مشكلة بعض السياسة، أنهم يسعون لسوء الأفعال بأنفسهم، ويحتمون بمجموعة من الصعاليك، الّذين لا يتركون مناسبة؛ إلاّ وكانت فيها لهم فرصة للتقاذف وتبادل الإتهامات والتخوين؛ لأجل تبرير قباحة تصرفاتهم ونواياهم؟!
مجموعة إعتاشت على الأزمات؛ كأنها ذئاب تمزق ضحاياها، ولا تهدأ إلا بقطع أنفسها؟!
بعض ساستنا أساء الإنصهار في التجربة الجديدة، وعكس ذلك على هويته الوطنية وأنتماءه الفرعي وعشيرته وعائلته لدرجة الإساءة لنفسه؟! وترك واجبه الأخلاقي والتكليف المناط به.
العراق ممتحن بمجموعة من صناع الأزمات، الّذين لم يغادروا الماضي، وأعينهم لا تستطيع الإمتداد للمستقبل، ولم يستنسخوا نجاح تجارب دول عاشوا فيها؟! وكأنهم يدورون في فضاء مفرغ إلاّ من شخصهم، وحلم في عالم من الخيال وإسطورات الأمجاد الذاتية، وينسون ملاين مهددة بالقتل والفقر وسوء الخدمة، والكارثة التي تجرها سوء أفعالهم؟!
خلال السنوات المنصرمة والعراق يتربع دهليز الفشل، ولا نستطيع مقارنته بأيّ قرية في العالم أمنياً وإقتصادياً، وقد إنحدر الى منزلق الفقر وسوء الخدمة جزء كبير من مواطنيه، فيما إنحرف الجزء الثاني أخلاقياً، للحصول على المال والسلطة على حساب الغالبية؟! وساهم الطرفان لتحقيق الإهمال الواقعي، فالأول كان مجبراً والثاني راغباً مصراً؟!
لا يهمنا من يتحدث عن أن بغداد أفضل من نيويورك ودبي، ولا من يكذب ويقول: في السماوة أنفاق وجسور؟! وليس منة من أحد بناء حديقة ونافورة؟! ولا نريد التحدث عن تاريخ وحضارة مركونة على الرفوف، والعالم قفز عنها مسافات بعيدة، وحينما تصنف بغداد؛ بأنها من أكثر مدن العالم سوء في النظافة، فأن الوصف يبدو معقول جداً بعد دخول النفايات الى البيوت، وقد عمدت البلديات الى إنشاء مكبات في الساحات والحدائق ومداخل الأزقة؟!
تستخدم النفايات في بعض الدول كأحد مصادر الثروة الوطنية، وتقدم العالم في كيفية التعامل معها، بعزل الصلب عن السائل حتى لا يولد الروائح، ولا يكن مكان للجراثيم والأمراض والحشرات، وبذلك يسهل تدوريها وإتلاف الضار منها.
فساد توغل المؤوسسات، وخلط اليابس المتمسك المتغطرس، مع السائل الضعيف من الصغار، ولكون الصغار هم الغالبية، توجه لهم إنهامات إنبعاث روائح الفساد؟!
ما أحوج العراق للمكنسة على أبواب المؤسسات، وتكون شعار للمرحلة القادمة لتنظيفها من درن المفسدين، وإزالة كل العوالق المضرة بجسدها، التي تتشعب بشكل حمايات كبيرة، وفضائيين ومقربين ومزورين، وبذلك نستطيع أن نجد شارعاً نظيفاً، و وتصبح لنا القدرة على هزيمة السياسين الفاشلين، الّذين يضعون العصي في عجلة دوران الرحى، التي بدأت تقص رؤوس كبار الحيتان وبؤر القذارة والنتانة؟! ونحتاج الى غربال دقيق لا تثقبه أسنان الذئاب، حتى لا يدفع السائل ضريبة جريمة الصلب.