23 ديسمبر، 2024 6:57 ص

المناخ السياسي والتغير الجيلي!

المناخ السياسي والتغير الجيلي!

تدور الارض بحركتها السنوية حول الشمس، مرورا بالبروج المكونة للمجموعة الشمسية، وتنتج عن هذه الحركة الفصول الاربعة، يتميز فصلا الصيف والشتاء بشفافية المناخ، يتدرج الصيف في حرارته حتى يصل اقصى درجات الحرارة، ثم تبدء بالانخفاض تدريجيا ممهدة الطريق لقدوم فصل الشتاء، ان نقطة التحول بين فصل الشتاء والصيف هي فصلي الخريف والربيع، فهما ما لا يستطيع الانسان التكهن بمناخهما فيتذبذب بين درجات حرارة مختلفة.

 

ان حال العملية السياسية داخل العراق اشبة بالفصول الاربعة، فالمناخ السياسي في تغير مستمر، يقف اغلب افراد الشعب موقف المتفرج من هذه التغيرات، فبين تصريحات الحزب الكردستاني لتمرير قانون الاستفتاء للاستقلال، واعلان الكرد دولة مستقلة، وبين عمل لجنة النزاهه التي تصاعد حراكها في الاوانه الاخيرة، والتي اخذت على عاتقها اظهار ملفات فساد، وقضايا متعلقة باختلاس المال العام، قد يتسال البعض عن سر الحركة والانتفاضة السريعة، للعمل هذه المنظومة، واين كانت تقف خلال السنوات التي خلت؟

 

ان الفرد العراقي في عام 2003، يختلف جذرا عن عام 2017، حيث باتت اغلب اهداف والمبتغيات واضحة للعيان، فلم تعد الحيل والتلون في التصرفات، تنطلي على عقلية الشعب العراقي، ان مآسي دورات البرلمان السابقة، لازال طعهما عالقا في الاذهان، فسقوط الموصل قبل 3 سنوات خير دليل، على ما هو ملموس من العملية السياسية السابقة، والتي بات اثرها واضح الى حين الساعة، فماكنة الموت مانفكت تطحن شباب الوطن، وشيوخه دون استثناء، ممن لبوا نداء المرجعية في فتوى الجهاد، التي اطلقها السيد “السستاني”.

 

ان النمط السياسي العراقي منذ سقوط النظام السابق، غالبا ما كان يبنى على اساس الطائفية، والتحزب الديني، فمن منطلق “انصر اخاك ظالما او مظلوما” تجرع الشعب العراقي مرارة التشقف والانشقاق، والحرب الاهلية والطائفية، على حد سواء ناهيك عن التدخلات الخارجية من بعض الدول.

 

ان الاعلان عن ” تيار الحكمة الوطني ” بمبادئ، وتطلعات مختلفة جذريا، علما هو عليه من سابقته، في العمليات السياسية، كان محط التهم والتسقيط من الاطراف المتنازع على كرسي الحكم، فدُفعت الاموال، وسير القضاء في العديد من القضايا، التي راح ضحيتها شخوص سياسية، عملت جاهدة على خدمة المواطن، ممن هم من اتباع الخط الحكيمي.

لم تكن رد فعل قائد تيار الحكمة السيد “عمار الحكيم”، قصري في صدد عمل النزاهة، فقد اعلن ان ابناء هذا التيار هم اشخاص مترفعين عن ثوب الفساد،

وان على القانون ان ياخذ مجراه في متعلقات الفساد، ومن اثبت براءته فالتيار فاتح ذراعية للجميع الافراد، السياسية الداعية للاصلاح، بجميع الطوائف فتيار الحكمة تيار وطني، مستقل لا يساري ولا يميني، ولا علماني.

 

يعيش الشارع الشيعي سخطا من اغلب الشخصيات السياسية، التي قادة البلد في الفترة الماضية،حيث بات غالبية الشعب والذي تتراوح نسبة 70%، ممن هم دون سن 35 سنة رافضين بذلك الافكار، المتقوقعة والمتجذرة داخل الفكر السياسي، فدعواهم للاصلاح والعدالة والمساواة، وتوفير درجات وظيفية والعمل، على اعادة تاهيل البنية التحية، والخفض من مستوى خط الفقر، جعل الحاجة ملحة لظهور عصر التغير،لان التمسك بالشعارات السياسية القديمة، في اسقاط الدكتاتورية، هي شعارات اكل الدهر عليها وشرب في نظر هذه الطبقة، كما يعيش الشارع السني مثله مثل الشارع الشيعي، فقد عزى اغلب ابناء هذا المذهب ان سقوط الموصل، والمحافظات المجاروة لها، كان سببه التعامل السيء للقادة التحالف السني، والنوم في سبات عميق بين اسوار المنطقة الخضراء، تاركين ابناء جلدتهم بين المطرقة والسندانة، فبين جرائم داعش المحتلة، وسواعد الحشد الشعبي المحررة، راح ضحيتها الالاف من ابناء المكون السني.

لم تكن الكلمة هي ذاتها بين افراد الشعب الكردي، في قانون الاستفتاء، فبين مؤيد ومعارض، انطلقت حركات جديدة داعية للتجديد، واتخاذ مسالك مختلفة، فنشاة على سبيل الذكر حركة “التغير”، و في ظل هذه التطورات، كان لابد من ظهور مخرجا، وتولد مسار صحيح، يجمع بين هذه المكونات، ويلبي رغباتهم الداعية لحياة كريمة يسودها الامن والامان، ان تشكيل “تيار الحكمة” تيارا وطنيا، وليس حزبا مناط بالاعمال التي يميلها عليه الحزب، هو لكي يكون منفتح على جميع طوائف العشب العراقي دون استتثناء.

وطنٌ ولكنْ للغريبِ وأمةٌ

ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ

لابد لنا من وقفة صريحة وواضحة، في الاصلاح من واقع وطننا العراق، فكلمة ( انه شعليه ) كانت كلمة الفصل في خراب هذا البلد، فاصبح مرتعا للقاسي والداني، ومما لايخفى عليك عزيزي القارئ، انها سبب سوء الاحوال الجوية في المناخ السياسي، في سابق الايام وقادمها .