في الثقافة التراثية الشعبية.. قيض لنا ان نعاصر الملا ضيف الإحميد المصطفى.. الذي كان من فحول الرواة، ومن اعلام النسابة في ديرة القيارة، من ريف أطراف جنوب الموصل … حيث كان يسرد مروياته بطريقة جذابة للغاية، وبأسلوب قص سردي ممتع، يأسر المتلقين..ولا عجب في ذلك، فهو من عصبة لامة العارفة المشهور كراف الصالح .
فقد كان الملا ضيف موسوعة تراثية زاخرة بالمعلومات.. بما حواه في ذاكرته من أخبار الاولين.. قصصا وشعرا وقصيدا.. حيث كان متمكنا من الرواية، ويدلل عليها عند قصه لها، بالقصيد مما قاله صاحب الشأن المعني بالرواية.. او مما قيل من قبل الغير في حقه.. حتى لا تقمع الرواية، أو ترد، أو يشكك فيها، أحد من المتلقين الواعين بخفايا التراث..
ويشار إلى أنه كان من التمكن، والاقتدار في امتلاك المعلومات التراثية الخاصة بالانساب، بحيث انه كان يروي في شجرة النسب حتى خؤولات القوم.. فقد انفرد من بين الرواة بهذه الخاصية..وبذلك فقد كان مصدراً لكثير من الباحثين في الأنساب والتراث..
كما كان راوية متمكنا ولبقا في الحديث، حيث كان يجمع بين الفكاهة وحكايات التراث بشكل محبب… بحيث لا يمل السامع حديثه.. وينجذب إليه السامع برغبة جامحة كي لا يفوته من حديثه شيء..
ولكل ما تقدم، فقد كان للملا ضيف فضل كبير ، ولمسة واضحة، في تكوين تقافتنا الجمعية التراثية..حيث كان يتردد لزيارة عمومتي الحسن الحمادة في قرية نصف تل، حتى سبعينات القرن الماضي نزولا.. باعتبارهم أولاد عمته واصهاره.. وحيث لم تكن وسائل التوثيق متاحة يوم ذاك بالشكل الذي هي عليه اليوم لتدوين مروياته.. فقد فاتت علينا فرصة تدوين الكثير مما رواه.. وجادت به قريحته يوم ذاك ..
لقد ترك رحيل الملا ضيف فراغا واضحاً في الساحة التراثية..حيث كان راوية متميزاً بمواهب فطرية متوقدة .. وقد لا يتكرر إلى أجل قد يطول..
غير متصل. جارٍ الاتصال خلال ثانية واحدة…
حاول الآن