23 ديسمبر، 2024 1:33 م

المناهج الصديقة

المناهج الصديقة

يشتكي الكثير من الطلاب والكوادر التدريسية من صعوبة المناهج . وفي الحقيقة ليست صعوبة المناهج بل الضعف الشديد في صياغة المناهج لتتلائم مع المناخ النفسي والتربوي الذي يعيشه الطلاب . ومن موقع المتابعة والعلاقة اللصيقة بالمناهج أستطيع أن أقول بان معظم مفردات المناهج غير صديقة للطالب . ألمنهج الصديق هو المنهج الذي يستطيع الطالب ان يفهم منه ولو اطار عام للموضوع قبل ان يشرحه الكادر التدريسي وهذا ما تفتقر له المناهج الحالية لوزارة التربية . فالمناهج لكي تتلائم مع نفسية وعقلية الطالب يجب أن تصاغ وتكتب بطريقة بسيطة سلسة قريبة الى قلب الطالب قبل ان تكون قريبة الى عقله . فمن صفات الكتاب ذي الصياغة الجيدة هو ان يجذب الطالب الى الاستعانة به والتعلق به وهو شيء اساسي في العملية التربوية .
المناهج الحالية غير مؤثرة في الوصول الى قلب الطالب ولا عقله , ففيها الكثير من السرد غير المبرر والاستطراد المربك الذي في غير محله وبذلك يكون منفرا للطالب وهذا واحد من اسباب ترك الدراسة . المناهج يجب ان تكتب بما قل ودل ولا يمل وتصاغ كلماتها كما يصوغ الصائغ الماهر قطعة ذهبية . هنا يبرز عاملا الموهبة والمهنية في تأليف المناهج , الموهبة في ايصال المعلومة بطريقة مؤثرة الى المتلقي ( الطالب ) والمهنية في اعداد المنهج فنيا طباعة واخراجا . في سياق الموهبة يمكن القول انه لا يمكن لاي شخص ان يكون مؤلفا موهوبا مهما كانت درجته العلمية الا اذا توفرت فيه مهارات الاقناع العلمي وعرض المواد بموضوعية وخطوات تتابعية مشوقة وفي سياق المهنية فالكتب المدرسية ذات طباعة متواضعة والالوان باهتة واخراج الصفحات في افضل احواله بائس, وهناك الكثير من الزحف في الالوان وخصوصا في الكتب العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء , ناهيك عن قلة الامثلة والاسئلة . الملاحظات كثيرة بحيث يصعب جمعها في مقال قصير وتتطلب جهدا لكل كتاب وبعدد المراحل . هنا يمكننا الاقتراح بالاستعانة بكفاءات من الكوادر التدريسية ممن تزيد نسبة النجاح لديهم في الامتحانات الوزارية 90% واكثر في تاليف الكتب وبالتنسيق مع اساتذة الجامعات من ذوي الخبرة والكفاءة لضمان مناهج ترقى الى مستوى الدولة وتعكس واقعنا العلمي ولكي تكون المناهج الاساس الصلد للدراسة في الجامعات كل في اختصاصه . ملاحظة واحدة اسوق هنا ارجو من اللجنة المشرفة عن كتب اللغة الانكليزية ان تخبرنا عن فائدة حشر هذا الكم من الاعلانات الدعائية وخصوصا الدعاية لاغلفة التلفونات واحذية المشي ………. ملاحظة لا اكثر.