12 أبريل، 2024 2:09 ص
Search
Close this search box.

الملاك السعودي والشيطان الايراني .. عذرك اقبح من فعلك

Facebook
Twitter
LinkedIn

العذر اقبح واشنع من الفعل , تلك مقولة يتداول بها العامة في حال تقديم شخص ما لعذر او تبرير لفعلة ” قبح ” قام بها ولاقت استهجانا واستنكارا من الاخرين ؟ .. وتلك المقولة ربما جسّد معناها بالمطلق السيد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بتغريداته عبر تويتر , فقبل ساعات قليلة من الان وقبل ان يصرح بموعد مغادرته المملكة السبت ليحط رحله في الاليزية لمقابلة الرئيس الفرنسي ماكرون والتي اذاعتها وسائل اعلام عربية وعالمية . يأتي الحريري ليغرد عبر موقعه الرسمي في منصة تويتر , بالقول : ” اقامتي في السعودية من اجل اجراء مشاورات بشان مستقبل لبنان وعلاقاته بالمحيط العربي ” .. مضيفاً : ” كل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول اقامتي ومغادرتي او يتناول وضع عائلتي لا يعدو كون مجرد شائعات ” انتهى \ .

اذن لنترك الشائعات التي ضربت عائلة الحريري وحقيقة اقامته في المملكة وكونها اجبارية وانه فضّل المكوث فيها بمحض ارادته وايضا لن نتطرق الى كونه متهم بجرائم فساد مالي خصت تعاملات شركة ” سعودي اوجيه ” , ولن نأتي ايضا على الطريقة الممسرحة التي قدّم فيها استقالته ومن دولة اخرى غير دولته ؟ وايضا لنغض الطرف عن جميع البروتوكولات الدولية المعمول بها وفق مواد وبنود الجمعية العامة للامم المتحدة في الفقرات التي توضح كيفية تقديم رؤساء البلدان لاستقالاتهم , سنترك كل هذا لعيون سعد وسنتجاهله ونعمي محجة افكارنا وقناعاتنا الشخصية ولنركز على عذره الـ” القبح ” وكونه جاء اشد قساوة من قبح فعلته .

لقد عزى الحريري سبب اقامته ومكوثه لمدة جاوزت النصف شهر في المملكة العربية السعودية الى انه استغرق كل تلك الفترة من اجل اجراء مشاورات بشان مستقبل لبنان وعلاقاته بالمحيط العربي !! , انه رئيس وزراء دولة لها سيادة اسمها لبنان والسيد الحريري يترك لبنان وفرقائه السياسيين ليحمل حقيبته المتخمة بـ “الحلول والرؤى والخطط المستقبلية ” ليخرج لبنان من محنته ويتجه صوب السعودية ! ,لكن اية محنة هذه التي اراد السيد الحريري من التغلب عليها وتحمله عناء السفر وعائلته وسفره الى المملكة ؟ .. لاشك هي محنة حزب الله , طيب ولماذا المملكة العربية السعودية دون غيرها ؟ , لماذا لم تتجه قافلته صوب امريكا مثلا , مصر , بريطانيا او غيرها من الدول ؟ .

حقيقة الامر ان السعودية هي من أمرته بالتوجه اليها مع عائلته وبأسرع وقت ممكن ونفذ ابن الاخت ما املاه الاب الثاني ” الخوال ” عليه وحمل ادراجه وارتحل وهو حتى لايعلم لماذا وما السبب لتلك الدعوة والتي جائت كعنصر مفاجأة عنده في حينها , وهذا ما اكدته عمته ” بهية الحريري ” في ليلة تقديم سعد الحريري لاستقالته , باتصالها بولي العهد السعودي محمد بن سلمان تطلب الرأفة بسعد الحريري واطلاق سراحه ليعود الى لبنان فرفض بن سلمان التحدث اليها وقال لها السكرتير بان سعد الحريري مواطن سعودي متهم بالفساد وان المحكمة فقط هي من تقرر اطلاق سراحه او حبسه فما كان من عمته الا ان تجهش بالبكاء بعد ان اغلق الطرف الاخر الهاتف ودون ان تكمل حديثها معه . ثم لندع تلك الحادثه ونذهب الى تصريح سعد الحريري قبل مغادرته لبنان حيث اكد ومن باب ايجاد مسوغ مقنع لتلك الرحلة من ان استدعائه بالذهاب الى المملكة وعلى عجل انما جاء من اجل حل المشاكل المالية التي اكتنفت شركته ” اوجيه سعودي ” , وبعد هذا عن اية مشاورات تتحدث ياسعد ؟؟؟؟ . ثم هل تصرف سعد الحريري وكذبه على شعبه وبهذا الاسلوب الفج والفاضح يمنحه الثقة من شعبه والقيادات اللبنانية وكونه يستحق ان يكون رئيسا لوزراء لبنان ؟؟ .

لنقلب المجن قليلا ونفتح افق خيالنا باتساع اكثر ولنبادل سعد الحريري وفعلته بـ ” السيد حسن نصر الله ” امين عام حزب الله اللبناني , وانه توجه الى ايران ومكث فيها بذات مكوث الحريري في السعودية , وان الخامنائي جرده من كافة لياقاته كرئيسا لحزب الله وجمد جميع امواله , فما ذا ستكون حينها ردة فعل سعد الحريري ثم السعودية ودول العالم حينها ؟ . حتما ان اول ما سوف تتهم به ايران كونها تدخلت تدخلا سافرا بالشأن اللبناني وانها ستواجه عقوبات اممية في حال لم تفرج عنه فالرجل لبناني وان كان عدوا للسعودية او الغرب وهو مواطن اولا واخيرا فهم اي الغرب سياساتهم شفافة ومتوافقة مع القوانين الدولية !! , واذن لماذا لم تطالب ذات الدول وبما تملك من شفافية والتزامات بالقانون الدولي بالافراج عن سعد الحريري ولماذا لم تتهم السعودية كونها تدخلت بالشأن اللبناني ؟؟ . انها الازودواجية بالمعايير والكيل بمكيالين لكن شتان بين السعودية وايران , فالاخيرة مزعزعة للسلم الدولي بتدخلاتها السافرة وهي السبب في عدم استقرار المنطقة اذ هي ما انفكت تهدد الامن الاقليمي لدول الجوار في مقدمتها اسرائيل !, في حين ان المملكة السعودية هي عامل استقرار رئيس في المنطقة فلم يشهد العالم يوما ما ان شاهد السعودية تزج انفها في الشؤون الداخلية للدول , ودليل ذلك انها لم تتدخل بالشأن اللبناني ولا السوري ولا العراقي وكم كان تدخلها انسانيا في اليمن فلولاها ماكان للشرعية ان تبقى بهذا البلد وما ذا وان قتل الاف اليمنيين وجوع الملايين وما ذا وان اكلت الكوليرا من رؤوس الاطفال وليلقوا حتفهم وما هذا سيكون قبالة الهدف الاسمى لها وهو بقاء عبد ربه منصور رئيسا للبلاد فالحوثيون اقوام غازية جائت من خارج كوكب اليمن لتشن عملية غزو لهذا الكوكب المسالم وتستعبد شعبه وتعيث به خرابا , ثم ان المملكة , لم تسهم ابدا في ابادة الشعوب والعمل على الاطاحة بالانظمة العربية كنظام القذافي في ليبيا وكم هو رائعا المشهد الليبي اليوم فلا اقتتال ولا هناك من حرب داخلية ولا حتى من تهديد لمصر من قبل الجماعات الارهابية التي تتدرب في ليبيا وتدخل لضرب الداخل المصري بعمليات ارهابية مروعة ؟؟ . واذن العالم مع السعودية افضل وهو اكثر اماناً واستقرار ؟؟ .

وكموضوعيين نقول ان كلا من السعودية وايران هما في حرب نفوذ بالداخل اللبناني خاصة والعربي بشكل عام , وان جميع من تضرر من الدول العربية وما جرى على شعوب المنطقة من ويلات تقف ورائه تلك الدولتان الامر الذي سمح لامريكا والغرب من ان تتدخلا في صراع محاور اشمل حيث انفتحت شاهيتها في تقسيم المنطقة وايجاد سوق لبيع اسلحتها ومن ثم السيطرة على ثروات الخليج واهم من ذلك كله ان اسرائيل باتت في امان اكثر بالاضافة الى استثمارها هذا الصراع في مد جسور من العلاقات السرية مع اغلب دول الخليج وان طفا قسما منها الى العلن فهذا رئيس الاركان الاسرائيلي غادي ازنكوت يصرح ومن صحيفة سعودية وللمرة الاولى بالقول ” نحن مستعدون للمشاركة في المعلومات مع المملكة اذا اقتضى الامر. هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم ” .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب