18 أبريل، 2024 9:38 م
Search
Close this search box.

المناهج الدراسية، وحفاظات الاطفال!

Facebook
Twitter
LinkedIn

شارفت السنة الدراسية الحالية 2017-2016 على الانتهاء، وسيدخل الطلبة العراقيون واساتذتهم مرحلة العطلة الصيفية، والتي سوف يستعدون ويتهيئون فيها الى العام الدراسي القادم، وبحلول العام القادم ومنذ بدايته، سوف تشرع الحكومة العراقية، بأقامة ورش التدريب والتأهيل، والدروس التنموية، لتقويم الكوادر التدريسية، وتدريبهم على المناهج وغيرها.

منهج اللغة الانكليزية، والذي استبدل في العراق بعد سقوط النظام المقبور، ليلج الى عدة تغييرات، تطالها وربما وصل بعضها الى سنة بعد سنة،
اخر ما تم استبداله العام الماضي من منهج Iraq opportunities، للمرحلة الرابعة بعد ان تم تغيير المنهج في المراحل الاولى، الى منهج English for Iraq، والذي سيتم تغييره تباعا السنة القادمة للصف الخامس والسادس؛ الابتدائي، الغريب بالامر ان وزارة التربية تقوم بتغيير المناهج في بداية الدوام!

كل منهج يتم استبداله، يحتاج الى دروس ودورات تدريبية للمنهج الجديد، وهي ما تشرع به الحكومة العراقية، مع بداية كل عام، لتأخذ من وقت الطلبة، كما انها تتأخر في توزيع المناهج، حتى باتت تباع في الاسواق قبل ان يصل الى فروع التربية، ومديرياتها! وربما تصل امتحانات نصف السنة والمناهج لم يراها التلميذ بعد! وما اكثر تبديلها “حتى باتت تشابه مايرتديه الطفل- من حفاظات-”

صعوبة المنهج الجديد وعدم تناسبه مع امكانيات الوزارة، والمدراس والواقع الاجتماعي؛ الذي يعيشه البلد، والذي ربما غابت وزارة التربية عن الكثير منه، هل اخذت بنظر الاعتبار غالبية المجتمع العراقي الذي يقع دون مستوى خط الفقر؟ خصوصا في المناطق الجنوبية؟ وهل تنبهت الوزارة الى ان كثير من المدارس الريفية، هي عبارة عن “غرف طين” لا يمكن ان يروض بها حتى الحيوان! فكيف بأنسان في بداية طفولته وهو يحتاج الى التوجيه والاهتمام بقابلياته وطاقته وميوله! وهل تنبهت الوزارة الى الامكانيات المطلوبة لتطبيق المنهج الجديد لتطبيقه بصورته المثلى؟ فكيف بمدارس لا يوجد فيها ابواب او شبابيك، بل ان الدوام يعطل في الايام الممطرة لصعوبة الوصول الى تلك الاماكن!

اذا اردت ان تقضي على امة ما، ما عليك الا ان تنهشها في اعرافها وتقاليدها، وتمحق عنها اخلاقها وتجعلها في غياهب الجهالة، وتخسرها دينها ودنياها فما ان تلج الى هذا المعترك ستصبح اداة بين يديك تسوقها كيفما شأت، وكل هذا يتم ان قضيت على التعليم، ورفعت من مستوى الجهل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب