19 ديسمبر، 2024 4:23 ص

المليارات العراقية المختفية

المليارات العراقية المختفية

موضوع إختفاء 10 مليارات دولار أخرى من أموال الشعب العراقي الذي قفز الى الواجهة في غمرة المساعي التي يبذلها حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي ضد الفساد في العراق، يثبت مرة أخرى بإن الفساد في العراق بعد الاحتلال الامريکي للعراق هو واحد من الظاهرات الخطيرة التي صار لها جذور متصلة في الواقع العراقي و إن القضاء عليها يستوجب ليس الکثير من العمل وانما نهجا و عزما و إرادة وطنية راسخة مدعومة شعبيا من أجل إستئصالها.

موضوع الفساد الذي إستشرى في العراق و تفشى بصورة إستثنائية خلال عهد نوري المالکي، رئيس الوزراء السابق، حيث شهد عهده إختفاء قرابة 300 مليار دولار، وشهد حالات فساد غريبة و فريدة من نوعها على مستوى العالم کله، إذ على سبيل المثال لا الحصر، کانت هنالك المئات من المشاريع المنفذة على الورق فقط لکن لاوجود لها على أرض الواقع!

إقتران الفساد بعهد المالکي، له أکثر من سبب و دافع، لکن يبقى السبب و الدافع الاکبر و الاقوى وراءه هو تبعية المالکي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي هو بالاساس يشکل منبع و بٶرة للفساد وإن قضايا الفساد في هذه الجمهورية التي تتمشدق ليل نهار بإسم الاسلام، صارت تزکم الانوف وحتى إن البعض منها يدعو لسخرية بالغة نظير إستثمار 700 مليار دولار في الصين في وقت هناك بطالة واسعة في إيران و نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر قد تجاوز 70% الى جانب إن هناك 15 مليونا آخرين يعانون من المجاعة، هذا ناهيك عن إختفاء مبالغ خيالية على يد قادة و مسٶولي النظام، وقطعا إن العراق الذي صار في عهد المالکي أشبه مايکون بمحافظة إيرانية، کان لابد من أن يتشبع بالفساد الذي يطغي على کل شئ في إيران.

القضاء على الفساد بمختلف أنواعه في العراق، يرتبط و بصورة مباشرة بالنفوذ الايراني وإن بقاء و إستمرار هذا النفوذ الذي هو أشبه مايکون بالسرطان، فإنه يعني بقاء أورام الفساد و إستحالة القضاء عليها، خصوصا وإن النفوذ الايراني يشهد قفزات نوعية نظير تواجد مباشر للحرس الثوري في داخل العراق بالاضافة الى وجود الميليشيات الشيعية المسلحة المرتبطة معظمها بالحرس الثوري الايراني، وإن الامر کما يبدو صعبا و معقدا لکنه ليس مستحيلا و الذي يمنح الامل هو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية متداع و متآکل و متهرئ من الداخل ويعاني من مئات المشاکل و الازمات المستعصية المختلفة ولذلك فإن وجود عزم و حزم و إرادة راسخة في مواجهته کفيل بأن يضع حدا لهذا النفوذ و ينهيه و بذلك تبدأ الشمس تشرق من جديد على العراق. [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات