كلما حاولت الكتابة عن توافق ايزيدي سياسي حقيقي على الأرض أتراجع عن ذلك لسبب واحد، وهو عدم وجود توافق ايزيدي سياسي حقيقي اطلاقا على الأرض، وهذا يعود لان أغلبية السياسيين الايزيديين يفضلون مصالحهم الشخصية على مصالح شعبهم ولو أتينا إلى تفصيل تلك الساحة السياسية حاليا سنشاهد عدة توجهات مختلفة لا تعرف من تتبع ومن أين تأتي بهذا الدعم وكمية القوة المادية التي تجعلهم مستمرين دائما في العمل علما ان نحو ٨٠ بالمئة من الايزيديين فقراء، وليسوا مؤهلين لإنشاء حزب سياسي ذاتي الدعم.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني يسيطر على قرار اغلبية الايزيديين بسبب السياسة التي يقوم بيها الحزب، والتي لا تختلف عن سياسة حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل، والذي كان يجبر من يريد أن يتعين في إحدى وظائف الدولة على الانضمام إلى صفوف الحزب، وهذا ما يحدث في مناطق الايزيديين ويتم تكتيم حرية الرأي والتعبير، وهنا لست بصدد فتح ملف الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ولكن يجب ذكر ذلك، لأنه كان احد اسباب هذا الانشقاق الايزيدي السياسي من خلال السيطرة على مصدر رزق الايزيدي سواء في التجارة أو في العمل الحكومي، وحتى التمثيل الايزيدي في الحزب لن يسمح له بالتواجد في المناصب العلية وفيان دخيل عضو برلمان العراق لن تنجح مرة أخرى في الانتخابات البرلمانية القادمة ومرشحتهم الدائمة والوفية للحزب وسياسته، لذا أرجح عدم نجاحها في الانتخابات المقبلة، الا في حالة وجود عمليات تزوير كالانتخابات السابقة واما على الصعيد الكوردي، فشيخ شامو يبقى الممثل الوحيد للايزيدية هناك وهو تابع للحزب الحاكم، ونستطيع أن نقول هو أخذ لقب الملك في التمثيل الايزيدي على الصعيد الكوردي.
اما الاتحاد الوطني الكوردستاني لا يختلف عن الديمقراطي الكوردستاني كثيرا فاعضاؤه يفعلون ما يفعله الحزب الآخر ومع إعطاء حماية لكل ايزيدي يتكلم ضد الحكومة الكوردية أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني اي لو أردت أن تنتقد الحكومة الكوردية أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكنت أحد أعضاء الاتحاد الوطني الكوردستاني لن تحاسب مثل الشخص المستقل اي الانتماء، لهذا الحزب في المناطق الايزيدية هو حماية اكثر ما هو قناعة لأهداف الحزب وهذا الحزب يفعل ذلك للتأثير على الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مناطق سيطرته وخاصة المناطق الايزيدية ومستحيل أن ترى ايزيدي من الجانبين متفقين على صيغة سياسية واحدة تخدم الايزيدية.
اما الحركة الايزيدية من أجل الإصلاح والتقدم فهي حركة مشكوك في دعمها من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني، ولست متاكدا من ذلك، ولكن اقرب طرف كوردي لهم هو الاتحاد الوطني الكوردستاني وكما قيل إن أمين فرحان جيجو الأمين العام للحركة الايزيدية من أجل الإصلاح والتقدم وهو عضو برلماني سابق واثناء الدورة البرلمانية السابقة كان يزور السليمانية بين فترة و أخرىن ويزور قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني ولكن الآن عن شيخ حجي شيخ كندور الذي يمثل الحركة في البرلمان فهو ضعيف الإمكانيات السياسية وسيترشح من جديد عن الحركة ونسبة فشله كبيرة وقد تكون الحركة الايزيدية من أجل الإصلاح والتقدم في نهايتها لقلة الدعم وظهور منافسين آخرين كحيدر ششو والذي يعتبر اقوى شخصية سياسية ايزيدية لحد الان لكثرة اثارته الجدل من خلال تصريحاته المتناقضة في أغلب الاحيان.
اما حيدر ششو صاحب التصريحات المتناقضة والذي استطاع كسب جمهور ايزيدي أثناء تواجده في جبل سنجار واعلانه عن تشكيل قوات حماية سنجار التابعة للحشد الشعبي العراقي، ولكن تم اعتقاله من قبل الديمقراطي الكوردستاني، جعله يتنازل عن دعم بغداد مقابل الاعتراف بقواته، وضمها لقوات البيشمركة وآنذاك غير اسمها إلى قوات حماية ايزيدخان (ايزيدخان تطلق من قبل الايزيدية على الوطن الحلم أو التاريخي للايزيدية)، وثم قبل اكثر من ٤ اشهر اعلن عن الحزب الديمقراطي الايزيدي واعلن نيته الترشح للانتخابات البرلمانية العراقية والكوردية ومجالس المحافظات، حيدر ششو حسب المصادر الخاصة والقريبة منه وتحركاته فإن دعمه الاول هو من امريكا، وهناك عدد من ضباط قوات حماية ايزيدخان يتم تدريبهم في القنصلية الأمريكية في اربيل العراقية و تكثر زيارته للقنصلية الأمريكية و أيضا يزور القنصل الأمريكي في اربيل معسكر قوات حماية ايزيدخان بين فترة و أخرى وهذا يدل على أهمية هذا الشخص واستطيع أن أؤكد أنه أحد الوجوه القادمة في البرلمان العراقي بقوة.
أما التيارات الصغيرة الأخرى فهي تحسب على جهات خارجية كحزب العمال الكوردستاني وهناك أحزاب ايزيدية فاشلة من يوم ظهورها إلى كحزب التقدم الايزيدي والحركة الايزيدية الديمقراطية والتي انتهت أساسا وهناك سياسيين يترشحون ضمن قوائم عراقية بحجة انها عابرة للطائفية وهم يفشلون أيضا وهناك أعضاء بالحزب الشيوعي بشقيه العراقي والكوردستاني والذي يعتبر وجوده في الساحة الايزيدية كعدم وجوده، لأنه لا يؤثر كثيرا ولكن الحقيقة تبقى أن افضل مرشح ايزيدي متواجد بشكل حقيقي هو حيدر ششو، ولا أستبعد دخول إحدى شخصيات يزدا في الانتخابات القادمة ضمن إحدى القوائم بالاغلب ستكون كوردية وهي منظمة إنسانية كما يقولون، ولكن لها دور كبير في حركة القضية الايزيدية وهم مجهولو الدعم مع وجود احتمالية قوية لوجود دعم أمريكي لها وحتى اوروبي، ولكن بالمجمل البيت الايزيدي مشتت كثيرا ويحتاج إلى تجميع حقيقي لإعلاء الصوت الايزيدي في العراق واقليم كوردستان هذا إن ارادو ذلك اصلا.