23 ديسمبر، 2024 7:42 م

“المناغشة” الأمنيّة, لما بعد “الدكتاتوريّة” .. ـ 2

“المناغشة” الأمنيّة, لما بعد “الدكتاتوريّة” .. ـ 2

يستدعى “المشكوك فيه” إلى دوائر “المناغشة الأمنيّة للمواطنة” ..وبسبب “تحضّر” البلد ضمن محيط “بلدان التحضّر” ,يُعامل “المواطن” معاملة الندّ للندّ ,وكأنّه هو من استدعى الجهات الأمنيّة للاجتماع بهم لا هي من “استدعته في هذه الغرفة غرفة “التطبّع الأمني” الأنيقة المليئة جدرانها وطاولاتها ورفوفها وأرضيّتها بعناصر ورموز التعامل الإنساني الرقيق رقّة مواضيع التحفيز لمختلف الغرائز المشروعة ..بعدها ,وبعد الدلال الّذي يحظى به المشار إليه يبزّ به عيون جميع المنظّمات الإنسانيّة والحقوقيّة العالميّة المتحضّرة ويدحرها في عقر دارها ,وبعد “عدم القناعة بمعلومته الّتي أدلى بها” ,”يُضغط” عليه قليلا بأن يُستدعى “للإفطار أو للعشاء” بعد استرخائه طويلًا في غرفة “المَلكيّة العامّة” تحمل جدرانها وطاولاتها ورفوفها رسوم وعبارات بمواضيع دافئة وبتشكيلات لأشهر وارثي مصمّمات الباو هاوس والجشتالت مشحونة ب”حبّ الوطن” جبال الوطن سهوله أنهاره بحيراته ثرواته ميراثه موروثاته رموزه الدينيّة والوطنيّة “المتّفق عليها” ..بعدها ,وبعد فشل “بانوراما التبادل المعلوماتي” بين المواطن وبين “خادم المواطن” يُنتقل به إلى “غرفة النصيحة المُلِذّة” ذات البنيّة الذوقيّة “القديمة” ,يبدأ “ريق” الدولة الفائقة التحضّر يفقد جزء من نداوته وتضيق أروقة ممرّاته مع ثبات المواطن المتحضّر على “حقّه” بخصوصيّته”.. ومن غرفة لأخرى “رفقًا به عبر التدرّج لاستيعاب ما ينتظره إن أصرّ” وإلى أن ينتهي به المآل إلى “غرفة الصراخ” مع بدأ انتزاع المعلومة بعد أن يكون قد استعدّ لها وفق نظريّة “من زهرة إلى أخرى على جناح فراشة” ..خدمةً “للصالح العام..”

الدكتاتوريّة ,”جابته من الآخر” .. نفّذت سيّاراتها الثلاثينيّة,  المجرقعة, أوامرها  وبكلّ ما يجبر “المتّهم” على “الاعتراف” وهو في الطريق لم يصل “غرفة التعذيب” بعد ..فحفظت للدولة أموالها من التبديد على “مقاولات” تجهيز “الغرف” وتجهيز الأطعمة فائقة الجودة ووفّرت الأموال الطائلة في مسابقات “أفضل اللوحات الفنّيّة التشكيليّة ذات التأثير النفسي الإيجابي” ووفّرت تجهيزات بعثات التخصّص من دكتوراه فما فوق “بعلم النفس” ووفّرت ملايين العملات الصعبة من الّتي تصرف على أرتال من الإداريّون ومساعدوهم ومساعدو مساعديهم مع ملفّات مسلسل إيفادهم ورحلاتهم ودورات تقوية وتجديد “معلوماتهم”.. ومن دون فساد يُذكر..