23 ديسمبر، 2024 6:07 م

الملتقى الأول للرواية العراقية المغتربة بلندن

الملتقى الأول للرواية العراقية المغتربة بلندن

ينظِّم المركز الثقافي العراقي بلندن الملتقى الأول للرواية العراقية المغتربة الذي تنطلق فعالياته في 19 أكتوبر الجاري وتستمر لغاية 21 منه وبواقع ندوة واحدة لكل يوم تتضمن تقديم ثلاث شهادات لثلاثة كُتّاب روائيين يتحدثون فيها عن تجاربهم وخبراتهم في كتابة النص الروائي. وسوف يدير ندوات الملتقى الناقد عدنان حسين أحمد. لا بد من الإشارة إلى أن القائمين على المركز الثقافي قد أخذوا بنظر الاعتبار الكم الكبير من الروائيين العراقيين المبثوثين في البلدان الأوروبية والذين يستحقون جميعاً مثل هذه الدعوة الكريمة التي تحتفي بهم و بنتاجاتهم الإبداعية خصوصاً وأنهم لا يزالون حتى هذه اللحظة يكتبون عن العراق ويستعيدونه في أعمالهم الأدبية كهاجس ملحاح يُعبِّر عن حبهم لهذا الوطن وتماهيهم فيه. لقد أتاحت لنا إمكانية المركز الثقافي العراقي بلندن والموافقات الرسمية لوزارة الثقافة العراقية الموقّرة أن ندعو هذه النخبة من الروائيات والروائيين العراقيين المقيمين في ألمانيا وإسبانيا والدنمارك وهم الأساتذة فاضل العزاوي وزهدي الداوودي وسالمة صالح وصبري هاشم ودُنى غالي وعبد الهادي سعدون، هذا إضافة إلى ثلاثة أسماء روائية معروفة مقيمة المملكة المتحدة وهي سميرة المانع وعبدالله صخي وخولة الرومي. إن قائمة الروائيين العراقيين المقيمين في أوروبا طويلة ولا يمكن حصرها في هذا الخبر لكننا نذكِّر بأن أسماءهم راسخة في المشهد الثقافي العراقي أمثال صلاح نيازي، برهان الخطيب، فائز الزبيدي، علي بدر، جنان جاسم حلاوي، حسين السكّاف، سلام عبّود، بتول الخضيري، زهير الجزائري، إبراهيم أحمد، عالية ممدوح، نجم والي، سنان أنطون، حسين الموزاني، حمزة الحسن، حمودي عبد محسن، حميد العقابي، هيفاء زنكنة، حازم كمال الدين، صموئيل شمعون، جاسم المطير، قاسم حول، فوزي حكّاك، ضياء الخالدي وغيرهم من المبدعين العراقيين الذين نأمل أن نستضيفهم في دورات الملتقى السنوية القادمة. وجدير ذكره أن كاتب هذه السطور قد أصدر كتاباً نقدياً يحمل عنوان “الرواية العراقية المغتربة” تناول فيه بعضاً من روايات المدعوين التسعة إضافة إلى إفراد فصول خاصة عن سبعة روائيين عراقيين آخرين وهم برهان شاوي، كلاويز صالح فتاح، سلوى جرّاح، إنعام كجه جي، محسن الرملي، أمل بورتر وحوراء النداوي. فيما يأتي مقتطفات من شهادات ومساهمات المدعوين العشرة.
الرواية العراقية المغتربة
تقترن الرواية العراقية المغتربة في أوروبا وبقية أنحاء العالم بأجيال مختلفة من الروائيين العراقيين، لكننا نستطيع القول بثقة كبيرة أن الشتات الثقافي العراقي “الحديث” قد بدأ في عام 1948 حين هُجِّر اليهود العراقيون بشكل قسري من العراق، ثم تبعتهم الهجرة الثانية إثر سقوط الحكم الملكي عام 1958. أما الهجرات اللاحقة القسرية والاختيارية فقد حدثت خلال حقبة حكم البعث التي استمرت نحو ثلاثة عقود ونصف العقد حيث تفرق الأدباء أيدي سبأ، وتوزعوا في المنافي الأوروبية والأميركية والكندية والأسترالية، ثم تبعهم أدباء وروائيون من أجيال شتّى أتقنوا لغات أوروبية عديدة، وأخذوا يترجمون منها وإليها، وقد كتب بعضهم فيها مباشرة. ومهما اختلفت مشارب هؤلاء الروائيين العراقيين وتجاربهم الأدبية، إلاّ أنهم يتفقون في شيئ واحد هو معارضتهم للأنظمة المُستبدة التي توالت على حكم العراق منذ سقوط الحكم الملكي وحتى انهيار النظام الشمولي السابق الذي شهد خلال حقبته الزمنية الطويلة العديد من الهجرات التي أخذت طابعاً قسرياً غير معلن ولأسباب عديدة قد تبدأ بالحروب المحلية والإقليمة، وتمر بسنوات الحصار الظالم، وتنتهي بالحروب الكونية التي شُنّت على العراق بهدف تقليم مخالب الدكتاتور واقتلاع أنيابه الحادة التي كان ينهش بها أبناء جلدته، ولا يجد حرجاً في أن يدمي هذا البلد الجار أو ذاك سواء أكان عربياً أم إسلامياً.

عدنان حسين أحمد
من الشعر الى النثر وبالعكس
بدأت حياتي الأدبية شاعرا حين كنت لا أزال في المدرسة الإبتدائية وكتبت الكثير مما يشبه الشعر، قصائد على الطريقة العمودية أولا، بدون معرفة بالبحور الشعرية،  ثم قصائد تفعيلة وقصائد نثرية ، معتقدا أن الشعر هو الأدب كله وما عداه يظل أدنى مرتبة منه. ولكن الأمر لم يكن يخلو من تناقض ما كان بإمكاني إدراكه حينذاك. فرغم انني حفظت الكثير من القصائد عن ظهر قلب وقرأت لشعراء قدامى ومحدثين مثل المتنبي وأبي العلاء المعري وأبي نواس وأبي تمام والبحتري وامرئ القيس وأحمد شوقي ومعروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي وأحمد الصافي النجفي فإن كتابي المفضل ظل دائما كتاب “ألف ليلة وليلة” الذي قرأته مرات لا تعد، فملأ طفولتي بسحر لم أعثر عليه في أي نص آخر: شهرزاد التي لا تتوقف عن قص الحكاية بعد الأخرى لتبعد عن عنقها سيف شهريار المسلول، ثم صورة مدينة بغداد التي كانت تمثل العالم كله بتجارها وشعرائها ومتسوليها ولصوصها وجواريها وأسواقها وحاناتها، حيث يختلط الواقع بالسحر والفانتازيا بالايروتيكا والحكمة بالمغامرة. ورغم انني كنت أخجل أن أخبر أحداأنني أقرأ “ألف ليلة وليلة”، خشية أن يسخر مني، حيث كان الجميع تقريبا يعتبرونه كتابا تافها لا يمت للأدب بصلة، فانني كنت أسير في الحقيقة في طريقين في آن. كنت أجرب أصابعي على كتابة الشعر، ولكن هوى النثر كان يقودني الى نبع الحياة الحقيقية. ولم أعرف الا في فترة تالية من حياتي أنني حاولت دائما في كل ما كتبه أن أوحد هذين الطريقين في طريق واحد أسلكه لأظل وفيا لنفسي.

فاضل العزاوي
حافة الحلم
على حافة الحلم الذي نقلني إلى بداية كينونتي، عرفت بأنني استنشقت الهواء في مطبخ بدائي. لم تكن القابلة رقيقة معي، إذ أنها حين ضربت بقوة على مؤخرتي، جاوبتها بضرطة قوية على وجهها، الأمر الذي لم تعهده من أي مولود جديد آخر. ورغم تألم أمي للضربة التي أوجعتها أكثر من أن توجعني أنا، فإن القابلة صفعت مؤخرتي الصغيرة مرة أخرى قائلة:”إنه يجب أن يصرخ بدل أن يضرط”. ولم أكتف هذه المرة بالصراخ، بل وجهت نافورة رفيعة من البول على وجهها. طرحتني القابلة محتجة على مندر جنب صرصور رابض استهوته رائحة الدم، كي تعتني بأمي التي فقدت وعيها. وفي الوقت الذي بللت القابلة فيه وجه أمي بالماء وضربتها هي الأخرى بصفعة قوية على وجهها، رفعتني مساعدتها وضمتني إلى صدرها الذي مازلت أحس بدفئه، قائلة وهي تشد وجهها على وجهي:
“الضرطة والبول دليل الصحة والعافية يا إمراة”
كانت هذه أول لقطة روائية ولدت معي وفرضت علي بشكل غريزي وعفوي أن أوظفها بشكل مستقل دون التأثر بالاتجاهات الموجودة حول كتابة الرواية ودون الإطلاع على تفاصيلها. كل ما كنت أبغيه هو ربط موضوع الرواية بالحياة ربطاً جدليا غير ميكانيكيا، ربطا يصور الصراع بين القديم والجديد، بين الزمان والمكان، بين المعقول واللامعقول، بين المدينة والريف، بين التخلف والتقدم، بين الجريان مع العصر الحديث والتقهقر إلى الوراء.

زهدي الداوودي
رواية صريحة
غادرت العراق سنة 1965 وكنا من أوائل المغتربين، لينتابني شعور الوحدة بلندن الملازم عادة للغرباء لاختلاف اللغة وقلة المتحدثين حولي بها. مع هذا حاولت، من أجل التكيف، أن اسيطر على انفعالاتي وحنيني لمسقط رأسي،  ليحفّزني الصمت والهدوء بلندن أن استرجع ما مرّ بي من حوادث مؤلمة، فكتبت قصتين قصيرتين، نُشرتا في مجلة الآداب البيروتية ، في أول شتاء لي بلندن، أولهما تدور حوادثها بناحية ابو الخصيب بالبصرة وعنوانها ( العنز والرجال) فسرها البعض كونها ذات مغزى ودرّست في جامعة لندن ثم اعطيت بسؤال لامتحان طلبة البكالوريس هناك في شهر ايار عام 1995.  القصة الثانية عنوانها ( الصداري النيلية) تصف حالة الطالبات بالعراق بعد تجربتي في التدريس هناك.  بعدها بقيت صامتة لفترة، أتكيف لحياة الغربة، مقارنة الحياة هنا وهناك. في يوم ما سنة 1968 بدأت في كتابة أول رواية صريحة من دون استعارة، عن طريق ابطال وحوادث تحصل في قسم داخلي للفتيات ببغداد، معبرة عن القسوة واللاعدالة  للضعيف واللاحول له في ظروف مجتمع كالعراق، اهملتها بعدئذ لظروف واعتبارات صعبة  كان يمر بها العراق سياسيا في تلك السنة وما بعدها، وجدتها غير مناسبة  للظهور وطرح ثيمتها المؤلمة لابنائه. بقيت عندي في الدرج لفترة طويلة لتنشر بعدئذ في سنة 1997 .

سميرة المانع
وطن خيالي
في مقال له بعنوان “أوطان خيالية” يقول الكاتب الهندي الأصل، البريطاني الجنسية، سلمان رشدي إن مصدر كلمة ترجمة يعود اشتقاقيا إلى الكلمة اللاتينية “ترادوسيره” والتي تعني النقل إلى حيّز أبعد، وقد نُقلنا إلى مكان أبعد من مكان ولادتنا، إذن فنحن كائنات مُترجَمةْ. ويضيف رشدي قائلا إن “هناك اتفاقا على أننا سنخسر في الترجمة شيئا ما، ولكني أتمسك بفكرة أننا سنربح شيئا أيضا”. وبالنسبة لي كنت أحلم دائما بأن أربح شيئا من عملية الترجمة تلك. في العام 1997 كنت أمضي الساعات وحيدا في منزل صغير بعيد غرب العاصمة البريطانية أشيّد خلالها وطناً خياليا خاصاً بي، وطناً لي وحدي بحجم الكف، أقصد بحجم القلب، أرسم منازله وأشجاره وأنهاره وأكواخه ومواطنيه حتى نهض أمامي عالم واقعي أعاد الخيال بناء تواريخه وشخوصه ومصائرها.
ففي ذلك الصيف البعيد من عشرينات وثلاثينات القرن الماضي قدمت المجاميع الأولى من المهاجرين إلى بغداد حالمين بحياة جديدة. تركوا أرياف الجنوب وأهواره هربا من الاقطاع والاضطهاد والملاحقة وعبودية الأرض ومواسم الزراعة التي تضاعف الخسائر والذل والديون، وجاءوا إلى الآمال البراقة في بغداد فسكنوا عند خاصرتها: خلف السدة التي بناها الوالي العثماني ناظم باشا عام 1910 لحماية المدينة من فيضانات النهر الجارفة كل عام. وسرعان ما بنيت صرائف وأكواخ “العاصمة” و“الميزرة”، المنطقتين اللتين تشكلت منهما منطقة خلف السدة.
عبدالله صخي
جاذبية الرواية
ما إن نتعلم الحروف الأبجدية حتى نريد أن نصبح كتابا، وأن أمكن كتابا كبارا، لأن الأدب يرفع من شأن الكاتب ويضعه في مكانة لا يبلغها السياسي مهما بلغت سلطته ولا عالم الفيزياء أو الأحياء أو الباحث في شؤون الاقتصاد أو التأريخ أو اللغة مهما كان إسهامه في مجال عمله.
بينما كانت أميركا وحلفاؤها يُعدّون لغزو البلاد كان رئيس الجمهورية يعكف على كتابة روايته الرابعة. وكأن كل الأوامر التي تحولت إلى كلمات مكتوبة وكل القوانين التي سنها وكل وسائل الإعلام التي كانت تلتقط كل كلمة يقولها وتحولها إلى “معلقات” لم تكن كافية للتعبير عن رأيه. فما الذي يعطي الرواية هذه الجاذبية؟
في الرواية يستطيع الكاتب أن يعبرعن رأيه في أية قضية يريدها أو يتخذ منها موقفا، لكنه رأي أو موقف غير ملزم. إنه يدع شخصيات الرواية تتحدث نيابة عنه، ويستطيع في أي وقت أن يتنكر لهذا الرأي بحجة أن الأمر يتعلق بشخصية روائية متخيلة. إنه في الرواية يتحرك بحرية لا يملكها لدى كتابة المقال الصحفي أو الحديث في ندوة عامة مثلا.
بطل رواية “الهاوية” يشبه الكثير من مثقفينا، يميلون إلى إعلاء طرق في العيش لا يستطيعون هم تطبيقها، فيجدون في حياة التشرد أو الجنون الذي ربما يكون مفتعلا صفة تضع المثقف في مكان خاص. ينظرون بإعجاب إلى حياة التقشف ويسعون جاهدين إلى حياة الترف التي قد لا يستطيعون بلوغها.

سالمة صالح
الرواية الشعرية
على حذرٍ أُلامسُ المُصطلحاتِ .. وعلى حذرٍ أكبرَ أقتربُ مِن وضعِ المفاهيمِ وبشيءٍ مِن التوجُّسِ أُحاولُ أنْ أمسَّها لأنني لم أعرفْ مفازةً مِن هذا النوعِ ولم أطرقْ لأحوالِها سبيلاً إلاّ إذا كانت معلومةً. لستُ على عُجالةٍ مِن أمري كي أنحتَ مُصطلحاً لستُ مُقتنعاً مِن سلامتِهِ ، والأصح أنني أتعبتُ نفسي طويلاً في إيجادِ مخرجٍ لما أنا عليهِ مِن كتابةٍ خاصةً بعد أنْ أنجزتُ كتابةَ روايتي “الخلاسيون” في آب مِن العامِ 1998، التي سبقتْها روايتان تخطّان مساراً شعرياً بحدودٍ مُعينةٍ . ماذا أسمي عملاً كُتبَ في معظمِهِ شعراً ؟ هل أُسميه “قصيدةً / رواية” ، “روايةً شعرية” ، “روايةَ لحظةٍ” .. “ملحمةً قصيرةً” ماذا وقد أعياني البحثُ؟ عندئذٍ تركتُ الأمرَ للنقّادِ والباحثين ـ إنْ وِجِدوا واقتربوا منّي ـ لقناعتي أنَّ الشعرَ ومضةٌ ، برقةٌ ، لحظةٌ تأتي خلافاً لإرادةِ الشاعرِ أو لرغبتِهِ ، تنكتبُ أو لا تنكتبُ .. ربما تذهبُ سدىً، لا يمسكُ بها أحدٌ فكيف بنصٍّ روائيٍّ طويلٍ يستدعي تدخُلَ العقلِ ؟ نُحيلُ الأمرَ إلى إدغار آلان بو الذي ينفي وجودَ قصيدةٍ طويلةٍ ـ طبعاً هو يقصدُ قصيدةَ شعرٍ ـ لماذا ؟ لأنَّ الشعرَ يستدعي التوترَ النفسيَّ العاليَ والدائمَ للشاعرِ وهو يعتقدُ أنَّ هذا التوترَ لا يمكنُ أنْ يستمرَ لفترةٍ طويلةٍ تسمح بإنتاجِ نصٍّ شعريٍّ طويل.

صبري هاشم
قطرة مطر على الوردة الجورية
الشعر كان قريبا جدا، بل يسكنني ولم يكن بمقدوري تعريفه وأنا لم أتم الثامنة حينها. كان علي أن أكتب على الأقل صفحة كاملة حين طلبت منا مدرّسة العربي في الابتدائية أن نكتب إنشاءً يحمل عنوان يوم ممطر. كان الجو بالفعل ممطرا والمدّرسة التي لم يبد عليها الاهتمام الكبير بشاعرية الجو جاءها العنوان هكذا على عجلة من خلال النافذة بينما هي في طريقها الى الجلوس على الرحلة الأولى الى اليسار في الصف، كعادتها لتصحح أوراقا أو تتصفح كتابا.
انقضى الوقت ونهضت مراقبة الصف بهمة لتجمع الدفاتر بأمر من المدرّسة وكنت مازلت في الجملة الأولى. انحبست  روحي في الجملة التي صنعتها وكأني طير اصطاد نفسه. لم يطلع من جعبتي غير؛ هناك قطرة مطر على الوردة الجورية الحمراء الصغيرة، ولم أستطع من ثم إكمال الجملة ولا محوها والبدء من جديد. حاولت أن أكمل وصف تلك الوردة الصغيرة المرتعشة في يوم شتائي بارد كنت أتحسسه في أطرافي ورطوبة الصف الكئيب، أو لربما لم يكن هناك من وجود للوردة البتة، خيال محض اقترن بيوم ممطر! ولكني اضطررت الى تسليم الدفتر وتمالكت نفسي حتى وصلت البيت لأنفجر بالبكاء. أذكر هذه اللقطة جيدا، وأذكر تعنيف المدرسة لي كما أذكر دعم أمي وأبي لي اللذين تفهما مأزقي وانتقدا جهل المدرّسة، على الأقل من الجانب التربوي.

دُنى غالي
خيال واسع
سيرتي الادبية بدأت بعد وصولي الى المملكة المتحدة . .منذ طفولتي وانا احب القراءة .. اقرأ كل شيء واحب الكتب المتنوعة المواضيع وخصوصا الادب والتاريخ والفلسفة والسياسة كذلك المجلات والجرائد .. وبمختلف اللغات التي تعلمتها أي العربي والبولوني والانكليزي وقد ترجمت بعض الاشعار البولونية ونشرتها في جريدة عمان في التسعينات وواحدة لشمبورسكا في الاغتراب الادبي. في انكلترا بدأت في كتابة رواياتي .. وقد صدرت لي روايتين الاولى هي “رقصة الرمال”  والثانية هي”الصمت حين يلهو” وانا بصدد نشر روايتي الثالثة “آدم عبر الازمان”. لدي كذلك عدة قصص للاطفال تم طبع قسم منها وهي”سفينة الفضاء” “نبوخذ نصر”، “لؤي وطريق الغربة”، “انكيدو وكلكامش” و “الفراشة” ونشرت في كتاب بعنوان “التاريخ والرمال” وكانت من انتاج المنتدى العراقي لتشجيع اطفال مدارسه على القراءة..  وهناك قسم آخر من هذه القصص ما زال في درج المكتب قد انشره في يوم ما.. كتبت بعض القصص القصيرة ونشرت في جريدة المنتدى العراقي وواحدة في مجلة الثقافة الجديدة .. حررت بعض المقالات حين كنت مسؤولة إصدار جريدة المنتدى العراقي في لندن. لدي اسلوب مميز في الكتابة وخيال واسع كأنه فلم سينمائي يساعدني في تتبع أحداث رواياتي .قالت مي غصوب ان الحبكة والشخصيات جذابة وتعكس قدرة ملحوظة على الربط بين الواقع والخيال.

خولة الرومي
تمارين الرواية
قال أوسكار وايلد ذات مرة بأن الأهم بكتابة رواية هو أن تكون لديك حكاية مقنعة وأن تشرع بكتابتها. أعتقد أيضاً بأن كل المشاريع الروائية تبتدئ من هذا الخيط، فمن دون وجود هذه الحكاية والرغبة بتدوينها يصبح كل شيء مصيره العدم أو في الأقل مجرد مشروع كتابي في الذهن ولا يرى النور بهيئة كتاب. لعل هذا المنطلق يشير بشكلٍ أو بآخر لتجربتي الكتابية، إذ أنني مارست كتابة الشعر والقصة القصيرة لسنين طويلة، وكنت دائماً أخشى الشروع بعوالم الرواية الشاسعة. مع ذلك لم تمر فترة من حياتي الكتابية التي تفوق العشرين عاماً دون أن اكون قد فكرت وبدأت بكتابة رواية جديدة.
هل كانت مشاريع مجهضة أم أن داخلي العصي كان يرغب في كل مرة أن يكتب رواية فريدة أولى؟. ربما من هنا جاءت الأفكار والمشاريع المتتالية لتقتل بعضها البعض دون أمل برواية واحدة متكاملة. مع ذلك فكل التجارب الروائية المجهضة تلك والتي بدأتها في عام 1990 تقريباً هي ذاتها التي أمدّتني فيما بعد بشحنة هائلة ليتكوّن في داخلي كل ذلك الخزين من المعرفة والمران والتجربة لأكتب وأنشر الرواية الأولى. أفكار روايات ومران شهور وتفكير سنين طويلة بلا انقطاع تسترجع كذكرى حميمية لتشكِّل عندك النواة المهيّجة لذروة الكتاب الروائي الأول. من هنا أعتبر كل تلك التجارب بمثابة تمارين على النص نفسه قبل أن يجد شكله ومحتواه النهائي في أول نص روائي متكامل.

عبدالهادي سعدون

فيما يلي منهاج ملتقى الرواية العراقية المغتربة بلندن (19 – 21 أكتوبر 2013)
السبت 19 أكتوبر 2013
عدنان حسين أحمد / افتتاح الملتقى وإدارة الندوة (18.00-18.10)
1- فاضل العزاوي (18.10- 18.40)
2- صبري هاشم (18.40-19.10)
3- سميرة المانع (19.10-19.40)
– أسئلة ومداخلات (19.40-20.10)
الأحد 20 أكتوبر 2013
– عدنان حسين أحمد / تقديم المحاضرين وإدارة الندوة (18.00-18.10)
1- زهدي الداوودي (18.10- 18.40)
2- دُنى غالي (18.40-19.10)
3- سالمة صالح (19.40-19.10)
– أسئلة ومداخلات (19.40-20.10)
الاثنين 21 أكتوبر 2013
– عدنان حسين أحمد / تقديم المحاضرين وإدارة الندوة (18.00-18.10)
1- عبد الهادي سعدون (18.10-18.40)
2-خولة الرومي (18.40-19.10)
3- عبدالله صخي (19.40-19.10)
– أسئلة ومداخلات (19.40-20.10)