.. سأسافر معكم – هذه المرة والمرات القادمة – صوب مصطلحات قد تبدو غريبة لدى البعض ، ومفهومة لدى البعض الآخر ، لكنها تصب بالنتيجة بنفس المجرى الذي شقه ثلة من الحرامية والنكرية ، وبهذا أكون قد سددت جميع الديون المترتبة بذمتي جراء سكوتي الطويل . ولكن قبل أن أبدأ بالسرد والإسهاب لابد من شرح معنى كلمة { عفطي } .. فالعفطي هو ذاك الإنسان الذي يخرج لسانه مع ضم الشفتين ثم يبدأ بالنفخ المتقطع ليصدر اصواتا تشبه تلك التي تخرج من مكان بعينه ، بمعنى : أنه لايستحي ، ولكي أكون أكثر وضوحا فإن العفطي – ياسادة ياكرام – يستبدل مكانا بمكان غيره . وفي اللغة :
عفط : فعل .. وعفطت العنز : نثرت بأنوفها كما ينثر الحمار .. عفط الراعي بغنمه أي زجرها ، وعفط فلان بشفته : أخرج صوتا يشبه ….. وعفط بكلامه : بمعنى تكلم بالعربية ولم يفصح . وفي حديث سيدنا علي – رضي الله عنه – ” ولكانت دنياكم هذه أهون عليّ من عفطة عنز ” والعفطي هو المستهزئ بشفتيه ، والعفاط هو : صوت عطاس الحمار .. هذا ماتيسر لي جمعه من معان لهذه الكلمة والتي ستكون محور حديثنا لهذا اليوم .. إذن من عفط عفطا فهو عفطي ، ومن عفطت فهي عفطية وعفاطة ، وهناك أمثلة في زماننا هذا – زمن العراق الجديد – يصعب حصرها في هذه العجالة ، ولكن لا بأس من ذكر البعض منها توخيا للفائدة : فعلى سبيل المثال لا الحصر رئيس الجمهورية عفطي لأنه يبحث عن مصلحته ومصلحة بناته ضاربا المصالح العامة عرض الحائط ، ورؤساء مجالس الوزراء كلهم عفطية دون إستثناء ؛ فأياد علاوي عفطي لكنه محسّن ، والخبل الجعفري عفطي درجة أولى بسبب هرطقاته التي بدأت ولن تنتهي ، سيما قضية شهونة العقل وعقل الشهونة ، وهو عفطي بأمتياز لأنه لو جلس امام الناس فتح رجليه على مصراعيهما وتلك طريقة لا يجيدها سوى العفطية ، ونوري المالكي عفطي هو الآخر لأنه ما أنفك يعبث بمنخريه بكرة وأصيلا وبذلك أثبت أنه عفاط على وزن فعّال ، كما أنه لص محترف ومتدين والدليل هو لا يسرق إلا حين ينادي : ” ياحسين ” وسليت الجبوري عفطي أيضا ويسرق بطريقة مؤدبة للغاية لكنه يسرق وينادي : ” ياعمر ” على إعتبار أن سيدنا الحسين هو ملك لنوري المالكي ، وسيدنا عمر هو ملك للجبوري ، فأختلط الأمر علينا كما يختلط الحابل بالحبلة والنابل بالنبله … وحسن السنيد عفطي بطريقة تختلف عن سابقيه ، فمرة يدعي أنه نبي ” أثول ” ومرة يدعي أنه قائد قوات ….. والدفاع الساحلي فأثبت بذك أنه عفطي دبل ريشة . وخالد ابو حنتورة هو عفطي ولكن من وره ، وحنونه صاحبة نظرية 7×7 عفطية أيضا إلا أنها تمتلك إرادة التعفيط نظرا لكونها طبيبة أختصاص بسحب ” الكراعين ” .. وحاكم الزاملي عفطي هو الآخر لكنه ” مؤمن ” على طريقة { طفي الضوه وإلحكني } ومثله مشعان وتسعان وطكعان وللإنصاف أقول : إن مجلس النواب الحالي كلهم عفطية باستثناء عباس البياتي فهو ( مو ) عفطي لأنه يشبه الخروف المزروف ، والخروف المزروف كما هو معروف غير مشمول بأحكام العفطية الجدد لكنه عفطي قديم للغاية ترك العفاط في الفترة الأخيرة . فهل تبقى أحد من العملية السياسية العفطية لا يحمل هذه الصفة ؟ نعم .. أنه ذلك المسودن الذي يعلكها شلع قلع ثم يفلت الى زاوية منزوية يمارس فيها العفاط من وراء حجاب . نسيت أن أذكر عفطيا ناعما جدا هو عمار العفطي لكني أشهد له بالنزاهة والتقشف على طريقة العفطية في الميدان خصوصا بعد الساعة 12 ليلا .. جررروووا سلوووات .