18 ديسمبر، 2024 5:49 م

الملعقة والكوب ..

الملعقة والكوب ..

الإتصالية التأثيمية في رواية ناطق خلوصي ( تفاحة حواء )
(1)
مثنويات النص
ترى قراءتي ان النص الروائي(تفاحة حواء) يتشكل من مكونات ويتغذى من نصوص يعلنها ضمن نصه الروائي ، فالرواية على مستوى التغذية تشتغل بالمجاورة النصية بدءا بالأهداء وتشخيص علاقة المهدي والمهدى اليه : (الى القاص والروائي فؤاد التكرلي ) ان الاهداء مكتمل الوضوح ضمن مابين القوسين ..لكن هذا الاهداء يتسم بالعمومية وحتى يخلّصه المهدي من عموميته اضاف (أستاذي في القصة والرواية )..ستكون العلاقة بين طرفي الهدية معلنة بالتثبيت للطرف الاعلى اعني الاستاذ اما التلميذ فتنوب عنه الياء في (استاذي )..وهكذا سيشتغل الابداع من وجهة نظري كقارىء منتج الى تعقب ظل الاستاذ في نص الروائي خلوصي ..والاهداء يشكل المثنوي الثالث في الرواية أما المثنوي الاول فهو ثريا النص (تفاحة حواء ) ونص لوحة الغلاف هو المثنوي الثالث فاللوحة تفسر النص الروائي كله فالسيادة في الغلاف لأمرأة في لحظة تصعيد لاتقضم التفاحة بل تفتح فمها بسعة شهوانيتها كلها لتلتهم التفاحة ..انه مثنوية النباتي / البشري و الطبيعي / الرمزي ..
مثنوي الفضاء

*الفضاء العام للرواية هو مايجري في عراق مابعد الخلاص من الشمولية..ولهذا الفضاء مساحة إطار اللوحة :ص7 الى ص13 وكذلك من ص96 الى 140 ومن 145الى 159 / 173- 181

*الفضاء الخاص أو اللوحة المؤطرة فتمتد من ص14 الى ص95 ثم ص141 ومن ص160 الى ص170

مثنوية العنونة

تفاحة حواء هي ثريتان ،هي عنوان الرواية..وفي ص54 ستكون عنوان قصة قصيرة لمؤلف اسمه مصعب بردان والاسم قناع يتخفى خلفه شخص آخر ربما يكون الصحفي عبد الوهاب معروف ..(لم أسمع بهذا الاسم أو أقرأ له من قبل مع انني قارىء نهم للقصة ! لعله من الاسماء الجديدة ) فتبرر سلافة قناع التسمية ..(أو لعله يخشى ان يعلن عن نفسه بسبب حساسية الموضوع الذي تناوله /17) ..والعلاقة بين قصة تفاحة حواء وسلافة زوجة منير علاقة مرآوية ولاتحتاج سلافة تفسيرا لهذه القصة..وماسيقوله عبد الوهاب معروف لكنته سلافة ستكون سلافة محض رابط تفاعلي بين النص وقارىء الرواية وليس القصة الكائنة داخل الرواية فقط ..

والعلاقة بين سلافة وعمها ابو زوجها ليست افتراسية ،أعني ان العم لم يكن ذلك البريء فهو دخل اللعبة وفق المثل الشعبي العراقي..( مشتهي ومستحي )..وللعم نواياها غير البريئة ..فهو الذي (ملأت رائحة الجسد الانثوي أنفه بعد ان بللها العرق على الرغم من وجود جهاز التبريد .قال : الجو حار ،لماذا لاتنضين عنك هذه الجبة؟ ص15)..هذا الكلام لايقوله العراقي في عراق محتدم ينتشر فيه (الصكاكة) لكن هذا العم وكما نقول بالعامية العراقية..( عينه نكسة) ..وستتضح نجاسة هذه العين حين يأخذها الى مطعم مشبوه اسمه (كهف العشاق )..!! ..بل هو نفسه يخاف عواقب أصطحابها الى مطعم الكهف ..وحين يعود الى بيته ويستلقي على السرير تنقض عليه الأسئلة العيادية التي يسألها الطبيب النفساني الى مريضه المستلقي على السرير في العيادة وهاهو المثقف الصحفي عبد الوهاب معروف يسأل نفسه الاسئلة التالية ..(هل كان من المناسب أن يأخذها الى هناك ؟ماذا سيحدث لو زل لسانها وتحدثت وسط شعورها بالبهجة أمام زوجته أو أبنه أو أمام أخيها أو أحدى زميلاتها من باب التبجح؟ هل سيقول هو بدوره انها كانت هشة وعلى استعداد لأن تذهب أبعد مما كانت قد ذهبت اليه هناك لو انه أبدى استعدادا مماثلا للضعف وذهب معها الى مدى بعيد../53)..ومحمود شقيق سلافة يعرف من المطعم شروط الدخولية كما يبدو(116) وعم سلافة يخبر رجل التذاكر القابع وراء النافذة في مدخل المطعم ( انها زوجة ابني دعوتها لنتناول الغداء هنا /20) فالعم من زبائن هذا المكان وحين اعلن( زوجة ابني ) لتميزها عن سواها كان يأتي بها لهذا المكان ..(أمرأة كانت موظفة معي تصغرني بعشر سنوات يمكنك ان تقولي سكرتيرة لي في الدائرة لسنوات…/23).. وهو في حديثه عن المرأة ينتقل الى الخطوة الثانية بعد خطوة الكهف ..ويتضح ذلك في قوله عن زوج سكرتيرته ..(مغترب..يعمل في الخليج ويأتي مرة في السنة ويمكث مع أهله بضعة أسابيع قبل أن يعود الى مكان عمله )..ومن فعل قراءتي ينبجس السؤال التالي : اليس العم يستعمل سلافة كبديل لتلك السكرتيرة ؟..وكلا المرأتين زوجهما غائب أو مغيب عن الوطن ..ثم تتوالى اسئلة سلافة عما يفعله عمها وسكرتيرته في

هذا المكان ..فيكون جوابه الاخير كالتالي…(ربما يدور في ذهنك أكثر من أحتمال..ضعي أقربها اليك في اعتبارك ..) ستلتقط سلافة هذا الجواب وتستعمله عود ثقاب وتحرق الاماكن الحساسة في والد زوجها..أولا من خلال هذا البانتوميم النسوي التقليدي المثير ..(رآها وجمت وخفضت رأسها حتى أستقر على صدرها وخيّل اليه انها تنشج في الداخل / 25) وقد نجح هذا المشهد الملّفق ، وسيطلق والد زوجها (كذبة بيضاء) ومابين القوسين من مواهب الرجل وليست تهمة قراءتي للنص (كذبة أخرى بيضاء تكشف قدرة ً عالية على التخلص من المواقف المحرجة فتزداد اعجابا به /48).. سيقول العم ( جئت بك هنا لكي تنسي بعض همومك ).. ثم تنتقل سلافة من البانتوميم الى كلام يحمل وجهين فهو حقيقي وأغوائي..(أنا بشر ياعمي .امرأة من لحم ودم واعصاب .زوجة يغيب عنها زجها أكثر من عام .محاطة بذئاب تريد نهشها .تناضل من أجل أن لاتقع في الشراك التي ينصبونها لها في هذا الزمن الكافر الوضيع )..مع بداية تناول الطعام ستقوم سلافة بخطوة متممة لخطوة والد زوجها ،ستقدم آيروس الكلام على البانتوميم : (أشعر ان حمالة الثديين تضغط على صدري وأخشى أن تسد شهيتي /29) !! وهذا كلام خارج العرف الاجتماعي بين كنة ووالد زوجها ..وسنحاول تأكيد الآيروس الملّفق بقفزة كنغر بين الصفحات وتحديدا وهي تزف بشارة نجاح ،شقيق زوجها نصير الى زوجها منير في القاهرة (فرح كثيرا وحمّلني أمانة أن أقبّل يد عمي وخده ويدي عمي وخدها..صمتت لحظة وكأنها تتردد في قول ماتبقى من الأمانة التي وضعها منير على عاتقها / 90) ؟! فيبادر عمها (وماذا ايضا )

فتقوم سلافة بمسرحة المشهد قبل كلامها ..(وأن أقبّل خد نصير نيابة ً عنه .هكذا قال والخطيئة برقبته ) !!..تتحرج من تقبيل شقيق زوجها وابو زوجها لايشجعها على ذلك بل يقترح :(ضعي القبلة على خد عمتك وهي تنتقل الى نصير) !! نلاحظ ان غيرة الاب على سلافة لفقت عذرا شرعيا .. وربما سلافة لفقت بدورها مسألة تقبيل نصير..ألم ترغب في الانفراد بنصير بعد عودتهما هي ووالد زوجها من مطعم الكهف حين اعلنت (انني متعبة ياعمتي وأريد استلقي على الفراش في بيتي /48) فيقول والد زوجها(فليساعدك نصير بحمل الولد بدلا عنك ) نلاحظ ان سلافة ماهرة في نصب فخاخها بطريقة لاتثير الشك ،وهنا يخبرنا السارد العليم على تأثير كلام الأب عليها..(ارتاحت لما قاله لأنها راغبة فعلا بأن يذهب نصير معها الى بيتها .أن يمكث هناك حتى ولو دقائق ،فهي ترى فيه صورة طبق الأصل من منير.انهما متشابهان في مستوى الوسامة لكن حماها يبز زوجها بمتانة جسمه /48)..

نلاحظ ان الأب رأى في سلافة البديل عن سكرتيرته

سلافة ترى في نصير البديل عن منير زوجها

سلافة ترى عبد الوهاب معروف البديل عن والدها عبدالله سلامة

سلافة ترى عبد الوهاب معروف …البديل عن منير ..

نحن هنا في شبكة من البدلاء التعويضين جنسيا ..

حين يوصلها نصيرالى بيتها وهو قريب جدا لبيت أهل زوجها تمارس غوايتها على الشاب العازب تجعله يصعد سلم المؤدي الى الشقة قبلها ،لتخلع ملابسها الخارجية وهي في المدخل المؤدي للسلم..(صاريصعد فوجدت الفرصة لأن تتحرر من الجبة وحجاب الرأس وتلقيهما على ذراعها وتبدأ الصعود ) ؟! والسؤال هنا لماذا لاتصعد شقتها وتنتظر مغادرة نصير وتخلع ماتريد خلعه؟ والجواب على سؤالنا هو(وجدته يقف في انتظارها في أعلى السلم وفوجىء وهو يراها بثوبها الذي يكشف ذراعيها البضين وتكور ثدييها )والانعكاس الشرطي لهذا الوصف هو ماسيقوم به نصير..(ضغط على شفته السفلى دون سبب ظاهر)..ولاتكتفي بذلك فهي رأت لهيبا يتلظى نصير فيه لذا ستخاطبه (تعال أبّرد قلبك في هذا الجو الحار) وكلامها لايخلو من رجراجة المعنى ..(أفزعه ماقالت كيف تريد أن تبّرد قلبه؟ )..وستقوم في البدء بإضرامها شهوتها فيه..(شبكت يدها بيده فشعرت كأن تيارا كهربيا يسري في جسدها وقد أحمّر وجهه هو../50)..ثم يغادر بيت أخيه بعد حوار قصير حول اهمية دور المرأة في المجتمع….

(2)

في الحمام الكائن في مطعم لاتكتفي بنزع السوتيان بل تجعله يعينها بذلك ..

(ماذا هناك ساسلافة ؟

مشكلة ياعمي

أية مشكلة ؟

حمالة النهدين .لقد استعصى عليها نزعها

وماالحل ؟

هل يمكنك ان تساعدني في ذلك / 29)…ثم تضرب على وتر ٍ حساس تجعل الأب يقوم مقام الابن زوجها والأب سيفكك الشفرة بمفل قراءتي نفسه..(شعر انها تضرب على وتر حساس حين قالت :كان منير يساعدني حين تصادفني مثل هذه المشكلة كان يقول: وماذا تفعلين حين تواجهك مثلها وأنت في البيت لوحدك ؟)…وستطلي غوايتها بمرهم الدبلوماسية..قائلة له..(أكرر القول بأنني أخشى أن أتسبب في أحراجك )..

وسيتكرر مايشبه هذا المشهد في عمان فالعم (رآها تخرج منشفة إبنها من حقيبة السفر الخاصة بها لكنها لم تخرج منشفتها هي هل ستنشف جسدها بمنشفة ابنها ؟ جائز/ 141) وحين تنتهي من تحميم ابنها سلام تطلب من جده ان يأخذه منها ،فإذا بها تفتح الباب على سعته فينتبه العم الى..(نثار الماء على جسدها قد بلل قميصها الداخلي فكشفت بقع الماء عن سروالها وأجزاء من جسدها ..) الجد بعد ان يأخذ حفيده ويغادر

الغرفة الى الشرفة ليوفر لها حريتها بعد خروجها من الحمام فإذا بها تناديه انها نسيت منشفتها في الحقيبة وتطلب منه ان يناولها لها !! فيمتثل بطريقة مهذبة ..(أدار ظهره اليها وناولها المنشفة واتجه نحو الشرفة .يعرف انها عارية )..وحين تشعر ان الحيلتين لم تبث مفعولها المراد في العم فتسأله عما تلبس ونلاحظ هنا المكر اللغوي من قبل السارد العليم ..(رآها بقميصها الداخلي حائرة أو ربما خائفة من أن تلبس مالايرضيه /141) !! ان سلافة هنا تمارس غوايتها عبر سيكلوجية الملابس ..وتواصل سلافة مكرها الانثوي وهي في مصر مع زوجها ووالده وهي تهاتف عمتها ام زوجها..(وحين ارادت ان تهاتف نصير نظرت الى زوجها كأنها تريد ان تستأذنه .لاتريد ان يسيء الظن بطبيعة علاقاتها بأخيه خلال المدة التي غاب فيها عنها .أومأ لها برأسه موافقا / 159) كأن سلافة هنا لص يحاول محو آثار جريمته ..واذا كان منير زوج سلافة لايعرف شفرة الابتسامة بينهما..(التفت أبوه نحوها وابتسم في وجهها وهمس : شكرا سلافة)(فردت على ابتسامته بابتسامة ساحرة ) ومنير هنا..(لايعرف سر هذه الابتسامات الخفية بين أبيه وزوجته ،لكنه يشعر بارتياح لهذه الألفة بينهما بل بينها وبين أفراد أسرته كلهم )..ومنير لم يفكك قولها وهي تثني على والده (أصارحك بأنني بدأت أحبه حبا جما ً)..لكن منير سيرفض تصرف زوجته امام والده أثناء العشاء

فسلافة لم تحتشم في جلستها (فقد كشفت عن باطن فخذيها وربما سروالها الداخلي ايضا) ومنير التقط شفرة ثانية اثناء الجلوس ..(إنها عمدت في المرتين الى الجلوس قبالة أبيه / ص159) والتقابل يتغذى من الآية الكريمة (على سرر متقابلين / الواقعة )

وكالعادة بمكرها ستجعل سلافة الكرة في مرمى هدف زوجها ( هل صرت تغار من أبيك ؟) لكنهما سيتواطأن ثانية فالأب لن يتناول فطوره مع ولد الذي لم يره منذ سنة !! ولم تفطر زوجته معه ايضا !! وتناول منير فطوره وحده كأنه مايزال وحده وذهب الى عمله !! ثم تبدأ الكنة سلافة بتمرينات المساج الجنسي مع والد زوجها / 160 ثم يتناولان الفطورمعا فيكون للفطور دلالة أخرى يتضح من خلال تكرار الجلسة ذاتها

(عمدت الى أن تجلس قبالته دون أن تحترس .ضحكت : عاتبني منير ولامني ليلة أمس لأنني جلست أمامك أمس مثلما أجلس الآن / 161) .. واذا كان الكلام هنا لايخلو من تورية فأنه سيصبح على المكشوف حين تطبع سلافة قبلة ساخنة على وجه والد زوجها.. لن يكون للقبلة وقعها اللذيذ بل الاحتجاجي (قال وهو يبعد وجهها عنه بلطف : أشم رائحة منير في جسدك !) وهنا يشتعل الضوء الاحمر فسلافة أدركت قصده وعليها ان تخاطبه بكلام يصور الواقع كما هو وهكذا ..(سيصبح الكلام بينهما على المكشوف منذ الآن .لم يعد هناك مايجعل أحدهما يعمد الى الالتواء في الكلام للتعتيم .قالت ضاحكة : أنت تعرف .لقد كان محروما من جسدي طوال سنة وهو يريد أن يثأر من أيام الحرمان الطويلة .أليس من حقه أن يفعل ذلك ومن واجبي أن أهيىء جسدي

له/ ص162) .. ولاتكتفي سلافة بالجلوس قبالة والد زوجها ومشاركته الطعام بل قسيمته في كوب الشاي وحسب قولها (كوب مشترك بيني وبينك .نشرب معاً .رشفة لي ورشفة لك / 166)..وستقسم الاشياء علاماتيا جنسوانيا : (أنت لك الملعقة وانا لي الكوب )..كوب الشاي يعيدني كقارىء منتج الى مطعم الكهف وهي تناصفه البيرة..وحين ينويان المغادرة تمارس غنجا ماكرا بذريعة رائحة البيرة.. فتطلب منه ان يشم فمها..(فتحت فمها وقربت رأسها منه حتى كاد فمها يلامس فمه / 44)..وهما يشربان من كوب الشاي نفسه : ستتهاطل العلاماتية من شفتي سلافة 🙁 كن رحيما مع كوبي وأنت تدير ملعقتك فيه /167)..(كوبي جاهز لأن يملأ أكثر من مرة )..وتتحول سلافة من العلاماتي الى الموضعي فهي ترصده ..لتحدد..(المكان الذي تضع عليه شفتيك لأضع شفتي عليه ايضا..أريد ان أتذوق شفتيك مع طعم الشاي ولتفعل انت كذلك ) ثم تنتقل الى حركة أكثر علنية ،تغلق الابواب والنوافذ والستائر وتصرح : هيأت لك وتصرخ فيه : أحبك حد الوله /169)..ثم ستبوح له حلما أو (كذبة بيضاء) حسب اكاذيبه الملونة (وجدتك فوقي وحين غادرني الحلم وجدت منير هو الذي فوقي ولست أنت / 170)..

(3)

هذا المشهد ولنسميه (مشهد حمالة الثديين) يعيدني الى رواية (بصقة في وجه الحياة ) للقاص والروائي فؤاد التكرلي ..(نعم إن ذلك كان لأني لم أجبها إلا في ندائها ولقد أجبتها أيها الناس جميعا ، لأنني لم أحتمل النغمة المثيرة المغرية الانثوية التي كانت تتداخل في ثنايا صوتها فتحرك مني وترا يكاد لدقته وحساسيته يتقطع .ذهبت اليها في غرفة كنت أذكر أن فيها مرآة وما أشبه ، كن يستعملنها أثناء لبس ملابسهن وكنت مضطرب الانفاس ولا أزال أذكر جيدا أنني لم أكن مترددا مطلقا ،لم يساورني التردد حين فتحت الباب فوجدتها خالعة ثوبها وباقية في (أتك ) أبيض قصير لايخفي من جسمها ما يجعل الملاك شيطانا . سألت ،أجل بصوت مرتجف ،ماذا تريد ؟

فقالت دون ان تلتفت إلي مامعناه أو فهمت منه ،أنها تريد أن أفك لها عقدة الحمالة / 60- 61)..نلاحظ ان والد زوج سلافة خطط لخلوته مع سلافة وهي كنته في (مطعم كهف العشاق ) وسلافة انتهزت الخلوة لتتشهى عمها صراحة وتذرعت بالحمالة ايضا !! أرى كقارىء منتج ان التلميذ الروائي الاستاذ ناطق خلوصي استنسخ التجربة حرفيا

فإذا كانت (بصقة في وجه الحياة) اصبحت صالحة للنشر في 1949 لكنها لم تنشر إلاّ عام 2000 عن دار الجمل ،فأن (تفاحة حواء) منشورة في 2014 وبهذا الصدد يشخص الناقد الدكتور حسين سرمك ان (القاص والروائي ناطق خلوصي يعيش حالة من التفجر السردي الجنسي المحارمي بشكل خاص وقد ظهر في أغلب نتاجاته

القصصية والروائية في السنوات الأخيرة التي الذي تعرض منها لمحنة العراق المدمرة في الحصار الأمريكي الجائر وبعد الاحتلال الامريكي القذر لبلاده على السواء / ص133- حسين سرمك )..ويثبت سرمك ايضا مدى اعجاب القاص والروائي ناطق خلوص برواية (بصقة في وجه الحيا ة ) في ص77 من كتابه (ناطق خلوصي وأدب الشدائد الفاجعة )..لكن الاعجاب هنا جعل الروائي ناطق خلوصي يستنسخ مشهد السوتيان نفسه من الروائي فؤاد التكرلي ويثبته في تفاحة حواء..لماذا ؟

(4)

يتكشف التواطىء الجنسي المحرّم بين صبيحة وابيها وهما وحدهما في البيت وصبيحة هنا خططت لهذه الافتراس وشجعت ابيها عليه فهي أولا قررت المكوث في البيت لتختلي بوالدها..(وقفت حيالي بشكل أعتقد أنها تريد أن تريني جمال جسمها ،فبقيت أنظر إليها من فوق لتحت مرات عديدة وأنا هادىء الاعصاب ،حتى بدا فسألتها : ألم تذهبي مع والدتك ؟ فأجابتني وهي تدور حول نفسها : كلا مارأيك بثوبي ؟ /56) نلاحظ ان الاجابة مثنوية : الاولى وامضة :(كلا) أما الثانية فهي سؤال العارفة بمؤثرية ثوبها على ابيها..وسبق وان اعلن الأب قبل اسطر عن سيكلوجية ثوبها ..(كانت تلبس ثوبا تزينه ورود حمراء ، ولعلها نقوش وكان ملتصقا على جسمها بصورة شاذة بدت عجيبة دون سبب /55-56)..ثم تخطو صبيحة خطوة افتراسية فعلية بعد الخطوة الاولى الاستعراضية ..رغم ادعاء الاب بتراجعه ..(وأدرت عنها رأسي مبديا عدم ارتياحي ومنتظرا منها أن تبتعد عني)..وهاهي صبيحة تصطاد فريستها بعد ان أحكمت طوقها عليه..(لكنها أبانت لي عن إصرار غريب تلك الساعة ، إذ سرعان ماشعرت بها تجلس على الكنبة قربي لاصقة جسمها الساخن بأعلى ساقي وناظرة الي نظرة عدم الإكتراث الذي واجهتها به )هاهو الأب الفريسة يصف تلك اللحظة المحتقنة شهوة ً..(لبثت ُ جامدا ملجوم اللسان أحدق في عينيها الواسعتين السوداوين وأنا أتنفس بسرعة نفحات العطر التي كانت تهب منها ممزوجة برائحة العرق المثيرة وقد وقفت كل حركة في جسمي غير حركة الرغبة الجامحة /57)..صبيحة بملابسها تعيدني الى سلافة في رواية (تفاحة حواء) وكيف تحاول غواية نصير شقيق زوجها..ما ان تدخل الى شقتها ..

(5)

الكهف تسمية وجغرافياً يومىء الى اطلاق المكبوت الجنسي ضمن هذا الفضاء المغلق والخافت الضوء..وقد سبقنا في هذا التفكيك الدكتور الناقد حسين سرمك

وستكون الخطوة التالية بمشهدها اكثر عيانيا حتى للأعمى ولاتحتاج تعليق ..

(وجدها ترفع ثوبها وتكشف ظهرها فتحاشى النظر الى سروالها الداخلي ساوره شك في انها فعلت ذلك لغاية في نفسها.انتبه الى انها ارجعت ظهرها الى الوراء فرجع

بجسده هو الآخر .مد اصابعه محاولا أن يفصل طرفي الحمالة فأستعصى عليه ذلك .أعطاها الحق في طلبها مساعدته . أفلح بعد أكثر من محاولة /30) مابين القوسين ليسا مكرا من طرف سلافة فقط بل ثمة مكر لغوي من قبل السارد وهو يتماهى في والد زوجها في قوله..(ساوره الشك في انها فعلت ذلك لغاية في نفسها) ثم سرعان ما يتراجع عن هذا القول والد زوجها..وهو يعالج مشتبك السوتيان في قوله..(أعطاها الحق في طلبها المساعدة )..وتبرير هذا المكر اللغوي ربما اجد تبريرا له عند أستاذ مؤلف الرواية في قوله التالي..(تمسكنا أياد خفية سحرية من جميع أطراف الجسم فتسمرنا في أماكننا وتجعل منا جمادا لاحراك فيه ، وفي رأيي ماهذه الأيادي الخفية إلا رغبة في ظلمات انفسنا تسيطر علينا في لحظات سيطرة تامة / ص21-22/ بصقة في وجه الحياة / فؤاد التكرلي )

(6)

العلاقة بين قصة تفاحة حواء والرواية تفاحة حواء ليست اتصالية تماه فقط بل ان

القصة القصيرة تختزل المهيمنة وتحذف الهوامش المتمثلة بالفضاء العام للرواية والشخوص الثانويين والوضع السياسي بتنويعاته القسرية..القصة تدور على تعريق عقدة الكترا أي جعلها عراقية ..وتفاحة حواء كثمرة تراها قراءتي خوخة ونواتها …ومن المعروف ان نواة الخوخة كبيرة وستكون النواة هي القصة القصيرة ..أما الرواية فهي الثمرة المشدودة الى النواة ..وظيفة الهوامش تأسيس جغرافية الرواية وتاريخيتها ومايجري بين عبد الوهاب معروف وكنته سلافة ليس من نتائج تأزمات الوضع الاجتماعي لما بعد سقوط الدكتاتورية ..فإنتهاك المحارم كنص ادبي.. خطى نحوه فؤاد التكرلي منذ 1949 في روايته.. (بصقة في وجه الحياة ) ولم تنشر إلا بعد أكثر من نصف قرن وتحديدا في عام 2000

*قسم من هذه الدراسة منشور في طريق الشعب /19/ 11/ 2014

*ناطق خلوصي / تفاحة حواء/ دار ضفاف / بغداد – الشارقة / 2014

*الدكتور حسين سرمك / ناطق خلوصي وأدب الشدائد الفاجعة / دار ضفاف / 2014

*فؤاد التكرلي/ بصقة في وجه الحياة / منشورات الجمل / منشورات الجمل / كولونيا / 2000