إطماع الأتراك في الموصل ليست سر, بل طالما صرح الأتراك بهذه الرغبة, ودعموها بطموح ينتظر الظروف المساعدة, فالطمع والطموح دافعان كبيران لانجاز شيء ما, خصوصا مع تمسك الأتراك بقوانين الغابة, التي تسهل عليهم جلب المصالح, وتنظيم داعش اوجد الفرصة الحقيقية, لكل الساعين نحو الكنز(العراق), فهو اضعف البلد, ومن جهة أخرى اوجد الذريعة للآخرين للتدخل, والأتراك يدركون ألان جيدا أهمية التحرك, والدخول في لعبة داعش.
ذكرت صحيفة ميلليت التركية, إن أنقرة تنظر ايجابيا, لاستخدام قوات التحالف الدولي, للقواعد الجوية التركية, وعلى رأسها قاعدة “اينجرليك” بجنوب تركيا, لمحاربة تنظيم داعش! وذكرت الصحيفة انه ليس من المفاجئ, مشاركة تركيا في القصف الجوي, لاستهداف مواقع داعش, وأضافت الصحيفة لا يمكن إبعاد احتمال المشاركة, بحرب برية ضد داعش, بهدف تحرير الموصل!
الأكيد إن لا سذاجة في خطوات الأتراك, بل المصلحة دوما هي الدافع, فما هي دوافع تغير الموقف التركي, والى أين تريد تركيا إن تصل؟
تركيا وحلم التوسع, كان هو شغلها الأكبر, منذ إن وصل للسلطة اردوغان, الحالم بعودة الخلافة العثمانية, فاخذ ينفخ الروح, بالجسد العجوز الميت, عسى إن يقوم من سكرته, ويعود ليدمر البلدان, تحت عنوان الخلافة, ولتحقيق هذا الحلم, تحتاج لذريعة للتدخل, كي تعطيها الشرعية, وهنا يجدون في الدواعش, أفضل مانح لصكوك الدخول لأرض الميعاد, ثم السعي لابتلاع الموصل.
في بداية الأمر, تركيا كانت ترى في التحالف الدولي, الذي شكلته أمريكا , مانع لإكمال جهودها, في قضم الأرض, وفرض وجودها كقوة, على دول المنطقة, بسبب شعارات أمريكا المثالية, في دعم المظلومين, ومحاربة الظالمين, لكن مع الوقت اكتشف الأتراك حقيقة الهدف الأمريكي, من كل هذا الصخب, وهو سعيها للسيطرة على مصادر الطاقة, لذا تشجع الأتراك للمشاركة, مع وضع هدف كبير وهو الموصل, لإعادة رسم الجغرافيا من جديد.
زيارة وزير الدفاع التركي, التي ستبدأ الأربعاء لبغداد, لمناقشة عملية تحرير الموصل, خطوة في اتجاه تفعيل الحلم التركي, ونقطة للشروع نحو الهدف, إضافة إلى الأهمية الإعلامية لهكذا زيارة, لإشاعة صورة عن الدور التركي المهم, في حل الأزمات, فالزيارة تخدم الأتراك من كل الجوانب, وتعطيهم قوة بدل العزلة التي يعيشوها, لأنهم بعيدين عن الأحدث الأهم, فمن يكون في العراق يكون قطب العالم, هكذا هو القدر, قد حكم لهذه الأرض بالمحورية للعالم.
سيبقى العراق محور إحداث العالم, وأهل الطمع لن يتوقفوا عن مكرهم, الموصل ستكون عنوان حكاية كبرى, داعش واحتلالها فقط البداية.