23 ديسمبر، 2024 6:07 م

الملائكة تغادر العراق

الملائكة تغادر العراق

أيها المارد الأبي . أخذوك على حين غرَّة
شدوا العصابة على عينيك
تركوا في جسدك أنهارا وندبا
ولأنك لم تتأوه زادوا في عذابك
إلى متى تظل صامتا والأعراب يثخنوا فيك الجراح
هذا آخر ما كتبت قبل أن يأتوا الأشباح “عناصر داعش” ويعتقلوها من البيت , وفي المعتقل “الإسلامي ” حيث الذين يطلقون على أنفسهم جنود الله شدوا العصابة على عينيها ولما لم تتنازل للحاهم العفنة ووجوههم الكريهة بالإعتذار عمن وصفتهم بسفاكي الدماء وهادمي محرمات الله قال سيدهم فلتعدم .
قد لا يعرف الكثير من الناس الجريمة الجديدة التي إقترفتها داعش في الموصل الحدباء , أمرأة هي ليست كباقي النساء .. أمرأة نذرت نفسها للخير , ووظفت تحصيلها القانوني للدفاع عن الفقراء والمعوزين بلا ثمن أن لم تكن هي من يدفع الرسوم ومستلزمات الدعوة القضائية , ولان هذا لا يكفي لتجسيد إنسانيتها أكثر وأكثر صارت ناشطة تبشر بحياة جديدة وسط ركام التخلف الذي يزداد يوميا . حالها حال الموصليين الذين أصبحوا ذات يوم نحس ليجدوا أصحاب الملابس الإفغانية السوداء واللحى المتسربلة على الصدور واللهجات المنوعة واللكنات الغريبة تسرح في شوارع الموصل , أنها
 المفاجأة الصاعقة , والّأمر أن حماة الديار هربوا بأنفسهم وتركوا الابرياء العزل وجها لوجه مع ذئاب بشرية , هذه الذئاب تريد الرجوع بالبلد والناس لعصر التخلف ولكن بإسم الإسلام , لو إنهم أقتحموا مدينة تعلن الكفر وتعادي القيم وتحاصر المباديء لكان الأمر هينا ولكنهم جاؤوا إلى بلد تعج مدنه بالجوامع والكنائس ومراقد الأنبياء والأولياء وكي يبرهنوا صدق دعواهم إفتعلوا ديننا غير الإسلام ولكن بإسم الإسلام ومن يومها ما عاد الناس يعرفون هل كل هذه السنين التي أمضوها جهل بالدين والآن داعش تريد أن تصحح ذلك , وإذا صح هذا لم هذا القتل المجاني لكل من
 لا يبايع الخليفة المزعزم , كأننا نعيش في عالم آخر او كأننا أمام فلم سينمائي يعود بنا إلى عهد الغزو والبطش وسفك الدم .
إنها سميرة صالح علي النعيمي سجلت قصة تحدي الضعيف للجبارالذي يعرف ما سيكون مصيره بعد أن إحتجت بمنطق النقاش على تدمير التراث الإسلامي في مدينتها وخاصة أضرحة الأنبياء ولما كان هذا يتعارض وسياسة داعش الإجرامية حتى مع الموتى إعتقلوها وطلبوا منها إعلان التوبة والتراجع عن رفع صوتها هكذا , لكنها بدل من أن تتراجع إزدادت قوة وتعصبا ولإن الإرهاب لا يعرف لغة النقاش عذوبها كي ترجع عن ” غيها” لكن روح المطاولة ومباديء النشاط الإجتماعي وحججها القانونية لم تنفع مع من لا يعرف غير التعذيب وسيلة للرضوخ للواقع .
وفي قبو التعذيب الإسلامي جرت مسرحية الجلاد مع ضحيته هو يريدها أن تتراجع وهي تريدهم أن يفهموا روح الإسلام ومعانيه , وكعادة الطغاة أعلنوا عن إعدامها في الحي القديم في الموصل غير مبالين بقرف الناس وحزنهم على شهيدة جديدة , إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.