23 ديسمبر، 2024 8:04 م

الملحوظ واللاملحوظ

الملحوظ واللاملحوظ

في معرض الكتاب الدولي – بغداد – على الرغمِ من أنّ سمة او صفة المعرض ” دولية ” , إلاّ انه لم تشارك اية دولةٍ اجنبية فيه سوى ايران .! , أمّا على الصعيد القومي او العربي فمن الملاحظ أنّ الدول الخليجية السّت لم تشارك في هذا المعرض ولعلّ ذلك له ما له من دلالات , كما انه لابدّ من القول أنّ المملكة السعودية قد تكون معذورة في عدم مشاركتها بسبب إنشغالها في < عاصمة الحزم > . والى ذلك لم تشارك الجارة الشقيقة ” الأردن ” في المعرض ايضا , وكذلك المملكة المغربية < ولعلّه من قُبيل المصادفة او عدمها أنّ كلّ الدول ذات الأنظمة الملكيّة لم يكن لها حضور او أثر في هذا العرض الثقافي > , وفي هذا الصدد يُشاد بمشاركة فاعلة لدولة ” ليبيا ” الشقيقة رغم ما تشهده من معاركٍ ميليشية اقرب الى الحرب الأهلية , بينما كان من المستغرب عدم مشاركة ” تونس ” التي ينبغي ان يكون لها حضور اعلامي ” كجزء من السياحة ” كلما أتيح لها ذلك . أمّا ” اليمن السعيد ” وهي تسميةٌ مجازية شبه تأريخية والذي لم نراه سعيداً ذات يومٍ , فمن الطبيعي أن لا تغدو له اية مشاركة بل أنه بحاجة الى ما يُكتب عليه الكثير والكثير .
كلتاهما ” موريتانيا و جزر القمر ” لم يكن من المتوقع مشاركتهما اصلاً , أما الصومال فهي تحاول أن تعيد نموّها ومعافاتها مما جرى لها .
الحضور الفاعل كان للبنان ومصر اللتانِ شاركتا بأكثر من دار نشرٍ واتخذت اكثر من جناحٍ في المعرض , ومن المفارقات أنّي اقتنيت بعض الكتب من الجناح المصري وكانت اسعارها أقلّ من مثيلاتها الموجودة في شارع المتنبي بأربع مرّات , ويعود ذلك أنها كتبٌ مستنسخة ولكن بطريقةٍ انيقة لا تلفت النظر .
والى ذلك  , ففي هذا الوقت الذي يشهد افتتاح معرض الكتاب الدولي في بغداد , فتشهد ” القاهرة ” ايضاً افتتاح معرض الكتاب الدولي فيها والذي حظي بمشاركةٍ دوليةٍ واسعة وزخم من دور النشر العالمية والعربية , ولربما كان على ادارة المعرض في بغداد أن تؤجّل او تسبق عقد معرضها كي لا يغدو متزامناً مع معرض مصر وذلك لإتاحة الفرصة لأكثر عددٍ من دور النشر في المشاركة فيه , ومّما وجدته يحزّ في النفس أن تصلني عبر ” الفيس بوك ” اسماء وصور وعناوين لكتبٍ في معرض القاهرة لكني لم ارَ مثيلاً لها في المعرض العراقي .! , كما كان موضع تقديرٍ أنّ مصر لازالت تطرح وتقدّم كتباً جديدة عن حرب تشرين 1973 وعن القادة اعسكريين الذين شاركوا فيها بالرغم من مرور 42 عاماً على تلك الحرب .
وبالعودةِ الى باحة وساحة ورفوف اجنحة معرض الكتاب في بغداد , فكما كان في السنين التي مضت , فما برحَ وما فتئَ ” الكتاب الديني ” هو المهيمن والأكثر انتشاراً في اروقة المعرض .! ولا استطيع الجزم او النفي او ما بينهما اذا ما كان المجتمع متعطّشاً الى هذه الدرجة وهذا الحد لقراءة الكتب الدينية والتي معظمها كتبٌ قديمة وجرى اعادة طبعها وهي ايضا متوفّرة على شبكة الأنترنيت في الوقت الذي تنتشر ثقافة العنف في البلد وما تفرزه من افرازاتٍ وردود افعال .!!
النقطةُ الأخرى التي تحمل في طيّاتها علائم التباين في هذا المعرض , فأذ كانت بعض دور النشر تعرض نتاجاتها وكتبها بطريقةٍ فنيّة مثيرةٍ للأعجاب , فكانت طريقة العرض في غيرها من دور النشر هي الأسوأ في اساليب العرض , وكانت بعضها ايضا تفرش كتبها على الأرض وكأنها ” بسطات ” ولربما احد اسباب ذلك يعود لضيق مساحات اجنحتها وقد يكون مؤدّى ذلك الى ارتفاع سعر الأيجار للمتر المربع الواحد .
وفي المجمل , فأنّ المعرض ليس سلبياً ولا ايجابيا , ومن المفيد أن يقضي المرء نحو ساعةٍ – ساعتين ليتنفّس الصعداء مما يحفل به البلد من جفاء ” على الأقل .! ” …