14 نوفمبر، 2024 6:54 ص
Search
Close this search box.

المنافسات الرياضية والإساءة إلى المعتقدات الدينية

المنافسات الرياضية والإساءة إلى المعتقدات الدينية

ثار حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الجارية الآن في باريس كثيراً من الإنتقادات اللاذعة والإستغراب في أوساط الرأي العام الفرنسي والعالمي .
وفي شريط فيديو لخّص قسّ فرنسي هذه الإنتقادات التي لم تقتصر على الجانب الديني بل تعدّته إلى جوانب ثقافية وحتى سياسية ، وبدأها بالإشارة إلى تشويه لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو داڤنشي بإضافة ماسمّاه ( إيحاءات مثلية ) وتساءل باستغراب عن الهدف من إبدال تلامذة السيد المسيح في اللوحة برجال يرتدون ملابس نسائية ! ،وعلّق بالقول إن العلمانية Laïcité هي طابع الدولة والمجتمع في فرنسا ، لكن العلمانية توجب احترام الأديان، مضيفاً أن الأمر لم يقتصر على هذا إذْ أنّ جزءً من مسيرة الشعلة الأولمبية في الطريق إلى ملعب الإفتتاح لتضاء هناك تضمّن حملها في مركب سار في نهر السين ، وهذه – كما قال – إشارة لما سمّاه ( طريق الشيطان )، كما أن ظهور (الفارس الأبيض) ضمن مجموعة فرسان إشارة إلى السيد المسيح ،وأن هذا استهزاء بالمسيحية ، فضلاً عن تجسيد ( الثور الذهبي ) الذي ورد ذكره في الكتب المقدسة
في تعبير عن عبادة الصنم من قبل بعض الأقوام ؛ وتساءل عن علاقة هذا بالألعاب الأولمبية .
وفيما يتعلق بالتعبير عن الثورة الفرنسية في الحفل ورفع مبادئها الثلاثة : الحرية Libertie ، المساواة Egalitie ، الأخوّة Fraternitie إنتقد حذف المبدأ الأخير ( الأخوّة ) وإحلال مفردة غريبة محله هي Sonorité  التي تعني ( النسويّة )، كما انتقد إظهار لوحة مفزعة للملكة ماري انطوانيت مقطوعة الرأس في إشارة إلى إعدامها من قبل الثوار بالمقصلة في ميدان الكونكورد بباريس ، مكرّراً التساؤل عن علاقة ذلك بالألعاب الأولمبية ، إلى جانب مشاهد خادشة لحياء الأطفال بخلاف ما تقوم به دور السينما عند عرض ما يحذر من مشاهدة الأطفال له، إذ تمنع دخول الأطفال في هذه الحالة .
وكان للسياسة حضور في هذا الإنتقاد، إذ عبّر أنصار اليمين الفرنسي عن رفضهم لما انطوى عليه الحفل بالقول إنه محاكاة ساخرة قامت بها أقلية يسارية .
وإذْ تعدت الإنتقادات حدود فرنسا فإن أبرز الإنتقادات الأجنبية جاء من اليونان باعتبارها تاريخيّاً مهد الألعاب الأولمبية، وذلك بوصف الحفل بأنه إساءة إلى مفهوم المسابقات الأولمبية وأهدافها .
إنّ ما تخلّل أولمبياد يذكّر بما شهدته بطولة عالمية أخرى هي بطولة كأس العالم لكرة القدم الأخيرة التي جرت قبل أقل من عامين في الدوحة حين روّج بعض المشاركين للمثلية ،وكان من صور ذلك حمل طائرة الفريق الألماني شعار المثليين ، الأمر الذي دفع السلطات القطرية إلى منع هبوطها في مطار الدوحة ؛ ومن صور الترويج للمثلية تضمين المناهج الدراسية في بعض الدول ما يزرع في أذهان الصغار أن هذه المثلية جزء من الحرية الشخصية التي يبيحها القانون ، وفي ذلك ما فيه من مخاطر على الآداب العامة والسلوك الإجتماعي .

أحدث المقالات