28 مايو، 2024 7:56 ص
Search
Close this search box.

المكر السياسيّ

Facebook
Twitter
LinkedIn

حمّى الصراع السياسي الدائر بين مختلف الكتل السياسيّة ، دخلت مرحلةً تصاعدية ، تنذر بالعديد من المخاطر الكبرى …
لمذا ؟
لأننا اليوم أصبحنا وجهاً لوجه ، مع أرقام مُرعبة ، لاتبقي “للدولة” ومؤسساتها واجهزتها المختلفة حُرمةً ولا هيبة..!!
أنّ ما يُكشف النقاب عنه حالياً هو مجموعة من الممارسات التي لايقرّها “الدين” ولايرضاها “القانون” ولا يقبل بها المواطنون …
ومعنى ذلك باختصار :
تجريد السياسيين المحترفين ، بعضهم لبعض ، من كل مقومات استحقاق الوصول الى السلطة ثانية، بعد ان تفرز نتائج الانتخابات النيابية القادمة ، فالخسائر فادحة ، وليس من جهة سلطوية رابحة …
وفي هذا السياق بدأت الانشقاقات أيضاً :
فالأثير المقرّب من رئيس أئتلاف معيّن ، يُسارع الى الاعلان عن تخليه من الانضمام اليه ، لأنه مع المشروع (الوطني) وليس مع المسار (الطائفي).!!
وحين يُطالب بالاستقالة من عضوية مجلس النواب ، باعتبار ان رئيس ذلك الأئتلاف النيابي هو الذي منحه المقعد النيابي ، يُعلن انه لايُرّد على من اقترح ذلك عليه ، حيث انه لايتحدث في الشؤون السياسية مع (الهواة)..!!
ويعلن أنه اذا طُولب من قبل رئيس الائتلاف، الذي كان منضوياً تحت لوائه بالاستقالة لبّى النداء .

والسؤال الآن :
هل كان الانسحاب بمبادرة ذاتية أم كان استجابةً لرغبة رئيس الأئتلاف ،كما بُلّغت الى النائب المنسحب ؟
يشير النائب المنسحب الى أنّه بُلّغ بتلك الرغبة ، وهو يحترمُها …
وقد عّدَّ نفسه (الأول) في الائتلاف الذي انسحب، منه بسبب طروحاته الوطنية ، ومجمل مساراته وتصريحاته ..!!
والمهم أنه لم ينسحب ليكون البعيد عن المسرح السياسي ، بل هو قد انسحب للانضمام الى كيان وطني لايُريد ان يكون الرقم الأول فيه ولا حتى الثالث ….
وأنه سيبذل المزيد من اجل الكيان الجديد الذي لم يُسَمِه ..!!
ان (الانتقائية)، والاصرار على فتح النار ضد الخصوم السياسيين فقط ، لاضد الفاسدين جميعاً .. هي الحلقة الأخرى التي تزيد (المواطنين) زهداً بالسياسيين المحترفين …، وان تَوَّهمَ بعضُهم ، انه الرابح من تسقيط غيره..!!
كما أنَّ (التهديد بفتح الملّفات) هو الآخر مستهجن للغاية ، ومثيرٌ لأمواج الاستغراب الشديد ، ذلك ان هذه الملفات ان كانت ناطّقة بالفساد فلماذا يتم التغاضي عنها ؟ وانْ كانت بعيدةً عنه، فما معنى التهديد بها، وهل هذا الاّ الابتزاز المنبوذ ؟!!
اننا اذا اعتمدنا (المعيار الوطني) في الانتخابات النيابية القادمة ، فسيغيب عن المشهد السياسي العراقي أكثر الموجودين فعلاً ..!!
والسبب ، لأنهم لم يُقدّموا لوطنهم ولا لمواطنيهم ما يمكن ان يشكّل لهم

رصيداً حقيقياً ، باعثا على تكرار انتخابهم …
إنّ ثقافة نشر الغسيل العفن، رهيبةُ الابعاد والآثار،سياسيّاً واجتماعياً وحضارياً وانسانياً، وعلى كل الصُعد ، وفي كل مضمار .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب