18 ديسمبر، 2024 10:07 م

الملك عبدالله رجل التحديات الكبرى

الملك عبدالله رجل التحديات الكبرى

تواصل الولايات المتحدة جهودها السياسية، وتقديم حزمة إغراءات إقتصادية لتمرير صفقة القرن لتسوية القضية الفلسطينية، وعقدت أولى مؤتمراتها في العاصمة البحرينية المنامة، غير إن رفضا من قبل الإدارة الفلسطينية، والقوى الفاعلة في العالم العربي أضعف ورشة البحرين وأفشلها، وهو ماإنعكس على أجندة الأمريكيين وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر الذي جال على عواصم عدة بهدف حشد الدعم الذي يريد من خلاله كسب المزيد من المنافع للمفاوض الإسرائيلي، ومنح الفلسطينيين والعرب بعض الحوافز التي يراها العرب نوعا من التعمية والإغراءات المغموسة بالتهديد والوعيد خاصة مع نشر الفوضى في أكثر من بلد عربي وإحتلال بعضها، وتدمير عواصمها وجيوشها، وإشغالها بمشاكل داخلية كالعراق وسوريا ومصر، وهي ثلاث دول عربية تمتلك جيوشا منظمة، ولديها عمق حضاري عظيم.

لكن ماذا عن المملكة الأردنية الهاشمية التي تواجه التحديات، بينما يبدو السيد الهاشمي عبدالله بن الحسين كالفارس الحزين، وهو ينظر الى جيوش الظلام تحيط به، وهو يريد المواجهة، وأن يتصدى للباطل، ولايترك له مجالا ليتسيد ويسيطر، ويريد أن يحمي شعبه، ولايتنازل عن الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى ففي النهاية، وهو مايعرفه الجميع إن الصهاينة يريدون حكم الاقصى، وضم الضفة وغزة، وتركيع الشعب الفلسطيني وتهجيره بالكامل سواء الى سيناء، أو الى الضفة الشرقية لنهر الأردن، وأن لايكون في القدس مكان للعرب والمسلمين، وهو ماتريده واشنطن كذلك.

تبدو بعض الدول العربية غير مبالية بمايجري، بل هي مندمجة في الحقيقة مع التطلعات الأمريكية، ومنساقة الى رؤية الرئيس ترامب، وصار إعلاميون وسياسيون ومحللون يؤيدون فكرة التسوية، ويصفون من يقف ضدها بالعميل والباحث عن المشاكل لذلك يريدون تحويل الوجهة عن الحقوق والمطالبة بالأرض والأقصى، الى البحث عن المال والخدمات السياحية وهو مايرفضه الملك عبدالله بن الحسين ويصر على مواجهة ذلك، والبقاء في ساحة التحدي والرفض والثبات على الحق مهما كانت التضحيات وجسامتها لأن الحق والعدل لايستقيم لهما وجود إلا برفض الباطل حتى لو جاء من الأقربين، والذين يقدمون المغريات الزائفة.

الملك الهاشمي يدرك إن المال سيتم إنفاقه، ولكن الأرض والأقصى إن راحا فلن يعودا.