يبدو نظام الملالي من الخارج قويا وينفذ اجندة توسعية خارج حدوده الجغرافية , هذا صحيح ولكن التوسع مهما طال زمنه فلن يدوم طويلا , وسبق ان قلنا من قبل ان العديد من الامبراطوريات التي تمددت وتوسعت عادت الى الانكفاء الى الداخل , هذا هو منطق التاريخ اذ لم تدم امبراطورية على حالها بل اما انها انكفأت او انهزمت على يد قوة اخرى .
ايران لديها الممكنات المادية والروحية التي تؤهلها التوسع على حساب قوى ضعيفة اقل منها قوة مادية وروحية , كما هو الحال في العراق وسوريه , او تتمدد من خلال اذرع داخلية كما هو الحال في لبنان من خلال حزب الله , وفي اليمن من خلال الحوثيين . ولكن ايران في عهد الملالي تعيش ديكتاتورية متخلفة اسوأ من حكم الفرعون في مصر او نيرون في روما . ففي يد ولي الفقيه علي الخامينئي كل السلطات بدعوى انه على صلة بالامام الغائب . وقد حكم ايران من خلال سلطة الحرس الثوري بيد من حديد , فقد سجل ارقاما قياسية في عمليات الاعدام لمجرد الاختلاف في الراي , كما تسلط الملالي على ثروات ايران وصاروا مليارديرات يتنافسون مع اثرياء العالم . كما سخروا ثروات ايران للتوسع وتنفيذ عمليات الارهاب ضد الاخرين .
لقد تورط نظام الملالي في سوريه لانقاذ بشار الاسد من السقوط , وابقاء الحكم الطائفي في قلب بلاد الشام , فدفع بقوات الحرس النخبة الى سوريه وبدات خسائره في الارواح بالعشرات من القادة حصرا , وقد تزايدت اعداد القتلى بعد دخول القوات الروسية الى سوريه , فقد قتل حسين حمداني من اكبر قادة الحرس في سوريه , ومن قبله قتل 16 ضابطا من الحرس كما اصيب قاسم سليماني بجروح دقيقة وما زال يرقد في احد مستشفيات الحرس الخاصة في طهران . وقد سرت تكهنات حول مقتل العديد من عناصر الحرس فقالت ان قوات الاسد هي التي قتلتهم للحد من نفوذ ايران في سوريه , واخرى قالت ان الطائرات الروسية هي التي اصابت قوات الحرس وادت الى مقتلهم , ورواية ثالثة قالت ان تصفيات بين قيادات الحرس نفسها .
ورغم ذلك فان نظام الملالي لن يتراجع عن دوره في سوريه , وقد يزيد من اعداد قواته استعدادا لمعارك مقبلة لصالح نظام الاسد , ولاثبات الوجود الايراني في سوريه وبمحاذاة الوجود الروسي ايضا . لان سوريه بالنسبة للملالي من الخطوط الحمراء التي لا يمكن التنازل عنها .
ولكن السؤال : هل يمكن لنظام الملالي ان يستمر بهذا الدور ولاسيما ان الوضع الداخلي في ايران متقلب وقد يشهد تحولات كبيرة ؟ .
الوضع الداخلي معروف للجميع ارهاب ضد ابناء ايران الذين ينقدون النظام , البطالة في ازدياد , الفقر بات سمة يومية ورؤية الفقراء ينبشون الحاويات بحثا عن الاكل , العملة الايرانية في تراجع قياسا للعملات الاجنبية , والعنف ضد القوميات الاخرى غير الفارسية ولاسيما ضد العرب والاكراد في تصاعد والنقمة الشعبية في هذين الاقليمين في اعلى درجاتها .
والاهم هو الصراع الخفي بين اركان السلطة في ايران , فالكل يعرف الصراع بين التيار المتشدد الذي يمثله الخامينئي والحرس , وبين الاصلاحيين , وقد سبق لخامينئي ان اتهم الاصلاحيين بالخيانه , وازداد الصراع بعد ان تجرع خامينئي السم الثاني المعروف بالسم النووي , بعد تجرع خميني السم الاول بعد انتهاء الحرب العراقية – الايرانية .
الانباء المسربة من داخل ايران تفيد ان صحة خامينئي في تدهور بعد اصابته بالسرطان , واخذت السلطة التشريعية تستعد وتفكر فيمن سيكون خليفته . وقد جاء على لسان رافسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام , انه تم تشكيل فريق عمل من مجلس الخبراء لاختيار خليفة خامينئي , وهذا الامر سيحدث انقلابا كبيرا في هيكلة السلطة في ايران . لان كل الخلافات المخفية سوف تظهر الى العلن , ولاسيما ان الحرس ملئ بالعصابات ومراكز النفوذ والطامعين في شغل مناصب كبرى في الدولة الايرانية . كما ان الانتخابات المقبلة لمجلس الخبراء سوف تقود الى تحولات كبيرة في هيكلة نظام الملالي .
واذا اراد الايرانيون الحياة الحرة الكريمة فلا بد من اقامة نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان ويحترم سيادة الدول الاخرى وخاصة الدول المجاورة , لكي تعيش المنطقة بسلام وامان , وهذه الاماني المستقبلية هي ضمن برنامج منظمة مجاهدي خلق المعارضة . فهل يسعى الايرانيون الى تحقيق حلمهم في الحياة الحرة الكريمة ؟ . 23-12-2015