الستة منجزات نوعية حوّلت واقع خدمي من حال الى حال !!
ولو اخذنا هذا الزمن النصف سنوي طولا وعرضا وجمعا للكابينة كلها فاننا سنجد انفسنا امام مجموعة اسئلة :
– ماهو المنجز الحقيقي لحكومة الستة اشهر على مستويات الحياة كافة ؟
– هل تراجعت مستويات العيش تحت خط الفقر؟
– هل تقدمنا خطوات انجازية على مستوى ازمة الكهرباء ؟
– مامستوى التطور الذي حصل في مدارسنا ؟
– ما هي خطوات تصفية العشوائيات بحلول ناجعة ؟
– هل تتم محاربة الفساد بشعار ” ضرب الحيتان ” و ” اليد الحديدية ” ام مازلنا نتسلى بالصغار ؟
– هل افتتاح مستشفى للمرة الثالثة على يد ثلاث رؤساء وزراء يعتبر منجزاً ؟
– ماهي القوانين النوعية التي انجزتها الحكومة وارسلتها للبرلمان كي يشرعها ؟
– هل شهدنا خطوات لحصر السلاح بيد الدولة كي يطمئن المواطن بانه في حماية الحكومة وليس تحت تهديد حملة السلاح؟
اسئلة لاعد لها ولاحصر ، مع اعترافنا بان محاولات خجولة قامت لمعالجة هذا الجانب او ذاك في حياة المواطنين ، وهي اجراءات لم ترق الى مستوى الانجاز باي معيار من المعايير !
سيكون ملفتاً للنظر ان نرى على سبيل المثال ان في مفكرة انجازات احد الوزراء زيارته لوزير آخر لتنسيق العمل ..!!!
الجمهور سوف لن ينخدع بالكلمات ، فالواقع المزري الذي يعيشه هذا الجمهور الذي تفتك به الازمات ، لن يرضى بالخلط المحتمل بين ما هو واجب عليك ان تقوم به وبين انجاز خارج صندوق التصورات يعبّر عن عقلية ابداعية منتجة تحوّل الازمة الى الماضي او تضع مشروعا واقعيا ممكن التطبيق لهذا التحول الذي نفتقده حتى الآن !!
غالباً مايحاججنا الابناء باننا انجبناهم وان علينا ان نتحمل مسؤولية هذا الانجاب ، والمسؤولية الحقيقية ليس في المأكل والمشرب وانما سيكون المنجز في توفي حياة كريمة لهم حاضرا وتأمين مستقبلهم وفق مايشتهون ويرغبون !!