26 نوفمبر، 2024 3:30 م
Search
Close this search box.

الملف النووي الإيراني وتأثيراته على الوضع السياسي في العراق!؟

الملف النووي الإيراني وتأثيراته على الوضع السياسي في العراق!؟

عقب فوز حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الإيرانية، سلطت وكالات الأنباء الأضواء على الدور الذي سيلعبه الرئيس الجديد في الملف النووي الإيراني، إذ كان قد تولى منصب كبير المفاوضين النوويين في إيران في الفترة من 6 / تشرين الأول أكتوبر 2003  حتى  15 / آب أغسطس 2005، وهي الفترة التي شهدت ذروة الاهتمام الدولي البرنامج النووي الإيراني ؛ واعتماد قرارات شديدة اللهجة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
وجاء في تقرير لوكالة رويترز نشر في 2013/06/19 في صحيفة القبس الكويتية أنه ومنذ سنوات قبل أن ينتخب رئيساً لإيران بشهر، كان حسن روحاني يقر إخفاء البرنامج النووي لبلاده، وقال يوماً أنه حين حصلت باكستان على قنبلة ذرية ، وبدأت البرازيل تخصب اليورانيوم، “بدأ العالم يعمل معهما”. تلك التصريحات تعطي لمحة عن تفكير روحاني القديم، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه معتدل أو محافظ عملي، والذي اعتبرت الولايات المتحدة ودول غربية فوزه المفاجئ في انتخابات الرئاسة، ليخلف الرئيس محمود أحمدي نجاد، ايجابياً.. على الأقل من النظرة الأولى.
وأعلن روحاني بعد فوزه أنه ينوي أن يتواصل بشكل إيجابي مع العالم، ويجري مفاوضات “نشطة أكثر” بشأن البرنامج النووي لبلاده، بعد أن قوبلت النزعة التصادمية لأحمدي نجاد بإخضاع البلاد لعقوبات دولية، وتعريضها لتهديدات عسكرية من إسرائيل والولايات المتحدة.
 عمل روحاني أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي من عام 1989 حتى عام 2005  ، وفي خريف عام 2004 ألقى روحاني خطاباً أمام المجلس الأعلى للثورة الثقافية، بعنوان “التحديات التي تواجه إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي”. في ذلك الخطاب، قال روحاني إن إيران ليست بحاجة إلى أسلحة نووية. وقال روحاني في خطابه: “فيما يتعلق بتصنيع قنبلة نووية.. لم نرد قط التحرك في هذا الاتجاه، ونحن لم نطور بشكل كامل بعد قدراتنا الخاصة بدورة الوقود. وهذه بالمناسبة مشكلتنا الرئيسية”.
لكنه تحدّث عن نوع من سياسة الواقع النووي، لإجبار الغرب على القبول بقدرات التخصيب الإيرانية، كما أشار بشكل إيجابي إلى نجاح باكستان في امتلاك أسلحة نووية. وقال روحاني: “إذا جاء اليوم وأكملنا دورة الوقود النووي، ورأى العالم أن ما من خيار آخر أمامه، وأننا نمتلك بالفعل التكنولوجيا، سيتغير الموقف”.
واستطرد: “العالم لم يكن يريد لباكستان أن تمتلك قنبلة ذرية، أو أن تمتلك البرازيل دورة الوقود، لكن باكستان صنعت قنبلتها وامتلكت البرازيل دورة الوقود، وبدأ العالم يعمل معهما. مشكلتنا هي أننا لم نحقق أياً منهما، لكننا نقف على العتبة”.
كما ناقش روحاني قرار إيران إخفاء أنشطتها النووية في أواخر الثمانينات والتسعينات، حين كانت تعتمد على شبكة سرية للحصول على تكنولوجيا التخصيب النووي.
وقال روحاني: “كانت النية الإخفاء.. لم يكن من المفترض أن يحدث هذا في العلن، لكن على أي حال الجواسيس كشفوه. لم نكن نود أن نعلن كل هذا”. لكنه أضاف أنه مع إعادة النظر إلى الوراء، كان من الأفضل عدم إخفاء الأنشطة النووية، وأنه إذا كانت إيران كشفت عنها من البداية “لم نكن لنواجه أي مشكلة الآن، أو أن مشاكلنا كانت ستكون أقل مما هي الآن”.
وتحدّث روحاني ــ الذي انتقد في سنوات لاحقة ميل أحمدي نجاد لتبني سياسة تصادمية في القضية النووية ــ في عام 2004 لمصلحة إستراتيجية هادئة ومحسوبة مع الغرب. وأوصى بقبول تجميد التخصيب الذي طرح خلال المفاوضات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإنهائه في نقطة ما.
ومنذ فوز حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الإيرانية، نقل مسؤولون كبار في إدارة أوباما سلسلة رسائل تهدئة لإسرائيل خلال شهر حزيران (يونيو) 2013، وذلك بشأن المحادثات المتوقع استئنافها في بداية أيلول (سبتمبر) 2013 مع النظام في إيران . فبينما يُظهر الغرب تفاؤلاً مستمداً من أن 51% من الإيرانيين صوتوا للمرشح الذي لم يحظَ بتأييد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الحسيني، فإن نتنياهو يرى في ذلك أنباء غير سارة. فرئيس الوزراء الذي فوجئ من النتائج يرى فيها تهديداً حقيقياً على الضغط الدولي الذي تبلور ضد إيران في السنوات الأخيرة. وكان التقرير الذي نشرته حكومة إسرائيل يعكس ذلك، فبينما رغبت وزارة الخارجية في الانتظار وعدم نشر التعقيب إلا بعد فحص بيانات الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية، طلب نتنياهو إصدار بيان مبكر قدر الإمكان وبصيغة حادة على نحو خاص. وأشار موظف إسرائيلي كبير إلى أن الأجواء في مكتب نتنياهو كانت تقترب في تلك اللحظات من الهستيريا.
 لقد كان الموضوع الإيراني أهم بند في أجندة نتنياهو منذ الأزل وبقوة أكبر في الانتخابات الإيرانية الأخيرة. وكان رد فعل نتنياهو على انتصار روحاني سلبياً؛ فقد كانوا في مكتب رئيس الوزراء يعرفون بأنه في أعقاب انتصار روحاني تعتزم القوى العظمى الشروع في مساعي دبلوماسية متجددة حيال إيران. وأشار موظف إسرائيلي كبير إلى أن نتنياهو ومستشاريه لا يرفضون إمكانية أن يكون جزء من الخطوة فتح قناة محادثات مباشرة بين البيت الأبيض وطهران. عرضت إسرائيل في المحادثات مع الأمريكيين والأوروبيين موقفاً متصلباً وغير متنازل في المفاوضات مع إيران. فرئيس الوزراء نتنياهو يطلب أن يتوقف الإيرانيون تماماً عن كل تخصيب لليورانيوم.
منذ خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة عن الخط الأحمر، خفف من تصريحاته عن إمكانية هجوم إسرائيلي أحادي الجانب في إيران. وأحد أسباب ذلك هو إعطاء فرصة إسرائيلية للعقوبات الدولية بمواصلة التأثير. كان ثمة سبب آخر وهو حالة الطقس الشتوية التي تجعل الهجوم في إيران صعباً، لكن ومع حلول الصيف وتحسن حالة الطقس، عاد نتنياهو إلى خطاب التهديدات المبطنة بالهجوم على إيران.
وعلى الرغم من تصريحات نتنياهو العديدة حول الذراع الطويلة لإسرائيل، فإن الأحاديث مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية في مطلع حزيران (يونيو) تبين أن في واشنطن اليوم لا يوجد تخوف كبير من أن ينطلق نتنياهو في عملية عسكرية دون تنسيق مع الولايات المتحدة. وأفاد مسؤولون أمريكيون إلى أن الاتصالات بين واشنطن وإسرائيل في الموضوع الإيراني توثقت جداً منذ زيارة أوباما لإسرائيل في شهر آذار (مارس) 2013 ، وتقلصت الفجوات بين الطرفين. يفيد المسؤولون الأمريكيون بأن الموضوع يمس الأمن القومي وأنهم يتعاملون مع الأمر بناءاً على الوضع، لكنهم يعتقدون أنه لا تزال هناك نافذة فرص للمفاوضات والحل الدبلوماسي إلى جانب تشديد الضغط الاقتصادي على إيران. في حين يصر الرئيس الأمريكي على أنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي.
في 23/ تشرين الثاني/2013 السبت توصلت القوى الكبرى وإيران في جنيف إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون
وتلت اشتون محاطة بجميع الوزراء الذين شاركوا في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، في مقر الأمم المتحدة في جنيف إعلانا مشتركا يشمل “اتفاقا على خطة عمل”.
وقالت اشتون “توصلنا إلى اتفاق على خطة عمل”، والى جانبها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وبعدها تصافح وزراء خارجية دول مجموعة (5+1 ((الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا) مع ظريف للتهنئة بالاتفاق، دون عرض للتفاصيل.
وأشارت المعلومات إلى أن الاتفاق اعترف بحقوق إيران النووية المدنية في مقابل التزام إيران عدم تخصيب اليورانيوم بقدرة تفوق الخمسة في المائة.
 الرئيس الأميركي باراك اوباما وصف السبت الاتفاق بـ”خطوة أولى مهمة”، مشيرا في الوقت عينه إلى استمرار وجود “صعوبات هائلة” في هذا الملف.
وقال اوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض إن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف “يقفل الطريق الأوضح” أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجددا الدعوة إلى الكونغرس بعدم التصويت على عقوبات جديدة على إيران.
وأكد اوباما من جهته انه “للمرة الأولى خلال ما يقارب العقد، أوقفنا تقدم البرنامج النووي الإيراني، وسيتم إلغاء أجزاء أساسية من البرنامج”.
وتعهد الرئيس الأميركي بأن “عمليات تفتيش جديدة ستعطي إمكانية وصول اكبر إلى التجهيزات النووية الإيرانية ، وستسمح للمجتمع الدولي بالتحقق مما إذا كانت إيران تفي بالتزاماتها”.
 وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر أن الاتفاق بخصوص البرنامج النووي الإيراني  قد يكون مفيدا بالنسبة للتحضيرات من أجل عقد مؤتمر جنيف -2 المتعلق بالأزمة السورية.
 وقال لافروف :” إضافة إلى الايجابيات المتعددة لهذا الاتفاق، فإني آمل أن يعود أيضا بالفائدة على الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية وذلك من خلال انضمام إيران إلينا بالعمل البنّاء من أجل عقد جنيف -2″.
وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر  إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيجعل إسرائيل أكثر أمنا، وذلك بعد الانتقادات التي كررتها الدولة العبرية حيال أي اتفاق مع طهران.
وقال كيري للصحافيين في جنيف إن الاتفاق الشامل سيجعل العالم أكثر أمنا إسرائيل أكثر أمنا وشركاءنا في المنطقة أكثر أمنا..
كذلك أكد الوزير الأميركي إن “هذه الخطوة الأولى لا تنص على حق إيران في التخصيب، أيا كانت التفسيرات التي تم إعطاؤها.
 وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي صرح إن الاتفاق يشكل “نقطة تحول” وان الدول الغربية “اقتربت جدا” من “هدفها لمنع أي تسلح نووي لإيران”.
وعبر فسترفيلي عن ارتياحه “لأننا توصلنا للمرة الأولى إلى وحدة سياسية بخصوص خطوات أولى جوهرية”، داعيا إلى “الإفادة من الأشهر المقبلة لبناء ثقة متبادلة” ومتمنيا “متابعة سريعة للمفاوضات بغية التوصل إلى اتفاق نهائي”.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اعتبر  إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه “نتيجة مهمة لكنه ليس إلا خطوة أولى”.
وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي “لقد أنشأنا لجنة مشتركة لمراقبة تطبيق اتفاقنا،آمل في أن يتمكن الطرفان من التقدم بطريقة تسمح بإعادة الثقة”.
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أشاد باتفاق جنيف واصفا إياه بأنه تقدم مهم على طريق الأمن والسلام”.
وقال فابيوس إن هذا الاتفاق يؤكد حق إيران في الطاقة النووية المدنية، لكنه يلغي من جهته أي إمكان لحيازة السلاح النووي”، معتبرا إن اتفاق جنيف بين طهران والقوى الكبرى يمثل “خطوة أولى كبرى.
وزير خارجية بريطانيا ويليام هيغ اعتبر أن الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني “جيد للعالم اجمع”
في المقابل نددت إسرائيل  بإبرام “اتفاق سيء” بشأن الملف النووي الإيراني في جنيف معتبرة إن طهران حصلت على “ما كانت تريده”، بحسب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

من هنا ؛ يتضح لنا كيف أنَّ إيران عندما كانت تستعرض عضلاتها بمناورات بحرية وبريّة في الشرق ، قد لمّحت لأمريكا والغرب وإسرائيل بأنها قادرة على صد وتدمير إي عدوان عسكري إسرائيلي يطال الجمهورية الإسلامية في إيران .. جواً وبراً وبحرا .
الإيضاح الثاني؛ إنّ إيران خلال ضغوط الحصار الغربي والأمريكي والحظر الطويل الجائر عليها ، أثبتت بأنها قادرة على مواجهات التحديات واقعاً دون شعارات طنانة رنانة كما فعل بعض الساسة العرب ، فقد استطاعت إيران خلال الحظر والحصار الغربي ـ الأمريكي عليها أن تتماسك دبلوماسياً ورسمياً ..حافظت على مبادئ ثورتها بذات الصلابة التي انطلقت بها ثورة الزعيم الإيراني الراحل آية الله العظمى السيد روح الله الخميني الموسوي (رض) مؤسس الجمهورية الإسلامية ، وهذا ما أذهل القاصي والداني .. أذهل العدو قبل الصديق ، بحيث استطاعت إيران أن تعالج كافة مشاكلها الاقتصادية المتضررة بسبب الحظر والحصار الأجنبي عليها ، فصنعت السيارات وصنعت الطائرات الحربية وصنعت قطع غيار الطائرات المدنية والعسكرية ، وصنّعت الدواء وصنّعت الغذاء، وصنعت الأجهزة الإلكترونية والمعدات الثقيلة والخفيفة ، وأمّنت الخبر والرداء لشعبها الكبير ، ودارت حول الأرض بصاروخ يحمل لبوناً بثلث ساعة فقط دون أن يكتشفها أحد !!!؟

هذا شأن إيراني ؛ أما ما يتعلق بالشأن السوري؛ فإن نجاح مفاوضات جنيف النووية ستؤدي حتماً إلى مشاركة محور دبلوماسي فاعل في الأزمة السورية ـ السورية ، بعد تناغم الحوار الدبلوماسي الدولي .. الأوربي ـ الأمريكي ـ الإيراني من خلال نجاح مهام مؤتمر جنيف النووي هذا، وما تمثله هذه الأزمة التي تجاوزت العامين ، وألقت بظلالها وضلالاتها على الساحة الدولية والإسلامية والإقليمية والعراق بشكل خاص ، من خلال مشاريع التوسع الطائفية التكفيرية ، ومنها مشروع دولة داعش وغيرها من المشاريع البائسة .

هذا شأن إيراني ـ سوري ؛ أما ما يتعلق بالشأن العراقي ؛ فقد جنَّبنا نجاح مفاوضات جنيف النووية ويلات الحرب المحتمل نشوبها بين إيران وإسرائيل ، أو بين إيران والولايات المتحدة ، وما يؤثر هذا الاحتمال على السماء الوطنية والأرض والعراقية ، ومن يتبعه من أضرار اقتصادية على صادرات النفط العراقية عندما تتسبب الحرب في إغلاق مضيق هرمز ، وشل حركة الناقلات والبواخر التجارية العراقية ، وإعلان الحرب الواسعة في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة شرق آسيا والعالم الإسلامي المتعاطف مع الأحداث لو وقعت .
ربّما؛ سوف لن تقف الأحزاب الإسلامية والمنظمات الشيعية العراقية مكتوفة الأيدي إزاء اختراق إيران الإسلامية ، فمن ملاحظة موقف لواء أبي الفضل العباس (ع) وكواكب الاستشهاد العراقي بالحفاظ على حياض المقدسـات الشيعية في بلاد الشام،لا يتوقع أحد بأن شيعة العراق سوف يقفون مكتوفي الأيدي إذا ما تعرضت مقدساتهم في قم وخراسان إلى ذات المساس !!!

أحدث المقالات