23 ديسمبر، 2024 1:19 ص

المناسبات الوطنية (و مناسبات ثلاث)

المناسبات الوطنية (و مناسبات ثلاث)

في حديثنا مع الاعلامية الشابة نغم الخطيب كان الكلام حول تشابك المعطين الثقافي والسياسي وفي نموذج إعلان قيام دولة فلسطين (إعلان الاستقلال).
قلت بالبرنامج أن الاعلان (إعلان قيام دولة فلسطين) كنموذج يتضمن 5 معطيات أو أبعاد هامة هي البعد التاريخي، والبعد الثقافي، والبعد الفني، وذاك السياسي، وبذلك يصبح الاعلان ذو نكهة بالشكل واللون والرائحة التي تتداخل مع النص فيصبح بهيًّا قابلًا للخلود، أو إعادة الاستذكار عبر الأجيال.
دعوني أضرب مثالًا بثلاث مناسبات وطنية رفعت القضية الفلسطينية الى العالم وبالطبع عبر آلاف التضحيات (كما أشرت بلقائي مع فضائية عودة)
المناسبة الأولى تمثلت بخطاب الرئيس أبوعمار في الامم المتحدة عام 1974 م، والثانية تتمثل باعلان الاستقلال عام 1988 ثم كانت الثالثة في اعلان او قبول دولة فلسطين عضوا مراقبًا في الامم المتحدة بجهود الرئيس أبومازن عام 2012م وفي كل الفضاءات الثلاثة كان للثقافة دورًا مميزا.
لقد تشابك المعطى السياسي بوضوح مع ذاك الثقافي في المناسبات الوطنية عامة ومنها في النماذج الثلاثة أعلاه حيث كانت بصمات السياسيين على الخطابات واضحة فلقد وقع تدخل العديد من السياسيين والمفكرين في الصياغات أمثال د.نبيل شعث وأحمد عبدالرحمن وغيرهم وكان في خطاب الامم المتحدة وخطاب اعلان قيام دولة فلسطين (إعلان الاستقلال) بصمات واضحة للشاعر الكبير محمود درويش.
إن الثقافة تضفي النكهة واللون والرائحة التي تدخل الى النفس فتجعل من النتاج المقدم قابلًا للهضم والاحتضان، كما تعطي معنى سلسًا قادرًا على أن يخترق حواجز المفردات الصعبة سواء العلمية او الفكرية أو السياسية فيطرّيها ويقربها للقاريء
كما تفعل الرواية او القصة حين تجمِل التاريخ بأسلوبها الثري الطري الجميل فتقدمه براقًا يدخل للنفس على غير ما تفعل حصّة التاريخ على سبيل المثال إننا نرى الجفاف مقابل الطراوة والألوان مقابل اللونين والنفاذ مقابل السدود وعليه فلا مناص من التشابك بين المعطيات.
(الحلقة الثانية من مادة المناسبات الوطنية بين الثقافة والسياسة)