الديمقراطية في العراق بعد سقوط نظام صدام الظالم الدكتاتوري ولدت ميته بعملية قيصرية فاشلة وجاء الجنينُ مشوها ضعيفا هزيلا لأنه ولد بمستشفى غير عراقي وبأيادي خارجية لم يكن يوما همها مصلحة العراق وشعبه الذي عانى الامرَين فمن نظام ظالم الى أظلم وابشع وأطغى كثيرا ما تردد على ألسنة السياسيين الجدد وحكام ما بعد ( 2003 ) مفردات تبعث في حروفها الامل وتُشعر سامعها بالطمأنينة ومستقبل مشرق يستطيع ان يرسمه بصوته كالديمقراطية وحرية التعبير والمعتقد والفكر وغيرها من حقوق الانسان التي كفلتها الاديان جميعا والاخلاق والاعراف والتقاليد الانسانية فالعملية الانتخابية التى هي من أسس الديمقراطية تتيح لي ولغيري باختيار من يمثله ويدافع ويطالب بحقوقه ويأتمنه على ماله وعرضه وخيراته ووطنه .
في العراق الامر أختلف عن باقي البلدان التي تعيش هذه الديمقراطية وممارساتها كالعملية الانتخابية التي أسست ومن البداية على قوانين ظالمة مجحفة فبدايتها كانت بقوائم مغلقة مظلمة شديدةُ العتمة الناخب يختار قائمة بكاملها بغض النظر عن نزاهة وكفاءة واخلاص ما تحتويه من الاسماء وكان أغلبُ الناخبين لا يعرفون اسماء من في هذه القوائم او توجهاتهم او برامجهم الانتخابية والمستقبلية وحتى أشكالهم الا ما يُعرض منها بالفضائيات فكانت الانتخابات على أُسس طائفية بحته قائمة شيعية ومقابلها سنية واخرى كردية مما أدى الى نشأة الطائفية التي لم يكن يعرفها العراق وشعبه
في الدورة الانتخابية الثانية أجرى المشرعون تعديلات على قانون الانتخابات فجاءت النتيجة كذلك لصالح الاحزاب المتسلطة والكتل الحاكمة أصبحت القوائم نصف مغلقة الناخبُ يختار مرشحا من القائمة أضافة الى القائمة نفسها وأما القانون الانتخابي أشترط لفوز اي قائمة او كيان مستقل أن يتجاوز القاسم الانتخابي المشترك أضافة لقانون المقاعد التعويضية للقوائم الفائزة التي اجتازت القاسم الانتخابي وهذه المقاعد التعويضية ليس للأكثر اصواتا فالأكثر بل رئيس القائمة من حقه ان يختار حسب ذوقه الخاص وبالنتيجة من يحصل مثلا على ( 25000) صوت لا يفوز ومن بعض من حصل على ( 150) صوت تربع على كرسي في البرلمان وهذا بسبب قانون الانتخابات الدكتاتوري ولذلك ان الذين عبروا القاسم الانتخابي من البرلمانيين الحاليين عددهم ( 16 ) نائب والباقين صعدوا بأصواتهم وحسب المقاعد التعويضية وهناك اكثر من ( 300) مرشح شارك في الانتخابات السابقة حصل على اصوات اكثر مما حصل عليها ( 309 ) نائب برلماني حالي فأي قانون انتخابي ظالم هذا وأي ممارسة ديمقراطية يتبجح بها ساسة العراق والكثير من الدول التي شادت بالعملية الانتخابية فمن يحصل على ( 150) صوت يحجز مقعدا في البرلمان وغيره حصل على ( 25000) واكثر لم يفلح بالصعود بسبب القانون الذي نظم هذه الممارسة كما يسمونها ديمقراطية ؟!
فهل يوجد حقا ديمقراطية في العراق ؟!
وهل ان قانون الانتخابات والمفوضية التي تشكلت حديثا وبمحاصصات حزبية تحقق العدالة وتعطي كل ذي حق حقه ؟!
وهل توجد مفوضيات بالعالم تنظم بهكذا قانون دكتاتوري ظالم ام ان العراق انفرد بها ؟
أضافة لكل هذا ان اصوات من انتخبوا قوائم واشخاص لم تفز بالانتخابات بسبب القانون الانتخابي الذي يخدم الاحزاب المتنفذة تذهبُ الى قوائم واشخاص أخرين لعل بعضهم حصل على ( 100 او 200 او 300 ) صوتا ويصبحون نوابا للشعب ؟! .