20 مايو، 2024 1:12 ص
Search
Close this search box.

المنبر .. صوت الأعلام العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد سقوط تمثال الطاغية قبل عشرة اعوام من الان , بدئت صفحة جديدة من  المحاولات الدؤوبة  لخلق اعلام عراقي حقيقي حر وشفاف لكونه  قد تأخر كثيرا عن اقرانه في الدول العربية حينها نتيجة لأنشغال النظام الصدامي بلحروب والنزوات العسكرية التي دمرت معالم الحياة العراقية ونفت معظم انشطة القطاعات الحيوية العاملة فيه ومنها الاعلام  , هذه الصفحة اعلنت عن نهاية حقبة من اعلام التوجيه السياسي الذي كان يحتل جميع الدوائر والمؤسسات العراقية , واخيرا انتهت تلك المجازر الاعلامية وبدء عصر جديد للاعلام  في العراق فاليوم تنتشر وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة في عراقنا الحبيب بكثافة وبصورة جميلة ليعلم الجميع ان السلطة الرابعة حاضرة وبقوة اليوم في عراق بغض النظر عمايجري من تضيق على البعض من وسائل الاعلام في السنوات القليلة الماضية !!! ولكن المهم في النهاية ان صوت الصحفي اصبح مسموعا ولايستطيع احدا اسكاته فهو صوت الحق صوت المواطن العراقي البسيط صوت معاناته وعوزه وفقره …هذا الصوت الذي اختفى ايام النظام البائد فلأخير كان لايؤمن برسالة الصحافة والاعلام مطلقا لانه  لايملك ميزانا للرأي والرأي الاخر , ان اطلاق الصحفي لكلمته في تلك الفترة كانت مخاطرة حقيقية بلنفس !  لابل هي اكثر من ذلك  !! فكانت عاقبة اظهار الحقائق الى الرأي العام تصل الى اقتلاع اسرة الصحفي من جذورها وهذه حقيقة لايمكن نكرانها او تناسيها , قبل مدة استلمت هدية من موسوعة “المنبر” وهي عبارة عن مجلد انيق وضخم يحتوي على اصدارات جريدة اسمها “المنبر” وهي جريدة خاصة بلمعارضة العراقية  كانت تصدر من لندن ايام حكم نظام صدام البائد تعبيرا عن الصوت العراقي الرافض لقسوة وجبروت ذلك النظام والمجلد بواقع اربع وثمانين اصدارا للفترة من عام 1995 ولغاية 2002 , ترأس مجلس ادارة  وتحرير جريدة المنبر حجة الاسلام العلامة السيد حسين محمد هادي الصدر “دام ظله” وهو واحد من اهم رجال الدين والسياسة في العراق الذين يعيشون الى يومنا هذا في مدينة الكاظمية المقدسة ببغداد , وفي محض قرائتي لتلك الموسوعة شاهدت صورا عديدة للاعلام العراقي الحر  ” المستقل ” واقول المستقل كون هذه الكلمة لايمكن ايجادها في قاموس السياسين العراقيين بهذه الايام الا ماندر , مؤتمرات ومهرجانات ومبادرات واعمدة ومقالات وتحقيقات احتوتها المنبر فكانت بمثابة لسان عراقي غيور ينقل مايعانيه المواطن العراقي من جوع وفقر وبؤس في تلك الفترة المظلمة , اني ارى اليوم مؤسسات اعلامية عديدة تتحاكى عن معاناة المواطن العراقي في ايامنا هذه وهي كثيرة ومنوعة من شاشات واذاعات وصحف ومجلات ..ولكن المنبر كان تتحدث عن معاناة العراقي ايام الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق فكانت صوت العراقيين في الخارج الذين اظطروا الى ترك ديارهم بدون وجه حق فصودرت اموالهم وبيوتهم وصفيت عوائلهم على يد من لايرحم , ان من شهادات العصر الذي احتوتها المنبر كانت لابرز الشخصيات العراقية فسطروا اقلامهم في صفحات المنبر لتكون شاهد عيان خالدا على نضالهم وليقطعوا مضمار التساوي مع غيرهم ممن لبسوا ثياب التبديل او من كان ينتظر الفرصة ليعلن نفسه مناضلا او متضررا  على حساب الاخرين ممن ضحوا من اجل تراب العراق , ان هذه الموسوعة ان دلت على شيئ فانها تنير لنا ضوء الاعلام الحقيقي صاحب الصوت العراقي الذي لم يركع ولم يطبل ولم يتنازل عن قضيته العامة لنصرة اهل العراق ليقول كلمته ضد الظلم والاستبداد ونحن كاعلاميين لابد ان نهتدي بلمنبر نموذجا للاعلام العراقي وان يظل صوت الحق في بلدنا العراق حاضرا معنا في جميع الميادين لنحافظ على اعلام العراق وسلطته الرابعة من ان تنحني امام موجات العنف في البلاد وان نعود الى عصر تكميم الافواه وان تكون اقلامنا امينة على رسم خارطة طريق مزينة بأشجار الحق والسلام  لنصل الى تحقيق الامجاد بجميع الميادين لنا ولاجيالنا القادمة ولنكون رجال اصلاح وبناء واعمار وليس بمثابة مرأة تعكس توجهات ذلك الحزب او الفئة او الشخص ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب